خسائرها "باهظة"

"يلزمها التدخل لضمان وصول المياه إليه".. تقرير عربي: دول الخليج بدأت تتأثر بمناخ العراق

متابعة - IQ  

قال موقع عربي، السبت (14 أيار 2022)، إن تأثيرات أزمة الجفاف في العراق بدأت بالتمدد إلى دول الخليج العربي. 


ويشير موقع "الخليج أونلاين" في تقرير اطلع عليه IQ NEWS، إلى تقارير دولية وضعت العراق بين أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي وأكثر عرضة لخطر التصحر، وسط توقعات تفيد باحتمالية جفاف نهري دجلة والفرات خلال العقدين المقبلين مالم يتم احتواء الأزمة. 


ويقول الموقع الخليجي، إن أزمة الجفاف في العراق تتجه من "سيء إلى أسوأ" مستنداً على تقارير حكومية تخلص إلى تراجت موارد العراق المائية بنسبة 50 بالمئة منذ العام الماضي، ما جعل العراق عرضة للعواصف التربية الشديدة وارتفاع درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان في الصيف. 


ويضيف، أن "موجات الغبار زحفت لتشمل الكويت وأجزاء متفرقة من السعودية منها حفر الباطن وصولاً للعاصمة الرياض والقصيم وغيرها من المدن، قبل أن تصل لاحقاً إلى البحرين وقطر، وفق تقارير الأرصاد الجوية". 


وينقل عن أستاذ الجيولوجيا في جامعة الكويت، محمد النقي، قوله إن "انخفاض منسوب شط العرب وأهوار العراق وازدياد العواصف الترابية (يعود) إلى بناء السدود في المجاري العلوية لنهري دجلة والفرات، وكذلك عمليات التنقيب عن النفط والتي بدأت في القرن الماضي". 


ويبيّن أن "مياه شط العرب العذبة تحمل كميات كبيرة من المواد العضوية المهمة للبيئة البحرية في الخليج العربي، خصوصاً في المناطق القريبة من شمالي الكويت"، مؤكداً أن "انخفاض كميات المياه التي تصب في الخليج له تأثير سلبي على ازدهار البيئة البحرية". 


كما ينقل "الخليج أونلاين" عن الخبير الاستراتيجي قحطان الخفاجي، قوله إن "الجفاف له تداعيات كبيرة على البيئة وعلى الطقس، وذلك بسبب التأثير الكبير للماء في إنبات النباتات، وفي طبيعة تماسك التربة، وثبات حركتها، وفي تحسين الجو بشكل عام". 


ويوضح أن "لجفاف الذي ضرب العراق معروفةٌ أسبابه، ولعل أولها قطع المياه من منابعها في إيران وتعيين كميات بسيطة من الكميات التي تصل إلى العراق من تركيا، فضلاً عن أن الموسمين الماضيين كان فيهما المطر شحيحاً". 


ويضيف أنه إضافة إلى ما سبق فإن الوضع ومنذ عام 2003 وبسبب كمية القنابل التي سقطت على العراق، قد أحدث خللاً وزلزلة في طبيعة التربة وتماسكها بالعراق والمنطقة بشكل عام، كل ذلك أدى إلى تكون الغبار والعواصف الترابية وتداعيات أخرى كنقص في الغذاء وغيره. 


ويقول إن تأثير تأثير حالة الجفاف على العراق قد وصل إلى الخليج العربي، مشيراً إلى أن آخر ما حصل من تداخل ما بين الغبار الذي أثير في جو العراق منذ أيام قليلة، هو هبوب رياح الخماسين المعروفة اتجاهاتها من أفريقيا باتجاه السعودية. 


ويبين أن هذا يدل على أن هناك تغيراً في طبيعة المناخ نتيجة حالة الجفاف التي ضربت المنطقة، معتقداً في الوقت نفسه أن هذا الجفاف يؤثر سلباً على كمية الغذاء المنتج من الزراعة في العراق وعموم المنطقة، ومن ثم تأثر العراق والأقطار المجاورة الخليجية بهذا الجفاف. 


ويشير الخبير الاستراتيجي إلى ضرورة مساهمة دول الخليج في التعاون مع العراق لتجاوز الأزمة، وذلك من خلال توفير المياه عن طريق ضمان تدفقها من منابعها في إيران وتركيا. 

ويعني بذلك أن تتعاون هذه الدول العربية بتوجيه الضغط على إيران وتركيا لإعادة ضخ المياه كما كانت وبالنسب الكافية، فضلاً عن تكثيف عمليات الزرع في الصحراء من شمال العراق إلى جنوبه وقد تمتد أكثر إلى أطراف أخرى خليجية. 


يذكر أن الكويت أطلقت في العام الماض مبادرة بالشراكة مع الأمم المتحدة بقيمة 13.4 مليون دولار تهدف إلى مواجهة ظاهرة الغبار عبر إطلاق أغطية نباتية في جنوبي العراق؛ لكونه المصدر الأساسي للغبار الذي يصل إلى الكويت. 


وقال الصندوق الكويتي للتنمية، في دراسة له، إن الكويت تتعرض لعواصف ترابية ورملية بواقع 4 أشهر من كل عام، مشيراً إلى أن غالبية هذه العواصف خلال الصيف. 


وبحسب دراسة للصندوق، فإن الكويت تخسر 190 مليون دينار (نحو 620 مليون دولار) سنوياً، بسبب تعرضها للغبار والأتربة، مؤكدةً أن الغبار هو إحدى الظواهر الجوية العالمية التي تلحق كثيراً من الأضرار بالإنسان والنبات والحيوان، حول العالم. 


ونقلت صحيفة "القبس" عن خبير الأرصاد فهد العتيبي، قوله إن موسم الغبار هذا العام زاد بسبب حالة عدم الاستقرار الجوي، حيث تواجه الكويت غباراً محملاً بالهواء قادماً من وسط العراق والمناطق الجنوبية فيها، إضافة إلى الغبار المحلي الناشط على حركة الهواء غير المستقر.