"كورونا المتحور".. IQ يكشف تفاصيل جديدة تتعلق باللقاحات ومخاطر تهدد الأطفال

بغداد - IQ/ عادل فاخر 


لم تشف زينب وهي طفلة في ربيعها السابع من الإصابة بالسلالة المتحورة لكورونا، التي أعلن عن انتشارها في العراق بمنتصف شهر شباط/ فبراير الماضي، إلا بعد أن تلقت علاجا مكثفا ورعاية صحية خاصة في بغداد، ومازالت تعاني من آثار الفيروس على جسدها الصغير ومناعتها الضعيفة، بحسب والدها اياد.


وتؤكد وزارة الصحة والبيئة العراقية، ان السلالة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا أخطر من نظيرتها الأولى، ولا تستثني عمراً معيناً وتصيب الأطفال أيضاً بضمنهم الرضع وحديثي الولادة، في حين كشف مختصون فروقات بين كيفية اللقاح الصيني وبقية اللقاحات تتعلق بانتاجها وآلية عملها. 


يقول اياد (31) عاما والد زينب لموقع IQ NEWS، إنه "يجهل كيفية اصابة ابنته بالفيروس وهي مازالت صغيرة، لاتختلط إلا في محيط عائلتها، وفجأة ظهرت عليها أعراض الإنفلونزا، تمثلت بالحمى والسعال وضيق التنفس، وظننا في بادئ الأمر إنها أنفلونزا موسمية تصيب الأطفال والكبار على حد سواء بسبب تقلبات الأجواء، ولكن لدى عرضها على الطبيب المختص طلب على الفور اجراء مسحة لها، وبعد يومين ظهرت النتيجة أنها مصابة بالفيروس، وعلينا نقلها على الفور إلى المشفى"، مشيرا الى أن "والدتها أجرت المسحة أيضا وقد تبين أنها غير مصابة ولم تنقل لها العدوى". 


السلالة تصيب الأطفال


يقول المتحدث باسم وزارة الصحة والبيئة سيف البدر لموقع IQ NEWS، إن "السلالة الجديدة تمتاز بقدرة على إصابة فئات عمرية لم نعهدها في السلالة القديمة، كالأطفال والشباب بشكل عام، مبيناً أن الفحوصات تجرى على جميع الفئات التي تظهر عليها أعراض الإصابة، ولا صحة لما يتداول عن عدم وجود مسحة للأطفال في المؤسسات المختصة، فالاجراءات والتشخيص لا تختلف عن السلالة القديمة". 


وأفضت دراسة بريطانية أنجزها فريق بحثي بريطاني، ونشرت في مجلة ذي لانسيت منتصف شباط/ فبراير الماضي إلى خلاصة مفادها أن المملكة المتحدة علي الرغم من ازدياد الحالات المرضية فيها إلى الضعف وعلى الرغم من زيارة المضاعفة للأطفال تحت سن الـ18 لكن لاتوجد حالات حرجة، ولا حالات استدعت الخضوع مطولا في العناية المركزة، وعلى الرغم من ذلك فإننا نؤكد ان الحالات المرضية للموجة الثانية من كوفيد19المتحورة عند الأطفال لاتزال نادرة الحدوث، ولاتوجد علاقة بينها وبين الزيادة في عدد الإصابات عند الكبار، كما أن هذا البحث يؤكد مجددا ماجاء في البحوث والدراسات السابقة أن الإصابات عند الأطفال لاتزال نادرة الحدوث.


ومجلة ذا لانسيت الدورية هي مجلة طبية عامة اسبوعية مراجعة، وتعد من أقدم وأشهر المجلات الدورية الطبية وواحدة من أبرز وأكثر المجلات تميزا في العالم، أسسها الجراح الإنكليزي توماس واكلي عام 1823، وتحمل اسم (The Lancet) والذي يعني المشرط بالإضافة لمصطلح (lancet arch) والذي يعني القوس المعماري مستدق الرأس، تنشر في المجلة أبحاث أصلية ومراجعات علمية وعروض لكتب وتقارير علمية.


