"اعتقال ناشطين خططوا للترشح".. ما قصة التصعيد الأخير في الناصرية؟

ذي قار - IQ


تشهد مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ مساء الخميس الماضي، تصاعدا في عمليات الاحتجاج، هو الأول من نوعه بعد أسابيع على رفع خيام المعتصمين من "ساحة الحبوبي" ايقونة المتظاهرين، بشكل نهائي أواخر العام الماضي، وذلك إثر اعتقالات كبيرة في صفوف الناشطين، كان أبرزهم أبرزهم الناشط إحسان الهلالي الذي اعتقل من منزله وسط المدينة، ما أدى لخروج العشرات الى الشوارع وقطعهم الطرق بحرق الاطارات في الشوارع الرئيسة القريبة من ساحة الحبوبي.


ويقول مراسل IQ NEWS، إن "المشاحنات بين الشرطة والمحتجين استمرت، وعلى إثرها قام المحتجون بتكسير سيارة للشرطة كانت قريبة على موقع حادث التظاهر وخلال ذلك لم يكن هناك أي تواجد للقوات الأمنية التي كانت قد كثفت تواجدها في ساحة الحبوبي، حيث انتشرت الشرطة الاتحادية والمحلية والأفواج وسط الساحة، خشية التجمع ومحاولة العودة من قبل المحتجين".


وكانت القوات الأمنية قد تجمهرت وسط الساحة بشكل كبير أثناء افتتاح ساحة التظاهر أمام حركة العجلات بعد إغلاق لأكثر من عام من قبل المعتصمين الذين بنوا خيامهم داخلها، حيث كانت خلية الأزمة قد أعلنت عن عودة الحياة فيها منتصف شهر كانون الأول ديسمبر 2020 ومنذ ذلك الحين كان يمنع تجمهر المواطنين في الساحة خشية التظاهر.


لكن منذ رفع الخيام، وحتى يوم الخميس الماضي، كانت حملات الاعتقالات تجري على قدم وساق من قبل القوات الأمنية، حتى أعلن الشباب عن تصعيد مناطقي يوم أمس احتجاجا على ما يجري مؤكدين على أنه يجب أن تنتهي قضية الاعتقالات بحق الناشطين وهو ما جعل المحتجين يتفقون على رفع وتيرة التصعيد في عدد من المناطق من المحافظة.


المواجهات الساخنة قد بدأت في شارع النبي إبراهيم القريب على ساحة الحبوبي بأقل من كيلومتر واحد، كون الحماية الأمنية وتجمع القوات بعيدة عنه نوعا ما، حيث حصل إطلاق نار وتم منع وصول المحتجين لساحة الحبوبي من قبل الشرطة الاتحادية، بعد ذلك حصلت مواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين قرب ساحة الحبوبي أصيب على إثرها عدد من المحتجين.


شهود عيان رووا لـ IQ NEWS، قيام الشرطة بـ"إطلاق الغاز المسيل للدموع واعتقال كل متظاهر قريب من الساحة من قبل قوات حفظ النظام، ثم اتسعت المواجهات في مناطق سومر والصالحية والشرقية، وكانت حصيلة المواجهات 35 إصابة في صفوف القوات الأمنية والمتظاهرين و4 حالات اختناق لنساء قريبات على الحادث، جميعها كانت إصابات خفيفة، إما بالطابوق أو اختناق بالغاز".


أما أمس السبت، فقد تجددت التظاهرات عصرا بقطع شارع النبي إبراهيم بالإطارات المحترقة، ثم توجهت قوات أمنية الى مكان الاحتجاج، لكن المواجهات استمرت في الشرقية وحي الإخلاص وقرب جسر القيثارة، بعد ذلك توجه المحتجون الذين يناهز أعدادهم أكثر من 400 شاب الى ساحة الحبوبي وبعد إطلاق نار كثيف تراجعت القوات الأمنية ودخل المتظاهرون الساحة وهم يهتفون بالعودة اليها.


وخلال ذلك دعا ناشطون في الحراك الى ضرورة عدم التصعيد، لأنه قد يدخل المدينة الى مأزق جديد وقد تحصل مجزرة بسبب الأوامر العسكرية التي تمنع تجدد الاحتجاجات.


ويقول منتظر الموسوي، وهو ناشط بارز في تظاهرات ساحة الحبوبي، لـ IQ NWES، بأنه "يجب ان يكون هناك تدخل مجتمعي من قبل وجهاء المحافظة ومشايخها لإيقاف حقن الدماء، فتجدد التصعيد ليس بمصلحة احد، سيما وأن الشباب الناشطين قد دخلوا في الحراك السياسي، وأي تصعيد جديد سيعرقل مشروعهم في المنافسة داخل المشهد السياسي".


ويوضح الموسوي، بأن "على القوات الأمنية أن تكون حكيمة بتعاملها مع الأحداث، فيما اذا تعرض أحد الشباب الى اطلاق نار فان من شأنه أن يعيد الحرائق الى المدينة من جديد مثلما حصل في تظاهرات تشرين الماضية وسقوط عدد من المحتجين".


لكن أمام كل ذلك، يؤكد مصدر أمني في قيادة شرطة ذي قار، أن "أوامر الاعتقال كانت تأتي من جهات عليا وليس من قيادة شرطة ذي قار والقوات الأمنية التي تنفذ أوامر الإعتقال لها إرتباطات مع جهات أمنية مركزية".


ويبين المصدر خلال حديث لـ IQ NWES، بأن "ما يحصل خارج إرادة شرطة المحافظة، وبالتالي فإن حجم الاعتقالات كبير، ويحتاج الى ان تتوقف حتى لا يتكرر سيناريو اهانة رجل الشرطة في الشارع وقضينا فترة أسابيع من الوئام بين الشرطة والمحتجين ولا نريد أن تتزعزع هذه العلاقة".


وكانت القوات الامنية قد انسحبت بعد المغرب من ساحة الحبوبي وعلى إثرها دخل المحتجون للساحة بشكل رسمي حيث بدأ العشرات يتوافدون للساحة حيث المطالبة بإيقاف عمليات الاعتقال بحق الشباب وايقاف الدعاوى الكيدية.


وكانت مناطق ومدن قد دعت الى التصعيد يوم أمس الأول الجمعة، واستئناف الاحتجاج في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة باقالة قائد الشرطة والمحافظ وإنهاء عمل خلية الازمة ومحاسبة الضباط الذين قمعوا المحتجين.