قصص فتيات عراقيات: القبلات بداية لحياة زوجية مريحة أو سبباً للفراق

بغداد - IQ  

يمكن لقبلة أن "تؤسس" لبداية حياة مريحة أو أن تنهي علاقة، فهي فن إن أجاد الرجال استخدامه فإن مشاعر زوجاتهم ستتأجج، وهم لا يحتاجون لذلك سوى شعور متبادل وفم نظيف. هذه خلاصة تجارب فتيات عدة تحدثن لموقع IQ NEWS.


في هذا التقرير، تروي مجموعة فتيات تجربة القبل في مرحلة الخطوبة أو الزواج، وكيف كان أثر القبلة الأولى عليهنّ.


"خطبتي كانت تقليدية وقصيرة. لم أستطع أن أكلم خطيبي سوى مرتين، في الأولى أخبرني أن عليّ تفهم عمله لساعات طويلة وضرورة مراعاة ذلك، وفي المرّة الثانية حاول تقبيلي"، تقول إسراء عبد الزهرة.

تتذكر إسراء تلك الأيام وتتنهد، ثم تواصل حديثها: "شعرت عندما قبلني خطيبي أن هناك اختراع فرشاة الأسنان لم يصل إلى منطقته بعد وصرت أتجنب تقبيله في فمه حتى لا أنفر منه أكثر".


"نحل مشاكلنا بقبلة"


من جانبها، تقول أنسام علي، وهي فتاة في مقتبل العمر وتمتلك شهادة في علوم الحاسوب، متحدثة لموقع IQ NEWS، إن خطيبها الذي كان طالباً معها في القسم ذاته أخبرها بأن أهم ما في الحياة الزوجية هي ما يحدث بينهما من ملاطفات يمكن لها أن تجعل حياتهما سعيدة أو العكس.


وتضيف: "كنت لا أعرف شيئاً عن القبل وهو حاول تعليمي ونجح في ذلك. صحيح أن حياتنا لا تخلو من المناكفات ولكنها تنتهِ سريعاً بقبلة قد تطول حسب المشكلة التي واجهتنا".

ولـ"تكون قبلتنا الصباحية مميزة، فإن زوجي يهتم بنظافته كثيراً ويستخدم الغسول ومعاجين أسنان مختلفة، وأنا أقوم بذلك ايضاً وأحياناً استيقظ منتصف الليل لاستخدم غسول الفم وأعود للنوم مستعدة لقبلة الصباح".


"5 قبلات فقط خلال عام ونصف!"


وعلى العكس، تأسف مريم مصطفى لكون زوجها "بلا مشاعر" فهو "لا ينظر في عيوني ولا يحدّثني عما يجري في يومه ولا يقبلني. في بداية زواجنا كنت أشعر أن طرق التواصل بيننا معدومة فهو يتكلم معي في الأمور العامة فقط ويبتعد عن كل شيء حميمي خلال النهار".


وتتابع: "حين نأتي لوقتنا الخاص في الليل فإن كل شيء يبدأ بلا قبل حتى صرت أشعر أن العملية تجرِ مع رجل آلي أو أنها واجب فقط"، مضيفةً أن "الرجال لا يدركون أهمية القبل وكونها جسراً للمشاعر نقترب من شريكنا بواسطتها ونشعر بآمان".


وتقول مريم إن "المؤلم في الأمر هو أن زوجي وخلال عام ونصف قبلني خمس مرات فقط. ثلاثة منهن كانت حين أجهضت طفلتي. بت أحسد صديقتي المخطوبة حديثاً لأن خطيبها يمطرها بالقبل".


نصحتها والدتها بالحذر من تقبيل خطيبها ففَسخ قرانها


أما زهراء حميد، وهي فتاة في السابعة عشرة من عمرها وأجبرها والدها على ترك الدراسة مكتفياً بحملها شهادة المتوسطة، فإن امتناعها عن تقبيل خطيبها عملاً بنصيحة والدتها أدى إلى فسخ قرانها بعد أقل من شهر واحد فقط.


وتقول زهراء لموقع IQ NEWS، إن الأمر بدأ بحديث دار بينها وبين ووالدتها ليلة عقد قرانها: "نبهتني والدتي مراراً بأن فترة الخطوبة يجب أن تكون قصيرة، وأن هناك حدوداً لتعاملي مع خطيبي وأهمها منعه من التقرب لي أو تقبيلي".


وتضيف: "كانت تكرر على مسامعي القول إن ذلك عيبا وحراما حتى وان تم العقد بينكما وسيفكر بأنكِ إن سمحتِ له بتقبيلك فقد جربت ذلك مع اخرين قبله. التزمت بهذا الكلام حتى قادني الخوف إلى الابتعاد عن الجلوس قرب خطيبي خوفاً من وصمة العار".