تسجيل إصابات عديدة بين الأطفال


يؤكد عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور وسام حسين، أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا ممكن أن تصيب الأطفال، وقد سجلنا العديد من الإصابات بين الأطفال خلال الشهر الماضي.

ويوضح حسين في حديث لموقع IQ NEWS، أن "السبب الذي أدى إلى الإصابات بين الأطفال هو أن الطفرة حدثت للبروتين الشوكي المكون للغلاف الخارجي للفيروس، وأدت الطفرة إلى زيادة الأشواك، حيث تعتبر الأشواك هي مفتاح دخول الفيروس إلى خلايا الإنسان، لذلك أدت تلك الزيادة إلى سرعة أكبر وإصابات أطفال أعلى من السابق". 


وعن طبيعة السلالة التي دخلت العراق، يوضح حسين، ان "نوع السلالة غير معروف حتى الآن، وذلك يحتاج إلى عمل فحص التسلسل الجيني للفحص عن المتغيرات وترتيب الأحماض الأمينية، وهذا يحتاج أيضا إلى مختبرات متطورة جدا، ممكن أن تتوفر في العراق قريبا، مشيرا إلى ان الفحص الحالي يشير فقط إلى وجود طفرة ولكن لايعرف نوعها حتى الآن". 


لا لقاحات أو تطعيم للأطفال 


رئيس قسم الاستشارات الطبية الدولية في مستشفى فودا بالصين، حسن الخاشب ينصح بعد تلقيح الأطفال بلقاح كورونا، "فلا الصين ولا أميركا ولا أستراليا ولا كل العالم أعطى لقاح للأطفال حتى الآن".


ويقول الخاشب في إتصال هاتفي مع IQ NEWS، إن "كورونا المتحور قد يصيب الأطفال، لكنه لايصيب الرضع، حيث لم يسجل في كل العالم إصابة أطفال رضع، وإذا سجلت حالة أو أثنين فلاخوف لأن جهاز المناعة للرضع والأطفال قابل للتطور وتكوين لقاحاته طبيعية، وهو ليس كالايدز ينتقل عبر الجين الوراثي بحيث تلد المصابة رضيع مصاب بالايدز".


ويوضح الخاشب، أن "تسجيل حالات إصابة للأطفال في المستشفيات فهذا ناتج عن اصابة من الخارج يعني من خارج الجسم الى داخله، يعني لايوجد اي احتياطات لمنع الاصابة، وقد يصاب الرضيع نتيجة عدم اتخاذ التدابير المناسبة لحمايته كابعاده عن الجو الذي فيه أشخاص مصابون". 


وفي وقت سابق أكد مدير قسم تعزيز الصحة هيثم العبيدي في تصريحات صحفية أن "السلالة الجديدة لكورونا، فيها خطورة على الأطفال، وشهدنا خلال اليومين الماضيين وفيات لدى الأطفال وبأعمار صغيرة أقل من سنة، وبإصابات وخيمة تؤدي الى تلف في الرئة، كما شهدنا وفاة طفل وتدهور حالته خلال ساعة في غرفة الطوارئ"، مبينا أن "85 بالمئة من المصابين لم تظهر عليهم الاصابة أو ظهرت بشكل طفيف".


ويشدد على "وجوب الفحص واجراء المسحة، حتى لو كان الطفل بعمر يوم واحد". 


ماذا عن مناعة الأطفال؟


أستاذة علم الفيروسات والمناعة في جامعة بغداد الدكتورة رغد السهيل تؤكد، أن "الأطفال لديهم مناعة خاصة بهم، لكن يمكن أن يتعرضون لمضاعفات مثل الكبار، كما لايمكن أعطاء اللقاحات الآن للأطفال كما للكبار، وهذا مايقرره من صنع اللقاح.


وتقول السهيل لموقع IQ NEWS، إن "تغير الفيروس من خلال تحوراته منحته قدرة أكثر على الانتشار، كما منحت بروتينات على سطحه القدرة على إصابة الأطفال أيضا، ولكن في السابق أي مع ظهور الوباء العام الماضي كانت اصابات الأطفال قليلة أو غير ملحوظة ويمكن بدون أعراض ولم تكن معدومة تماما".


