روايتان لسجاد العراقي.. القتل او التحفظ عليه بجهة رسمية

بغداد - IQ  

مضى على إختطافه ما يقارب الشهرين، دون الكشف عن مصير الناشط البارز بتظاهرات الناصرية سجاد العراقي، وفيما أعلنت الحكومة متابعة قضيته وإنشغالها بملفه، الا أن كل ذلك لم يفضِ لكشف مصيره.

وبات سجاد العراقي، ايقونة للإحتجاجات في الناصرية بعد إختطافه، فيما شهدت المدينة تصعيداً بحرق الاطارات واغلاق مبنى ديوان محافظة ذي قار لأكثر من مرة، بالاضافة الى تدخل جهاز مكافحة الارهاب بأمر من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، لكن دون معرفة مصيره.

كانت الليلة المشؤومة التي مرت على العراقي مساء يوم (20 أيلول 2020)، وبينما يستقل سجاد سيارة خاصة مع أربعة أشخاص من أصدقائه، ورغم أنه حذر في تحركاته بسبب نشاطه ومهاجته لسياسيين كبار في البلد، لكن هذه المرة وقع تحت كمين قوامه ثلاث سيارات نوع بيك أب وبداخلها 7 مسلحين، كانت تنتظره عند تقاطع ال أزيرج على بعد 1 كيلومتر عن سيطرة مدخل الناصرية الشمالي.

بعد جدال إستمر لخمسة دقائق بين أصدقاء العراقي والمسلحين، إشترط الذهاب معهم بعدم إطلاق النار على أصدقائه، الا أن أحدهم كان قد تعرض لإصابة بساقه من قبل أحد المسلحين بعد أخذ العراقي ثم تحركوا بإتجاه سيد دخيل شرقي الناصرية وهو المكان الذي كشف عنه قائد الشرطة لاحقا.

ومنذ ذلك اليوم وحتى الأن، لا يزال مصير سجاد العراقي غامضا، حيث لا يعرف متظاهروا الحبوبي حقيقة ما جرى لزميلهم وأين يتواجد الأن، فيما لم تكن الشرطة صريحة بشأن العراقي، رغم أنها كشفت خلال الساعات الأولى من إختطافه هوية الأشخاص والجهة التي أخذته وتأكيدها أنها أجرت مفاوضات معهم لكن لاحقا لم تعلن عن أي شيء أو أي تطورات وتكتفي بالقول أنها تتابع الملف.

مقتول أو لدى مكافحة الارهاب

روايتان توضحان مصير سجاد العراقي، بحسب حديث مصدر أمني لموقع IQ NWES لكنهما غير رسميتيين حتى الآن، حيث تتضمن  الأول بأن "سجاد العراقي تم قتله بعد أسبوع من إختطافه، ودفنه في المنطقة الواقعة ما بين قضاء الدواية والإصلاح شرقي الناصرية، وما يحصل اليوم من تصريحات إعلامية، مجرد تضييع للوقت وإمتصاص غضب المتظاهرين والمراهنة على المطاولة في الوقت بشأن الإعلان عن أي شيء يخص العراقي".

فيما تقول الثانية، إن "العراقي تم اخراجه من المنطقة التي وضع فيها بعد أسبوع من إختطافه بمنطقة الهصاصرة في سيد دخيل، وهو الآن لدى جهاز المخابرات العراقي، ويُرفض الإعلان عن أي تفاصيل أخرى بشأن كيفية الوصول إليه، سيما وأن خاطفيه يتواجدون في منطقة حصينة من الناحية الأمنية وأفراد القبائل لديهم من الأسلحة مايشعل حربا".

هاتان الروايتان بشأن مصير سجاد، تبدوان مجرد أحاديث جانبية لتسقيط الإحتجاج وإضعاف عزيمة المحتجين بحسب مقربين من سجاد العراقي وناشطين بارزين في الإحتجاج، فيما يؤكدون بأن صديقهم بخير ولكن يحتاج جهوداً كبيرة لتحريره، سيما وأن الخاطفين معروفين ومشخصين.

منفذو القضية معروفون 

يقول الناشط البارز بتظاهرات الناصرية عمار خضير لموقع IQ NEWS، إن "موضوع سجاد شائك لدرجة كبيرة، وقد تعدى قضية البعد السياسي والإجتماعي والتظاهراتي، كون أطراف معروفة ونافذة وتابعة لجهات بارزة في البلد وراء الموضوع، كما أن هناك ناس يعرفون معلومات أكثر منا وأقصد بهم جزء من العشائر والسياسيين، لكن هل هو ميت أم على قيد الحياة؟ فهذا ما لا نعرفه".