في اللقاء الثالث بينهما، طلب خطيب زهراء تقبيلها لكنها رفضت فـ"أجبرها بالقوة" ثم أخبرها بأن عليها تعلّم كيفية التقبيل ومجاراته لان "القبل هي بداية كل شيء في الزواج وتثير المشاعر ويمكن أن تقود لحل أكبر مشكلة بينهما إن جرت بالشكل الصحيح وأنه يعشق القبل وعليها أن تعشقها مثله"، كما تقول.


لكن "تحولت إلى كائن بأنياب وبدأت بدفعه وضربه وشتمه حتى فسخ هو الخطوبة"، تختم زهراء حميد الحديث عن تجربتها.


أهمية القبل


وتفيد دراسات بأن القبلة هي مفتاح أي علاقة رومانسية، وأنها عادة ما تكون نهاية أي خلاف بين الزوجين، ويمكن من خلالها تقييم العلاقة الزوجية فهي تخبرنا الكثير عن الشريك خاصة وإنها تقرب المسافة بين الطرفين وتجعلهما يشعران بكل حواس الآخر.


ويرى مختصون بمتابعة الأمور العاطفية،أن "القبلة أبلغ من ألف كلمة للتعبير عن مشاعر الحب والثقة والقرب، وهي تعطي شعوراً بالسعادة وتنهي الألم وتقلل الإجهاد وتحسّن العلاقة بشكل عام، وأنها سلاح فعال للقضاء على الفتور في العلاقة بين الطرفين أيضاً"، بينما يسهب أطباء في الحديث عن فوائد القبل على الصحة النفسية والجسدية حتى لارتباطها بإفراز بعض الهرمونات.


"انغلاق مجتمعي"


"القبل ثقافة يجب أن تعلم وفق إطار صحيح وهو ما نفتقده في المجتمع"، تقول نادية عبد الحسين رئيسة قسم البحث الاجتماعي والدعم النفسي في دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة بوزارة العمل.


وتتذكر عبد الحسين في حديثها لموقع IQ NEWS حالة صادفتها، وهي أن فتاة وقعت تحت ضغط نفسي شديد أدخلها مستشفى الجملة العصبية بسبب ليلة زفافها "حيث أنها ولجلها الشديد بما يحدث بين الأزواج، اغتصبها شريكها بالقوة ما سبب لها صدمة وتلفاً شديداً بالأعصاب حتى اعتقد الأهل أنها ممسوسة وتحتاج لعرضها على رجال دين ثم الأطباء حسب قناعتهم".


وتضيف نادية عبد الحسين، أن "انهيار هذه الفتاة حصل نتيجة قلة الثقافة الجنسية لديها أولاً، والخجل ثانياً خاصة وأنه سلوك انفعالي ينتج بسبب العائلة والمجتمع".


وتتابع قائلةً إن "الأسرة هي اللبنة الأولى لتكوين الإنسان، وبما أننا مجتمع قبلي وعشائري فإن الفتيات يتعلمن أن سلوكنهن قائم على العيب والحرام وهذا التوجيه الأول الذي تتلقاه الأجيال عندنا، وبما أن مجتمعنا يفرض هذا الأمر فمن المعيب على الأم أن تحدث بناتها عن الثقافة الجنسية وبالتالي تكون الفتاة ضعيفة غير قادرة على مواجهة الشريك".


وتؤكد رئيسة قسم البحث الاجتماعي والدعم النفسي في دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة بوزارة العمل، أن "سلوك الخجل يسبب الكثير من المشكلات الزوجية، خاصة ان كان الشريك غير متفهم وهو ما يزيد من الهوة بين الطرفين، وينعكس هذا على الزوجة فتصبح غير قادرة على التعبير عن مشاعرها أو رغباتها الزوجية وإن تصرفت بكل حرية ستتوقع أن يسألها زوجها (من أين تعلمتِ هذا)".


ولا يمكن قياس نسبة الخجل لدى الفتيات، كما ترى نادية عبد الحسين، "خاصة وإن المجتمع منقسم بين طبقة منفتحة جداً وأخرى منغلقة جداً، والأخيرة تكثر في أطراف المدن وفي المناطق الشعبية".


"مسؤولية الأهل"

تعتقد عبد الحسين أن المسؤولية تقع على الأهل بالدرجة الأساس، وأن "الأصح هو توليهم تعليم الثقافة الجنسية لأطفالهم من الجنسين بدل التصادم مع المجتمع".


وتضيف: "عندما طرحنا هذا الأمر في دورات تثقيفية عدة حول الثقافة الجنسية وضرورة تعليم من هم في مقتبل العمر حماية أجسادهم أولاً وتطويرها لتصبح ثقافة صحيحة، تقّبل الأهالي الأمر".


وتنهي حديثها قائلة: "يجب تدريس هذه الثقافة في المدارس فالمعلومات الخاطئة يمكن أن تتسبب بمشكلات جمّة، ولا يجب حصر هذا الدور بالزوج".