عائلة وزملاء سجاد العراقي يستذكرونه في سنوية اختطافه: "نريد جثته إن كان ميتاً"

بغداد - IQ  

استذكر ناشطون ومدونون في محافظة ذي قار، الأحد (19 أيلول 2021)، الناشط البارز في تظاهرات الناصرية سجاد العراقي، الذي اختطف بمثل هذا اليوم من العام الماضي.


ففي وقت متأخر من مساء (19 أيلول 2020)، وقرب مدخل الناصرية الشمالي، كان العراقي رفقة عدد من أصدقائه عندما أوقفت عجلتين نوع "بيك آب" السيارة التي كان يستقلها سجاد وأصدقائه، وحصلت مشادة كلامية بين الطرفين تبعها إخراجه بالقوّة ووضعه في إحدى العجلتين والانطلاق به نحو منطقة "سيد دخيل"، وفق شهود العيان.


حينها، وبعد ساعة على اختطافه، أعلن قائد الشرطة آنذاك حازم الوائلي تحدد هوية الخاطفين والموقع الذي يحتجز فيه سجاد العراقي، وسرعان ما ضج المتظاهرون في الناصرية وقطعوا الجسور وأحرقوا الإطارات في الشوارع واستمروا على ذلك لأيام.


وأثارت حادثة الاختطاف الشارع العراقي وقتها، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى تكليف قوة من جهاز مكافحة الإرهاب لتفتيش المكان الذي يُعتقد أنه مكان احتجاز العراقي، لكن القوة اصطدمت ودخلت في مناكفة مع إحدى العشائر في ناحية الفضيلة التابعة لقضاء سوق الشيوخ وتوقفت عند هذا الحد.



"عائلتنا متعبة ولا نريد سوى الجثة إن كان مقتولاً"


يقول عباس العراقي، شقيق سجاد لموقع IQ NWES، إنه طرق كل الأبواب الحكومية منذ اختطاف شقيقه وحتى الآن، والتقى أغلب القيادات السياسية والأمنية لكن دون جدوى ولم يحصل "غير الوعود".


ويضيف "أخبرتني كل القيادات بأنهم يتابعون الأمر وقالوا لي إنهم سيحررون أخي في أقرب وقت، وها هي السنة الأولى على اختطافه تمّر ولا نعرف أين هو الآن. قضيته نقلت إلى محكمة الجنايات لكن نشعر أن هناك من يحاول إخفاء الشكوى أو إهمالها وعدم فتحها  دون أن نعرف من هذا الذي يحاول التستر عليها".


"وصلنا إلى قناعة تماة بأن سجاد حتى لو كان ميتاً فإننا نريد جثته لدفنه وننتهي من الأمر الذي لم يفارقنا لم نهدأ بسببه"، يقول عباس العراقي.



أصدقاء سجاد: مخاوف دائمة


بالنسبة لزملاء سجاد العراقي، الذين شاركوا في التظاهرات التي شهدتها الناصرية في 2019 وبعدها، فإن عدم توصل السلطات إلى مصير زمليهم يعني أن "حياة كل الناشطين في خطر"، كما يقول الناشط صادق علي.


ويشكو علي "التسويف" في قضية زمليه التي سبقها بأكثر من عامين اختفاء الناشط فرج البدري في ظروف غامضة ولم يعرف مصيره حتى الآن.



"كسرة ظهر"


من جانبه، يصف الناشط في تظاهرات الناصرية، أحمد التميمي حادثة اختطاف سجاد العراقي بأنها "كسرة ظهر لمتظاهري الناصرية والعراق"، مستذكراً كيف "كان سجاد يجمع آلاف الشباب في غضون ساعة لو حصل تصعيد".


ويقول التميمي لـIQ NEWS، إن "الحكومة المحلية في ذي قار والقوات الأمنية تتحملان المسؤولية بالكامل بعد حادثة الاختطاف، وللأسفر لم يجر أي تغيير أو تعديل على شكل الإدارة المحلية وبقيت التصريحات تماطل مع عائلة العراقي والمتظاهرين حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.. لا تطورات ولا أية معلومة".


"رسالة للوالدة"


على فيسبوك، استذكر مدونون ونشطاء في الناصرية، سجاد العراقي، وكتبوا العديد من الرسائل، بينها انتقادات لاذعة للسلطات والقوات الأمنية، وقال بعضهم إن "الخاطفين معروفين ويتحركون بسهولة في ذي قار".


أما المدون "محمد عامر" فوجّه رسالة لوالدة العراقي، وكتب: "الى والدة الشجاع سجاد العراقي في ذكرى تغييبهِ.. لصبرك وللوعات قلبك وانتظارك وشُكوكُكِ ببقائهِ على قيد الحياة او ارتقائه شهيدا منا سلاماً ودعاء".



في 13 أيلول الجاري، أصدرت عائلة سجاد العراقي بياناً دعت فيه إلى تظاهرة مفتوحة في 3 تشرين الأول المقبل لمعرفة مصير ابنها، ودعت الشباب المتظاهرين إلى الوقوف معها.


وقالت إن الفترة التي تفصل بين البيان و3 تشرين الأول المقبل هي مهلة سيعقبها اعتصام مفتوح مالم يتم الكشف عن مصير العراقي.