"أكثر خطورة وأسرع انتشارا".. هل توجد السلالة الجديدة لكورونا في العالم العربي؟

متابعة - IQ

بينما بدأت عدة دول حول العالم بحملات التطعيم ضد فيروس كورونا بما يحمله هذا الأمر من تفاؤل بالخلاص من الجائحة، أعلنت بريطانيا عن سلالة متطورة من الفيروس تنتشر بشكل أسرع من السلالة القديمة وأكثر خطورة منها.


وتم التعرف على الطفرة الجديدة من الفيروس بعد زيادة في حالات الإصابة بهذا النوع المتحور، في لندن ومقاطعة كنت، الواقعة جنوب شرقي البلاد، أُطلق عليها اسم. "VUI – 202012/01" على النوع الجديد من الفيروس.


وشهد التطور الأخير للفيروس 17 طفرة على الأقل قد تؤثر على شكله الخارجي، خصوصا على النتوءات الشوكية.


ونقل موقع "الحرة" الأميركي عن  الدكتور مروان سالم، أخصائي الصيدلة الإكلينيكية والتغذية بجامعة زويل، وتابعه موقع IQ NEWS، قوله إن "هذه السلالة الجديدة أكثر خطورة من السلالة الأخرى وقاتلة".


وأضاف ية أنها تستهدف عضلة القلب والأوعية الدموية وتسبب جلطات شديدة الخطورة في الرئة، وأشار إلى أن المصاب بالسلالة الجديدة تدهور حالته بسرعة على خلاف السلالة القديمة التي تكون أعراضها حمى وضيق تنفس.

أسرع انتشارا

بينما أكد الدكتور يحى عبد المؤمن مكي، اختصاصي وخبير علم الفيروسات في معهد كلود برنار في مدينة ليون الفرنسية، أنه لا يستطيع أحد تحديد مدى خطورة الفيروس في الوقت الحالي، ونحتاج إلى 3 أو 4 أسابيع لتحديد ذلك.

وذكر في تصريحات أن الذي يمكن تأكيده الآن أنه أسرع انتشار من الفيروس القديم، لكن بالنسبة لدرجة الخطورة والوفيات نحتاج فترة لمعرفة نسبة الأشخاص الذين يحتاجون الدخول إلى المستشفى عند الإصابة به.


ووفقا للسلطات الصحية البريطانية، فإن التغير الأخير تسبب بطفرة في البروتين المكون للنتوءات المميزة لسطح فيروس كورونا، والتي تساعده على الالتصاق بالخلايا البشرية وإلحاق الضرر بها، كما أن النوع المتغير الأخير من الفيروس يحمل مجموعة من الطفرات، بما يشمل طفرة "N501Y".


ومن المحتمل أن تمنح هذه الطفرة، في هذا الجزء تحديدا، الفيروس قدرة أكبر على العدوى والانتشار بسهولة أكبر بين الناس، وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن التغير الجديد في الفيروس يجعله "أكثر قابلية للانتقال" بنسبة تصل إلى 70 بالمئة. إلا أن الدراسات لا تزال قائمة بهذا الشأن.


وطرأت طفرة N501Y بالتحديد على الجزء المحفز لارتباط نتوءات الفيروس بمستقبلات "ACE2" التي تحملها الخلايا البشرية.


وقال خبراء إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد "سارس-كوف2" تتطلب قيودا أكثر صرامة لكبح جماح انتشارها، مما دفع المملكة المتحدة إلى إعادة فرض تدابير الإغلاق في لندن وجزء من إنكلترا بما يشمل نحو 16 مليون نسمة، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.

كما أعلنت عدد من دول العالم في مقدمتها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا والمغرب والسعودية إلى تعليق رحلاتها الجوية مع بريطانيا، خوفا من انتقال السلالة الجديدة إليها.
انتشارها في العالم العربي

أما عن وجودها في العالم العربي، فقد أكد سالم أن هذه السلالة الجديدة موجودة في مصر وبعض الدول العربية منذ الموجة الأولى للوباء في مارس الماضي، وأضاف أنه لم يتم التعرف على السلالة الجديدة في البلدان العربية بسبب عدم مشاركتها في سباق اللقاحات أو الدراسات عن الفيروس.

وقال الدكتور محمد النادي، عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا بمصر، إن السلالة الجديدة للفيروس والمنتشرة في بريطانيا، موجودة منذ فترة طويلة، وتنتشر في أفريقيا ويرجح احتمالية وجودها في مصر، وفقا لصحيفة "المصري اليوم".

وأضاف "لو عملنا دراسة هنلاقي هذه السلالة في مصر لأنها سريعة الانتشار"، وتابع "أعتقد السلالة الجديدة موجودة في مصر وهذا تحت قيد الملاحظة، ليس هناك دراسات بعد، لكننا لاحظنا ذلك من خلال مراقبة المرضى.. سرعة الانتشار وطريقته هي مؤشرات قد تدل على وجود السلالة في مصر.

لكن الدكتور مكي يقول إنه لا يمكن الجزم بوجود هذه المرض في العالم العربي، ولو وجدت ستكون بأعداد قليلة انتقلت عبر بعض الرحلات السياحية.
فعالية اللقاح

وبحسب الخبراء، فان فيروس كورونا منذ ظهوره في أواخر ديسمبر 2019 سجل آلاف الطفرات ولكنها كانت غير مهمة، لكن بدأ الكثير يتساءل حول مدى فعالية اللقاحات، التي تم التوصل إليها، مع هذه السلالة الجديدة.

يرى مكي أنه من الممكن أن تكون اللقاحات الجديدة فعالة مع السلالة الجديدة حتى ولو بنسبة 80%، لكنه أكد أنه إذا كانت نسبة التغير في الفيروس جذرية 20 أو 30 % فنحن أمام فيروس جديد.

بدوره، قال سالم إننا سنحتاج إلى إجراء تجارب على لقاحي فايز ومودرنا على السلالة الجديدة لمعرفة مدى فعاليتها ولا يمكن الجزم بتأثيرها قبل إجراء التجارب، أما اللقاحات الصينية والروسية التي تعمل بالطريقة التقليدية سيكون من الصعب أن تؤثر على هذه السلالة الجديدة.

وكانت الحكومة الألمانية، الأحد، أعلنت أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة انتشار السلالة الجديدة من كوفيد-19 والتي رصدت خصوصا في بريطانيا.

وقال وزير الصحة الألماني، ينس سبان، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لقناة التلفزيون العامة زد دي إف "استنادا إلى كل ما نعرفه حتى الساعة، وإثر اجتماعات حصلت بين خبراء السلطات الأوروبية"، فإن "لا تأثير (للسلالة الجديدة) على اللقاحات" التي لا تزال "فعالة"."