اعتقال ناشط في كردستان.. وعائلته تروي لـ IQ التفاصيل

دهوك- IQ 

لا يفارق الخوف، الطفلة "بناز"، منذ اعتقال والدها، على يد مسلحين وملثمين اقتحموا منزلهم، بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، في وقت مبكر، وأبرحوا والدها ضربا، وسحبوه بشكل وحشي إلى الخارج، في مشهدٍ سيظل كابوساً يلاحقها، حتى بعد الإفراج عن والدها.


يتحشرج صوت "بناز" الابنة الأكبر لـ"شفان"، المعتقل وتختنق بعبرتها، عند حديثها لموقع IQ NEWS، مؤكدة، أن "الخوف حرمهم من النوم لليلتين متتاليتين"، ولتسأل عن مكان والدها وأسباب اعتقاله "كان يطالب بحقوقنا، كي يوفر لنا حياة طبيعية".


أما ايهان سعيد بروشكي، شقيق المعتقل "شفان"، فيفشل في الحصول على عدد مناسب من الصور لشقيقه كي يزودنا بها، بعد أن سحبت القوة المسلحة موبايلات العائلة جميعها أثناء عملية تنفيذ الاعتقال، على حد قوله.


ويكشف بروشكي، الذي يعمل صحفيا، في حديث لموقع IQ NEWS، تفاصيل اعتقال شقيقه، قائلا إنه "في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا، من يوم الخميس الماضي (22 تشرين الأول 2020) أقدمت قوة أمنية مجهولة الهوية، على اقتحام منزل العائلة، وبوجوه ملثمة، وبسيارات مدنية، على اعتقال شقيقي دون ذكر الأسباب".


ويستطرد بالقول إن "القوة الأمنية كسرت باب المنزل، ودخلت إلى غرفة النوم الخاصة بشقيقي، وأخذته بشكل تعسفي بملابس نومه، واعتدت عليه بالضرب والأسلحة، وحتى الآن، لا نعرف مكان اعتقاله"، مبينا أن "هذا يجعلنا نشك في أنه يتلقى الآن معاملة سيئة".


ويرى، أن شقيقه "لم يذنب، فهو يعمل في مجال التعليم، وأن اعتقاله بسبب كونه ناشطا مدنياً، طالب بحقوقه المدنية والسياسية، وهذه أبسط حقوق الإنسان"، مطالباً بـ"إطلاق سراحه وإعادته إلى عائلته المكونة من زوجة وخمسة أطفال".


وفي هذا الشأن، يصف مدير مركز المستقبل للسياسات بإقليم كردستان العراق، مراد مجيد، لموقع IQ NEWS، عملية الاعتقال بـ"التعسفية"، مضيفاً أن "هناك حملة اعتقالات واسعة في محافظة دهوك، والتي تقع ضمن حدود الإقليم الشمالي للعراق، طالت عددا من الناشطين والمعلمين جراء مطالبتهم بحقوقهم المشروعة".


ويوضح مجيد، أن "هذه الاعتقالات ليست الأولى من نوعها، وهناك معتقلون سابقون، وهذه المرة تم اعتقال ثلاثة ناشطين وصحفيين خلال اليومين الماضيين"، مؤكدا أن "الأمر يرافقه تكتم حكومي وإعلامي وحقوقي ايضا".


ويتهم "جهات حزبية حاكمة في اقليم كردستان بالوقوف وراء هذه الاعتقالات"، معتبرا "تلك الاعتقالات محاولة لتقييد الحريات، وإسكات الأصوات الحرة". 


وطالب مجيد سلطات دهوك بـ"إيقاف هذه الحملة والمداهمات غير القانونية"، مناشدا رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني بـ"التدخل وإيقاف هذه الحملة غير القانونية".


وفي وقت سابق، ذكر رئيس هيئة حقوق الإنسان في إقليم كردستان، ضياء بطرس في تصريحات صحفية، إنه "منذ نهاية آب الماضي، اعتقلت السلطات 305 أشخاص بتهمة تنظيم التظاهرات وأفرجت بعد أيام عن كثيرين منهم، ومازال 19 منهم رهن الاعتقال".


وفي غضون الأشهر الماضية، نظم الناشطون عدة تظاهرات احتجاجية غاضبة، في عدد من محافظات كردستان، ضد تأخر الرواتب، فيما وجه صحفيون انتقادات لاذعة لحكومة الإقليم، بشأن الحلول التي تلجأ إليها في سبيل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تهز الاقليم، الأمر الذي قوبِل باعتقالات نفذتها الاجهزة الأمنية، طالت العديد من الناشطين والصحفيين.