20 رحلة بين دلهي وبغداد ولا أجهزة لـ"كشف المتحور": هل ينجو العراق من "الجائحة الهندية"؟

بغداد - IQ  

نفى أكثر من مسؤول في وزارة الصحة، خلال اليومين الماضيين، وصول فايروس "كورونا" الذي تحوّر في الهند، وصار أكثر فتكاً، إلى العراق.

ويُحاول مسؤولون في وزارة الصحة إرسال تطمينات إلى المجتمع بأن "كورونا المتحوّر" الذي أرهق الهند وجعلها دولة معزولة، لم يصل إلى العراق حتّى الآن.

وجاءت تصريحات المسؤولين في قطاع الصحة عقب تردد أنباء، انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد باكتشاف حالات مُصابة بفايروس "كورونا" المتحوّر في الهند في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد.


ويخشى العراقيون من تحوّل الوباء في العراق إلى ما وصل عليه الحال في الهند التي تجاوزت فيها الإصابات اليومية مئات الآلاف، وباتت المقابر فيها غير قادرة على استيعاب الموتى، فيما أخذ النظام الصحي ينهار تحت سطوة الفايروس الذي يعدُّ أكثر نسخة انتشاراً.

ومنذ اكتشافه في آذار الماضي، يحاول العلماء فهم الدور الذي تلعبه سلالات الفيروس، بما في ذلك السلالة الجديدة التي يُطلَق عليها اسم "المتحوِّر المزدوج"، في التفشي المخيف للفيروس هناك، إذ إنه التفشي الأسرع في العالم على الإطلاق منذ انتشار الوباء خارج الصين قبل أكثر من 14 شهراً.


ورغم أنه لا يُعرَف الكثير عن السلالة حتى الآن، يقول العلماء إن البيانات المبكِّرة تشير إلى أن "المتحوِّر المزدوج"، الذي اكتُشِفَ لأول مرة في عيِّنةٍ واحدة في الهند في تشرين الأول، أكثر عدوى من النسخة الأصلية للفيروس، وقد انتشر سريعاً عبر أجزاءٍ من البلاد، بما في ذلك ولاية ماهاراشترا، موطن العاصمة المالية مومباي.

وتتضمَّن السلالة الهندية 13 طفرة، ولكنها حصلت على هذا الاسم من طفرتين مشابهتين لتلك التي تظهر بشكلٍ منفصلٍ في السلالات الأخرى. 

وفي السلالات الأخرى، ترتبط طفرةٌ واحدةٌ بجعل الفيروس أكثر عدوى وأكثر تجنُّباً للأجسام المضادة، في حين أن الطفرة الأخرى تشبه تلك التي أظهرت علاماتٍ على قدرتها على تجنُّب بعض استجابات الجسم المناعية.


ويبدو أن "الفايروس الهندي" يسير بوتيرة أسرع من تلك التي تتبعها وزارة الصحة في التعامل مع انتشار الوباء، إذ أن المؤسسات الصحية لا تمتلك أجهزة قادرة على اكتشاف الفايروس المتحوّر في الهند، بحسب ما أكد مسؤول في الصحّة لـ IQ NEWS.


وقد أحصى موقع IQ NEWS الرحلات الجوية بين العراق والهند بين مطلع آذار وحتّى يوم 25 نيسان الجاري، واكتشف أن الطيران بين بغداد ودلهي كان يسير بطريقة سلسلة.

وأظهرت تحليل IQ NEWSلجداول الرحلات بين بغداد ودلهي، وصول أكثر من 20 طائرة من ثاني أكبر مدينة في الهند إلى العراق، وعلى متنها مئات المسافرين.

وحاول موقع IQ NEWS الحصول على إحصاء رسمي بعدد القادمين من الهند خلال الشهرين الماضيين، إلا أن وزارة النقل وسلطات الطيران لم تفصحان عن الأرقام.


وردّاً على سؤال بشأن إمكانية وصول "كورونا الهندي" إلى العراق عن طريق أحد المسافرين، قال مدير عام الصحة العامة رياض الحلفي لموقع IQ NEWS، إن "الانباء التي تتحدث عن وصول السلالة الجديدة من فايروس كورونا من الهند غير صحيحة".

لكن نفي الحلفي بدا متناقضاً مع إعلانه أن "المصابين القادمين من الهند لا يمكن تشخيص حالاتهم كون العراق لا يملك الاجهزة الطبية الخاصة بفحص السلالات الجديدة من الفايروس".


وهذه ليست المرّة الأولى التي يتأخر فيها العراق بالحصول على أجهزة لاكتشاف "كورونا" المتحوّر، ففي شباط الماضي تأخر العراق لمدّة أشهر بالحصول على أجهزة بإمكانها اكتشاف سلالة "كورونا" الجديدة البريطانيّة المتحوّلة.


وتأخّر العراق باتخاذ قرار إيقاف الرحلات مع الهند، على العكس مما فعلت عدد كبير من الدول.


وقال مدير اعلام الخطوط الجوية وليد الدلفي إن الرحلات الجوية مع الهند توقفت يوم الاحد الماضي.


وقال الدلفي، لـIQ NEWS، إن "الرحلات الى الهند توقفت بشكل تام بعد موضوع انتشار سلالة جديدة من فايروس كورونا من الهند منذ يوم الاحد والتي كانت فيه آخر رحلة الغيت وتوقفت الرحلات بقرار من خلية الازمة".

وتخشى المؤسسات الصحيّة من انتشار فايروس كورونا الذي شهد تحوّراً في الهند إلى العراق، لكونه أكثر نسخة انتشاراً حتّى الآن.


وقال عضو خلية الازمة في الرصافة عباس الحسيني إن "وصول السلالة الجديدة الى العراق ليس امر بعيد"، فيما أشار إلى أن "ما نشهده من اعداد غير مسبوقة واصابات قد يكون بسبب دخول السلالة الجديدة".

وأشار الحسيني، الذي يدير مستشفى الزهراء، إلى ان "وزارة الصحة لم تتأكد لحد الان من دخول السلالة الجديدة".


وأضاف في حديث لـIQ NEWS، ان "الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في العراق محدودة ولا يمكن ان تحمل عبئ اضافي وقد تحصل مشكلة في النظام الصحي في حالة زيادة اعداد الإصابات".


وحاول موقع IQ NEWSالاتصال بالمتحدث باسم وزارة الصحة أكثر من مرّة للحصول على تصريح إذا ما كانت الوزارة قد طلبت أجهزة بمكنها اكتشاف الفايروس المتحور، أو أنها أجرت استعدادات لتفاقم حالة الإصابات، إلا أن المتحدث لم يرد على الاتصالات والرسائل.


لكن عضو خلية الازمة في الرصافة أكد عدم وجود استعدادات جديدة، وقال "نفس الاستعدادات القديمة التي اتخذتها وزارة الصحة في بذل الجهود الجبارة لمواجهة فايروس كورونا".