"دك نجفي" مصنوعة من الخشب

سيارة تعمل في العراق منذ الأربعينيات: نقلت الحجيج لمكة وقطعت مساحة الأرض 8 مرات

بغداد - IQ  

قبيل مغادرته العراق في عشرينيات القرن الماضي والحرب العالمية الأولى، ترك الجيش البريطاني خلفه آليات عسكرية في بعض مواقعه، فاستخدمها السكان المحليون للتنقل بعد إضافة هياكل خشبية ونوافذ زجاجية لها، وبمرور الوقت، عرف العراقيون صناعة حافلات خشبية أطلقوا عليها "الدك النجفي"، واستخدموها كوسيلة أساسية في التنقل بين بغداد والمدن الأخرى.

واسُتخدمت هذه السيارات من نوع "فالفوا" في الماضي الماضي لنقل الحجيج من العراق إلى السعودية قاطعة الصحراء الشاسعة بين البلدين.

"هي فرد من عائلتي وأم الخبزة"

وحتى اليوم، يحتفظ "أبو صفاء الحرباوي" الذي يسكن قضاء بلد في محافظة صلاح الدين، بواحدة من تلك السيارات ويحرص عليها بشدة لأنه أرث والده الذي ورثها بدوره عن أبيه وهكذا منذ أربعينيات القرن الماضي.


وبالنسبة لـ"أبو صفاء"، فإن سيارته الـ"دك نجفي" هي "بمثابة فرد من العائلة والأهل.. وهي أم الخبزة التي توفر مورد العيش".

من الخارج، فإن هيكل هذه السيارة مكوّن من الحديد القديم الذي لم يعد متوفراً الآن مثلما لا تتوفر لها أدوات احتياطية، ويغطيها الخشب الصاج الذي يمنحها جمالية، أما داخلها فيشبه قاطرة نقل مخصصة للبضائع، ويستخدمها "أبو صفاء الحرباوي" في نقل المحاصيل الزراعية والفواكه من بلدته إلى الموصل، كما ينقل بواسطتها أغراض زائري العتبات الدينية مجاناً.


ويقول "أبو صفاء" لموقع IQ NEWS، إن "السر في بقاء سيارة الدك النجفي حتى الآن هي متانة تصنيعها وجودتها.. سيارتنا هذه قطعت منذ تصنيعها قبل أكثر من 75 عاماً مسافات تفوق 5 - 8 جولات حول الأرض، ولم تتوقف أبداً عن السير بقوة وأمان، ونحن نحافظ عليها بشدة".

واعتاد هذا الرجل على التوقف تلبية لطلب المارّة الذين لا يعرفهم في المحافظات التي يقصدها، ويطلبون التقاط الصور التذكارية مع سيارته.

وفي المنطقة التي يسكن فيها "أبو صفاء"، يعتبر السكان سيارة "الدك نجفي" خاصته "جزءاً من حياتهم ويتفقدونها بين فترة وأخرى لالتقاط الصور معها أيضاً مستذكرين دورها في نقل الأشخاص والبضائع قبل عشرات السنين، كما يقول "حسين قاسم" أحد سكان قضاء بلد.


"نقتطع أجزاء من سيارات أخرى لترميم الدك نجفي"

وعندما يصيب عطل ما هذه السيارة، فإن الميكانيكي حسن البلدواي، يلجأ إلى وضع قطع من سيارات أخرى إليها بعد تحويرها، لعدم وجود قطع غيار خاصة بها.

"سيارة أبو صفاء نادرة وأنتيكة وهي قليلة الأعطال أيضاً"، يقول البلداوي لموقع IQ NEWS.