زواج الصالونات.. امتحان عسير لتخطي "العنوسة"

بغداد - IQ  

"كنت أعرف أنني ساتزوج بطريقة تقليدية، لأن الحب وفق عائلتي حرام وخروج عن التقاليد التي تربت عليها العائلة، إلا أنني لم اتوقع أيضا ان ذلك سيجبرني على عرض نفسي أمام لجنة مختصة بالتدقيق والفحص، إذ كنت أظن بأن الحديث عن وجودها بات من الماضي"، هكذا تفتح أديان محمد قلبها للحديث عن "عنوستها" التي تريد أن تنهيها بزواج لائق.


خطوبة مع وقف التنفيذ


أديان، التي دخلت عامها الثالث والثلاثين، تقول لـIQ NEWS إن "الكثير تقدموا لطلب يدي الا ان الامر ينتهي بالرفض من قبلي او من قبل والدي لاسباب عديدة قد تكون واقعية واحيانا اخرى لا". 


وتستطرد بالقول "تقدم لخطبتي العام الماضي، شاب في العقد الرابع من عمره، على قدر من الوسامة واللطافة ويعمل في احدى الشركات الخاصة براتب يصل الى مليون ونصف المليون دينار (700 الى 1000 دولار تقريبا)، لكن والدته وزوجة اخيه رفضتاني بحجة انني وزني زائد وبشرتي مائلة للسمرة، وأبلغتاني بضرورة أن أفقد 15 كيلوغراما على الاقل قبل حفل الخطوبة، مع ضرورة استخدام الخلطات لتفتيح البشرة، وأكدتا أن علي اعتبار قدومهما بمثابة خطوبة مع وقف التنفيذ أي حتى أصبح رشيقة ولامعة كالقمر، كما قالتا".


سيارة وراتب!


زينة يوسف (29 عاما) أكاديمية حاصلة على درجة البكالوريوس في علم البيولوجيا من جامعة البصرة، تشعر بحرج كلما تحدثت معها صديقاتها المتزوجات من أن قطار الزواج سيفوتها وأن عليها الموافقة على اي شخص يتقدم لخطبتها. 


وتتحدث زينة لـIQ NEWS عن تجربتها بالقول "تقدم لخطبتي شاب يسكن منطقتنا ويعمل في احدى المحال التجارية ويحمل درجة البكالوريوس في علوم الكيمياء الا انه لم يحصل على فرصة للتوظيف، وحين أتى لرؤيتي هو ووالدته، واجهتني الاخيرة بتصرفات غريبة من قبيل تقديم جوز لاقوم بكسره باسناني، وقامت بسحب شعري، ثم ضربتني على اعلى ظهري وتعمدت قرصي في يدي، كل هذه التصرفات تبين أنها من اجل ان تتأكد من أن اسناني حقيقية وأنني امتلك شعرا طبيعيا، وان عظامي قوية حتى اتمكن من الحمل والولادة".


وتكمل "بعد هذا كله، رفض والدي الخطوبة، ليس بسبب تصرف والدة الشاب فقط بل من رفض الأخير اصطحابي لسيارتي بعد الزواج، بسبب عدم امتلاكه لسيارة، الامر الذي سيحرجه كثيرا حين يرى الناس أن زوجته تقود سيارة، فيما لا يملك هو اي سيارة".


موقف آخر غريب ترويه زينة، قائلة "في جلسة تسبق اتفاقات الخطوبة اشترطت ام الخطيب رؤيتي أولا، وحين زارتنا بدأت بطرح أسئلة غريبة، تركز أغلبها على وظيفتي والراتب الشهري الذي أتقاضاه، وهل يمكن لي ان احصل على علاوة او أعمل في مكان اخر براتب أعلى وهل اخطط لاعطاء جزء من راتبي الشهري لاهلي بعد الزواج، وحين حاولت والدتي الاستفسار عن سبب هذه الاسئلة، قالت والدة الخطيب ان ولدها يعمل في احدى شركات النفط في البصرة وانه تعرض لانهاء خدماته أكثر من مرة بسبب تقلبات الاوضاع الاقتصادية لذا فهو يشترط ان تكون الزوجة موظفة براتب مناسب مهما كانت هيئتها ووضعها".


عمليات التجميل


سحر علي (22 عاما) تعرضت هي الاخرى لمواقف لاتحسد عليها، إذ تروي لـIQ NEWS قائلة "في حفلة زواج صديقتي، تعرفت امرأة الى والدتي، وبعد أن زارتنا في المنزل علمت ان ولدها مطلق ويحمل درجة الماجستير في الهندسة، وليس لديه أطفال من زواجه الأول، وأنه يبحث عن زوجة أكثر جمالا من طليقته".


وتضيف "بعد أن تحدثت مع الدتي عن طلب يدي، تمت المقابلة بيننا، لكن الشاب جاء بعد أسبوع ليخبرني بأنني أحتاج الى تعديلات قليلة، وفعلا اتجهت الى أقرب مركز تجميل وقمت باجرائها حتى أصبحت لا أعرف نفسي، إذ تغيرت ملامحي وأصبحت شفتاي ووجنتاي أكثر امتلاءً، بالاضافة الى أنني بدأت بأخذ عقار يفتح الشهية، لأن خطيبي رفض نحافتي الزائدة، وبعد هذا كله فسخت الخطوبة، لانه طلب إجرائي عملية لتكبير الأرداف كشرط لاتمام الزواج، وهو ما رفضته".  


زواج الصالونات وتدخل الأهالي


من جهتها، تقول الباحثة المجتمعية بان سعيد، لـIQ NEWS إن "موضوع الزواج يخص حياة بأكملها أي أن هناك شخصا سيعيش معه وأن عليه تقبل كل ما فيه، وهذا الامر صعب بحد ذاته، فكيف بشروط لأطراف غير معنية بهذا الزواج أصلا، والتي اذا تدخلت فيجب ان يوضع حد لها".


وتوضح بالقول، إن "التدخلات المسبقة من الأهل تؤشر أن هذا الوضع سيستمر حتى بعد اتمام الزيجة، أي أن الشأن الخاص بين الزوجين سيشمل والدة الزوج ووالدة الزوجة والأطراف الأخرى من العائلة، وهو ما سيتسبب مستقبلا بمشكلات كثيرة ان وعى الزوجان ضرورة أن يكون الشأن خاصا بينهما فقط، وقبل فوات الاوان".


وتختتم حديثها مؤكدة أن "أحد اسباب كثرة حالات الطلاق هو زواج الصالونات، وعدم معرفة ودراسة الطرفين للآخر، الأمر الذي يؤدي الى انتهاء هذه الزيجة بعد تكوين عائلة ووجود اطفال ينخرطون ضمن دائرة المشكلات بينهم".