ويتابع خضير حديثه، "هناك إعلام مستمر حول موضوع سجاد، وقبل أكثر من يومين كان هناك إجتماع بين متظاهري الحبوبي وعدد من العشائر حول الموضوع، وأصدروا بيانا يطالبون فيه القوات الأمنية والمجتمع المدني بالتدخل وحل القضية".

وبعد إختطاف سجاد بيومين، وصل جهاز مكافحة الإرهاب الناصرية، وأجرى مسحا ميدانيا بمناطق شرق الناصرية لكن دون جدوى، الأمر الذي أثر سخط عراقي واسع في إقحام جهاز مكافحة الإرهاب بهكذا ملفات لينسحب الجهاز فيما بعد دون تحقيق أي شيء.

ويؤكد الناشط بتظاهرات الناصرية والصديق المقرب من سجاد المختطف حسين الغرابي لموقع  IQ NWES، أن "الضغط مستمر على الحكومة المحلية والمحافظ للإستقالة بعد عدم الكشف عن مصير سجاد العراقي، وأن التظاهرات مستمرة للمطالبة بكشف ملابسات الاختطاف".

وفي ذات السياق يقول المدون والناشط زايد العصاد، أنه "الجهة والأشخاص الذين يقفون وراء قضية إختطاف المتظاهر سجاد العراقي معروفة، وعلى هذا الأساس توجهت قوّة من جهاز مكافحة الارهاب بأمر القائد العام للقوات المسلحة لمدينة الناصرية لتخليصه بناءً على معلومات إستخبارية وأمنية تفيد بمكان وجهة الخاطفين، لكن دون نتيجة واضحة ودون كشف لمصير سجاد مع مرور شهرين على إختطافه".

ويتابع العصاد حديثه لموقع IQ NWES، قائلاً: "المستغرب بأن القضية أصبحت كبقية القضايا الكبيرة التي تعصف بذهن المواطن حول قدرة الحكومة على تنفيذ وعودها بحماية المحتجين وبسط الأمن وردع الخارجين عن القانون، تعتيم كبير وطمطة للقضية حكومياً ولا نعلم شيئًا عن مصير سجاد إن كان حياً او لا"، محملاً "الحكومة المسؤولية كاملةً عن حياته وتأمينها وتخليصه من براثن الجماعات المسلحة التي تتحدى الدولة والقانون والمجتمع".

ومع كل التطمينات الحكومية بشأن مصير سجاد، لكن قلب والدته ومحبيه وأصدقائه في ساحة الحبوبي لم يبرد، ففي 30 تشرين الأول 2020، قالت قيادة شرطة ذي قار في بيان أنه "منذ إختطاف سجاد العراق وهي تتابع كل ما يتعلق بهذا الملف بمهنية ودقه واتخذت العديد من الاجراءات"، حيث تم تنفيذ العديد من الواجبات الامنية والمداهمات وتفتيش مناطق ريفية وصحراوية وغيرها فضلا الواجبات التي نفذت بناء على أوامر عليا".

وأكدت أن "قائد الشرطة حازم الوائلي التقى مع مدراء الدوائر الاستخبارية والمعلوماتية وتم تشكيل لجان عالية المستوى ضمت ضباط ومحققين مختصين تعمل بسرية تامة"، مشددة على "ضرورة اعطاء الموضوع اهمية كاملة وتقديم تقرير اسبوعي لأهم ما توصلت آليه التحقيقات والمعلومات".

وأضافت القيادة أن "اللجان التحقيقية والاستخبارية تتكون من مختصين بعدة مجالات امنية ومن الذين حققوا نتائج كبيرة ومرضية في العديد من المهام المكلة لهم"، لافتة الى أن "شرطة ذي قار تؤكد أنها مستمرة في البحث وتأمل ان تحقق هدفها المنشود في القبض على منفذي هذه الجريمة وتحرير ابن المحافظة سجاد واعادته سالما لأهله ومحبيه".

وفي 18 تشرين الثاني الجاري، أصدر محافظ ذي قار ناظم الوائلي بيانا وجه من خلاله الأجهزة الأمنية بالكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي وحماية المتظاهرين السلميين وبسط الأمن في أرجاء المحافظة واتخاذ إجراءات عملية في هذا الاتجاه.