التفاصيل الكاملة للسفينة الملغمة في ميناء البصرة

  • 11-01-2021, 08:19
  • أمن
  • 1553

بغداد - IQ  


قبل ساعات من نهاية سنة 2020، انتشر خبر السفينة الملغمة في ميناء البصرة التي كادت أن تتسبب بخسائر جسيمة لولا بطولة الغواصين العراقيين الذين نزلوا الى الماء ولا خبرة لهم في التعامل مع الالغام البحرية وانقذوا الميناء من كارثة كبرى.


ونشرت صحيفة الصباح الرسمية قصة تفكيك اللغم البحري الملتصق بالسفينة (POLA) المتخصصة بتحميل النفط، والجهود الجبارة التي بذلها الفريق الفني المختص وتفكيكه وتفجيره للغم البحري.


وتحدث مدير مركز تدريب مكافحة المتفجرات، العميد رياض شوع هويدي، تفاصيل الحادث وكيفية إتلاف اللغم البحري في محافظة البصرة بقوله "بتاريخ 1/1/ 2021، ورد اتصال من قبل معاون مدير قسم متفجرات البصرة العقيد علي نعمة، بوجود تهديد التصاق جسم غريب بإحدى السفن التجارية، وبعد التأكد من أن الجسم الغريب هو (لغم بحري) أخذنا الاذن بالحركة الى البصرة عن طريق الجو مع خبراء المتفجرات الغواصين (العميد أحمد جهاد قاسم والعميد رياض حاتم عباس)".


وبشأن تفاصيل الحادث، قال العميد هويدي إنه "في منطقة التحميل الجانبي ( STS) صباح يوم 31 كانون الأول 2020، تم الاتصال بمركز عمليات ميناء البصرة النفطي من قبل السفينة (NORDIC FREEDOM) التي تحمل علم باهاما والراسية على الناقلة (POLA) المؤجرة من شركة (سومو) التي تقوم بعملية التحميل الجانبي (STS) والمثبت عليها اللغم البحري".


وطلب كابتن السفينة (NORDIC FREEDOM) الذي يحمل الجنسية الروسية، المساعدة بسبب مشاهدة جسم غريب ملتصق على بدن السفينة (POLA) بالربع الأول في مقدمة السفينة الجانب الأيمن بعدها توجه زورق دورية مكلف بواجب الدفاع المحيطي عن المنصات النفطية العائمة الى موقع السفينة، حيث كشف فريق التفتيش الأولي عن ذلك الجسم، وأبلغوا بوجود عبوة لاصقة تعمل بالصاعق (حسب ادعائهم).


ويبلغ طول السفينة ناقلة النفط (POLA) التي (أُلصق أو التصق) بها اللغم البحري، (274) مترا، وهي ترفع علم ليبيريا وحمولتها (150 الف طن) من النفط الخام، وهي متواجدة بمنطقة التحميل منذ تاريخ 8 تشرين الثاني 2020 أي قبل اكتشاف اللغم بأكثر من 50 يوماً، وهي تعمل لصالح شركة التسويق النفطي العراقي (سومو)، أما مواصفات السفينة (NORDIC FREEDOM) الراسية على الناقلة (POLA) وحمولتها (150) ألف طن فهي مخصصة لنقل النفط الخام.


فيما كانت مواصفات اللغم البحري الملتصق بالسفينة، فهو مخروطي ويصل وزنه الى 180 كغم تقريبا، يحمل مواد متفجرة من نوع (TNT) تزن 10 الى 30 كغم تقريبا، وآلية التفجير عبر التوقيت الميكانيكي يبدأ من 1 الى 9999 دقيقة (ما يقارب سبعة أيام)، وبدن اللغم مصنع من مادة الالمنيوم الثقيل، مزود بمغناطيس في قاعدته لغرض الالتصاق بالسفن.


وتابع العميد هويدي أن "هناك صعوبات كبيرة واجهت فريق عمل خبراء المتفجرات الغواصين، كونهم يمتلكون مهارات الغوص بالإضافة الى معالجة العبوات الناسفة تحت الماء وعلى سطح الأرض، ولكن ليست لديهم أي معلومات عن معالجة الألغام البحرية، ولعدم وجود فريق معالجة الألغام البحرية في العراق، ولكون التهديد يمس اقتصاد وأمن وسلامة البلد، قرر فريق العمل أن يتصدى لهذه المهمة حيث قام بجمع المعلومات عن مواصفات اللغم البحري وأنسب الطرق لمعالجته وكان ذلك عن طريق الاتصال بمتخصصين داخل وخارج العراق".


وتكونت خطة العمل من ثلاث مراحل:


الاولى فصل السفينتين ( (NORDICFREEDOMو ((POLA عن بعضهما.


الثانية سحب اللغم البحري لتحييده بعيداً عن السفينة، ثم ترك اللغم لمدة عشرة أيام في منطقة آمنة للتأكد من انتهاء التوقيت الميكانيكي (9999 دقيقة).


والمرحلة الثالثة إتلاف اللغم بعد انتهاء التوقيت الميكانيكي.


 ويوضح العميد هويدي، أنه "في عصر يوم 2/ 1/ 2021 تم سحب اللغم البحري وتحييده من السفينة( (POLA على بعد واحد ميل بحري، ثم تحريك اللغم إلى مسافة 8 اميال بحرية عن الخط الملاحي للسفن ليستقر هناك بعيداً عنها".


طارئ يدعو للاستعجال


كانت نية الفريق المتخصص، ترك اللغم لمدة 10 أيام قبل تفجيره، وهي المدة المفترضة لانتهاء التوقيت الميكانيكي، إلا أن طارئاً حدث ودفع الفريق إلى استعجال خطوة تفجير اللغم، إذ وردت معلومات تفيد بأن الصيادين وبعض السفن الصغيرة يتنقلون بشكل حر في البحر وهناك احتمال اصطدامهم باللغم البحري، فقرر الفريق المسارعة بتفجير اللغم، رغم المخاطر العالية المرافقة لذلك، حيث جرى في قاعدة أم قصر البحرية وضع فريق المعالجة بقيادة العميد أحمد تجهيز المعدات الخاصة بتدمير اللغم.


ووضع فريق المعالجة بقيادة العميد احمد جهاد قاسم وبالتعاون مع (العميد رياض شوع هويدي والعميد رياض حاتم عباس) خطة عمل لتفجير اللغم تقضي بتمركز زوارق في عدة أطواق، وبدأت الزوارق المشاركة في العملية صبيحة يوم 4 كانون الثاني 2021 ، بإنزال فريق الغواصين المعالجين للقيام بعملية ربط شحنة الاتلاف باللغم، جرى تثبيت حشوة الإتلاف على اللغم وخروج فريق الغواصين المعالجين من البحر والصعود على الزورق، ثم ربطت القداحات والمواد المتفجرة بسلك التفجير ليتم تفجير اللغم البحري واتلافه بشكل تام وجرى التأكد من قبل الغواصين المعالجين من عملية الاتلاف النهائي، ليعود فريق العمل والفرق المساندة إلى قاعدة أم قصر البحرية بسلام وأمان وإنجاز المهمة من دون أي حادث يذكر.