خبير يحذر من "حرب أهلية" بسبب المياه: الحرائق مفتعلة للانشغال عن "الأزمة"

بغداد - IQ  


حذّر الخبير المائي تحسين الموسوي، الجمعة (23 تموز 2021)، من حرب أهلية بين العشائر سببها يعود لأزمة المياه التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى أن المجتمعات العشائرية من الممكن أن تتقاتل من أجل المياه لأنها تعيش على الزراعة، في حين بيّن أن أزمة المياه تحتاج إلى "سنة فيضانية" وهذا مستبعد لأنه يحصل كل 500 عام، حسب قوله.



وقال الموسوي، في تصريح لموقع IQ NEWS، إن "العراق يشهد حالات تسمم في المياه اخطر من المد الملحي الذي تواجهه محافظة البصرة، وهذا التسمم سببه فقدان وحدات المعالجة المائية وخلو العراق من وحدات معالجة جديدة".


أمراض تراكمية


وبيّن الموسوي، أن "حالات التسمم بسبب تلوث المياه والاسهال والمغص المعوي والطفح الجلدي تظهر بشكل واضح في المشهد العام"، لافتاً إلى ان "الخطر الاكبر هو أن أمراض المياه تعتبر أمراضاً تراكمية، وليس بالضرورة ان تظهر بصورة مباشرة، أي أنها موجودة الآن لكن تظهر مع مرور الوقت".


وأشار إلى أن "ارتفاع نسبة أمراض السرطان في العراق خير دليل على تلك الأمراض التراكمية، ولو قدّمت وزارة الصحة احصائية عن نسبة امراض السرطان في البلاد لتفاجئ المجتمع العراقي بما يحدث وتبين خطورة الموضوع"، مبيناً أن "نفوق الاسماك سببه واضح وهو رمي المخلفات والنفايات في النهر".


روافد شط العرب


ولفت الموسوي، إلى أن "شط العرب كان مرفوداً بأربعة أنهر من المياه العذبة وهي دجلة والفرات ونهري الكارون والكرخة"، مبينا ان "نهر الفرات توقف تماماً عن رفد شط العرب، ونهر والكرخة الذي كان يصب في الهويزة وتتوجه مياهه إلى شط العرب في البصرة انقطعت مياهه من الجارة ايران ولحق به نهر الكارون الذي توقف ايضا في الآونة الأخيرة".


وأوضح الموسوي، أن "مياه البحر وما يرافقها من مد ملحي عائد على مياه شط العرب لا يجوز نهائيا استخدامها، وصدر أمر بخصوص هذا الموضوع في عام 1985 حيث منع استخدام مياه البحر في سقي الأراضي أو حتى لاستخدام الغسل ايضاً".


وأكد الموسوي، أنه "نتيجة لانخفاض منسوب المياه في شط العرب، بدأت محطات إسالة المياه باستخدام مياه البحر لسد الحاجة، وهذا الأمر جعلنا نلاحظ حجم الكوارث الحالية".


وأضاف أنه "في الوقت الحالي لا توجد أرقام عن نسب التسمم في مياه شط العرب لكن في عام 2018 سجلنا خلال اسبوع واحد 140 الف حالة تسمم، وهذه النسبة ليست بالسهلة، أما 2019 كانت سنة مياه جيدة ورفعت الترسبات الملحية من شط العرب".


الحرائق والمياه


واعتبر الموسوي، ما يحدث من حرائق في البلاد، موضوعاً لشغل الناس عن أزمة المياه، إذ قال إن "ما يحصل من حرائق هو أمر يأتي لإشغال الرأي العام، عن أزمة المياه، لأن ملف المياه أزمة عالمية وبدأت تتفاقم بشكل كبير، لكن العراق يتبع الحلول الآنية في تلك الأزمة".


وأشار إلى أن "ما نحتاج إليه هو سنة وفرة فيضانية أو مائية لحل الازمة ولكن العلم يقول ان الفيضانات تحصل كل 500 عام".


حرب عشائرية


وأكد الموسوي أن "ملف المياه لن تحصل فيه حروب خارجية مع دول الجوار، وانما حرب أهلية، لأن مسألة المياه لها علاقة بتقاليدنا العشائرية، ونلاحظ ان اغلب حالات القتل في المجتمعات العشائرية سببها مياه السقي المزارع، او حتى صراعات على مياه الشرب، وتصل أحياناً إلى أن أخاً يقتل اخيه او ابن عمه بسبب نزاع بسيط، فكيف إذا وصل الحال إلى انقطاع المياه بشكل عام عن البلاد".


وانتقد الموسوي، اعتراض بعض أعضاء مجلس النواب، على زيادة موازنة وزارة الموارد المائية، موضحاً أن "النواب اعترضوا على زيادة موازنة الموارد المائية لهذا العام، لكن نلاحظ إقرار موازنات كبيرة للوقفين السني والشيعي بدون اعتراض أحد في البرلمان".


ويشهد العراق أزمة مياه وانخفاض في مناسيب نهري دجلة والفرات، والأحواض المائية في سدود البلاد، بسبب قطع الإطلاقات المائية على الأنهر من قبل دولتي تركيا وإيران الجارتين.


ودولتا الجوار إيران وتركيا استخدمتا خلال السنوات العشرة الأخيرة سياسات استراتيجية لتخزين مياه السواقي المنهمرة من جبالها، وإعادة توزيعها في داخل أراضيها، على حساب جريانها التقليدي نحو الأراضي العراقية السهلية.