العراق في دائرة "التطرف المناخي" من بين 11 دولة

بغداد - IQ  

دعا خبراء في المجالات الزراعية والمائية والبيئية إلى انتهاز العراق فرصة مؤتمر "كوب 28" في دبي للتفاوض المباشر مع رؤوساء وزعماء الدول خصوصاً المتشاطئة ومنها تركيا بشأن حصص المياه العادلة التي ينبغي ضخُّها للبلاد وفق الاتفاقيات والمعايير الدولية، مبينين أن العراق يقع ضمن 11 دولة في العالم من ناحية "التطرُّف المناخي" .

وقال الخبير الزراعي والمائي، تحسين الموسوي، في تصريح لجريدة "الصباح" شبه الرسمية، وتابعه موقع IQ NEWS، إن "واقع المناخ أدخل العراق ضمن التطرف المناخي بين 11 دولة عالمية و5 دول إقليمية، وربما العراق تصدَّر المشهد باعتباره أكثر البلدان تضرراً من الواقع المناخي" .
وبيّن، أن "العراق مرّ بالتطرف المناخي لمدة 4 سنوات من الجفاف الذي وصل حد فقدان الكثير من الأراضي الصالحة، إضافة إلى تأثر التنوع الأحيائي من خلال جفاف البحيرات والأهوار، فضلاً عن الاحتباس الحراري، وكل هذا بسبب التطرف المناخي" .

وأشار، إلى أن "تركيا صاحبت هذا التطرف المناخي بقطع حصص العراق المائية وتجاوز القانون والعرف الدولي"، لافتاً إلى أن "دبلوماسية المياه هو تقاسم الضرر، ولكن في وقت الشح الضرر وقع بالكامل على العراق " .

وأضاف، أن "العراق لم يتبع في السنوات الماضية وسائل تقنين المياه ووسائل ومنظومات الري الحديث، وهي أمور أدت إلى عدم إدارة ملف المياه في البلاد بشكل صحيح" .

وتابع: أنه "على مستوى الملف الخارجي أيضاً كانت هناك عقبات في التفاوض مع الدول المتشاطئة؛ ولاسيما مع الجانب التركي، إضافة لارتفاع ظاهرة التصحُّر وازدياد ظاهرة العواصف التربية، وهذا نتيجة فقدان الحزام الأخضر والمراعي الخضراء، وكلها أسباب أدت لتدهور وضع العراق
البيئي" .

ولفت الموسوي، إلى أن "على العراق أن يستغل فرصة انعقاد مؤتمر (كوب 28) في دبي بشكل مثالي، وأن يطالب بالتعويض من الدول التي جلبت له الضرر البيئي"، داعياً لتخفيض الخطة الزراعية الحالية لعدم تطبيق تقنيات الري الحديثة.

من جانبه، أوضح الخبير الزراعي، عادل المختار، لـ"الصباح"، أن "الآمال معقودة بشكل كبير على مؤتمر (كوب 28) في دبي من خلال تشكيل وفد تفاوض عراقي مع رؤساء الدول بشأن مشكلات التغير المناخي، باعتبار العراق من أكثر البلدان
المتضررة" .

وأضاف، أن "التقارب بين روسيا والصين بعث أملاً عالمياً لتقليل التلوث، لأنهما أكبر دولتين تسهمان بتلوث البيئة، وكان هناك أمل أن تتوحد الجهود وأن يعملوا بشكل جماعي للوصول إلى مرحلة أمان الكوكب، ولكن للأسف انقطعت المباحثات"، موضحاً أن "الصندوق الأخضر الدولي الذي كان يفترض أن يتم التبرع له سنوياً بـ100 مليار دولار، لم يتمكن على مدى أكثر من 10 سنوات من جمع أكثر من 70 مليار دولار" .

وبيّن، أن "العالم يحتاج إلى أفعال حقيقية توقف التغيرات المناخية، وتفعيل بنود اتفاقية باريس في (كوب 21)، ولغاية عام 2030 يجب على العالم أن يوقف الغازات الدفيئة واستخدام الوقود الإحفوري، ويجب على العالم السعي للمرحلة الآمنة لكوكب الأرض" .