وتوضح السهيل، أن "هناك عدة سلالات ووزارة الصحة لم تحدد أسمها العلمي، لذا لا تستطيع مطلقا الحديث عن سلالة فأية سلالة هي وأي نوع، بعض الأخبار تقول انها البريطانية وهناك أكثر من سلالة بريطانية".


خفايا انتاج اللقاحات 


يؤكد رئيس فرع الأحياء المجهرية في كلية طب الزهراء بجامعة البصرة حسين كاطع عبد السادة في حديث لموقع IQ NEWS، أن "الاصابات بالفيروس تكون عند كبار السن أخطر، لذا تعطى اللقاحات التي وصلت إلى العراق مؤخرا من الصين إلى من أعمارهم فوق الثمانية عشر عاما، فضلا عن ذلك فإن اللقاحات مازالت قليلة".


وتلقى العراق مساء الاثنين (1/ مارس) 50 ألف جرعة من لقاح (سينوفارم) الصيني المضاد لفيروس كورونا، وهو أول لقاح يصل إلى البلاد البالغ عدد سكانها 40 مليون نسمة والتي تواجه موجة وبائية ثانية مثيرة للقلق.


وفي غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة أن بغداد طلبت مليوني جرعة إضافية من اللقاح الصيني، ويفترض أن يتلقى العراق مليوني جرعة من لقاح (أسترازينيكا) البريطاني عبر آلية (كوفاكس) الهادفة إلى دعم الدول الأكثر فقرا، كذلك تؤكد بغداد التي تعيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أنها سبق أن طلبت 1,5 مليون جرعة من لقاح (فايزر)، ستشتريه عبر قرض من البنك الدولي.


وعن رغبة العراق وبعض الدول العربية باللقاح الصيني يوضح عبد السادة، أن "اللقاح الصيني هو اللقاح الوحيد المنتج بالطريقة العلمية المتبعة سابقا في إنتاج اللقاحات إلى الآن، وهي طريقة استخدام اللقاحات باستخدام الفيروس المضعف أو الميت"، مشيرا إلى أن "باقي اللقاحات تستخدم طريقة جديدة غير مستخدمة سابقا وهي إدخال مادة وراثية خاصة بالفيروس لجسم الإنسان، وهي طريقة اكتشفت عام ٢٠٠٥ مختبريا ولم ينتج منها أي لقاح إلا هذا العام، وهذا يعني أن تأثير هذه المادة الوراثية لم يجر اختباره على المدى البعيد".


ويؤكد، أن "التطعيم يكون على مرحلتين على أقل تقدير وبأوقات متفاوتة". 


وصوت مجلس النواب العراقي في (8 آذار/ مارس 2021)، على مشروع قانون توفير واستخدام لقاحات جائحة كورونا، ليكون نافذا ويمكن العراق من شراء اللقاحات من مناشئ ودول متعددة منها بريطانيا والصين وروسيا.

وترغب عائلة الطفلة زينب بشمول ابنتهم زينب باللقاح، لما لاقوه من معاناة ومن خوف وقلق من أن يفقدوا إبنتهم خلال إصابتها بفيروس كورونا المتحور، غير أن تطعيم اللقاحات لايشمل الأطفال أو اليافعين دون سن الثامنة عشر، ويمكن علاجهم وفقا للبرتوكول العلاجي المعتاد في المشافي المخصصة للمصابين في بغداد والمحافظات الأخرى.


ما هو فيروس كورونا


تؤكد منظمة الصحة العالمية أن فيروسات كورونا هي سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان، ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض كوفيد19.


ومرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا، ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019، وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.


................

*ھذا التقریر نشر كجزء من مشاركة الكاتب في ورشة الصحافة العلمیة ومن خلال مشروع "الصحافة والعلوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، وھو أحد مشروعات معھد غوتة الممولة من قبل وزارة الخارجیة الألمانیة.