"السدود المحتضرة" في ديالى.. مليارات الدنانير تلتهما "تراكمات طينية"

ديالى - IQ  

يقف يعقوب اللامي على مقربة من سدة قزانية في اقصى شرق ديالى وهو يتحدث بألم عن مشروع كان ينتظره الاهالي لعقود لإنهاء مواسم جفاف قاسية غيرت من الخارطة الديمغرافية خاصة في الارياف لكن بعد سنوات محدودة تبدد الحلم وبدات السدة تحتضر هي وشقيقتها في مندلي في منظر مؤلم للغاية.


وقال اللامي وهو فلاح يبلغ من العمر62 سنة لـ IQNEWS، ان "سدة قزانية والتي كلفت الحكومة مليارات الدنانير تغمرها الان التراكمات الطينية على نحو تغطي 90% من حوضها اي ان السدة فقدت هدفها الرئيسي في خزن المياه".


وتساءل اللامي "كيف للدولة ان تغض النظر عن مشروع كلف خزينتها مليارات دون اي تدخل حقيقي لمعالجة ملف التراكمات الطينية".



اما مدير ناحية قزانية (97كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي فقد اشار الى ان "سدة قزانية وهي عبارة عن سد غاطس انشأ بعد 2006  بطاقة مليون م 3، كما انشأ في ناحية مندلي المجاورة سدة اخرى سميت سدة مندلي وتبلغ قدرتها التخزينية نحو 3 ملايين م 3"، لافتا الى ان "كلا السدين يملك القول بانهما خارج نطاق الخدمة بالوقت الراهن بسبب التركمات الطينية التي تغطي من 85% - 90% من حوض الخزين".


واضاف الخزاعي وهو مدير ناحية مندلي وكالة ان "كلا السدتين كلفتا حكومة العراق مليارات الدنانير وكان ينظر لهما على انهما حل لمواسم الجفاف الا انه لم يجري اي صيانة لهما منذ 2011 وتسببت تراكمات الطين المستمرة في جعلهما خارج نطاق الخدمة الفعلية في تخزين المياه وهذا الامر كارثة".


وتابع انه "كانت هناك وعود بإجراء صيانة لسدة قزانية الا ان الازمة الاقتصادية الاخيرة حالت دون ذلك وبقي الحال عما عليه".


اما غني عبد الواحد وهو مهندس زراعي متقاعد قال ان "السدين يمكن ان تؤمن مياه الشرب على الاقل لألاف المدنيين في ناحيتي مندلي وقزانية"، مبينا ان "مواسم السيول الماضية لم تستفاد منهما لان السدين اصبحا خارج مدى الخزن الفعلي بسبب التراكم الطيني الهائل".


واضاف ان "موقع السدين يمكن ان يتحول الى مناطق سياحية من الطراز الاول لو استثمرت بشكل صحيح"، مؤكدا ان "ترك السدين الذين كلفا خزينة الحكومة بهذا الوضع البائس امر مؤلم جدا يستدعي وقفة من قبل الحكومة".



الى ذلك بين عضو مجلس النواب عن ديالى النائب مضر الكروي ان "التراكم الطيني تسبب في فقدان سدي قزانية ومندلي قدرتهما على خزن اكثر من 4 ملايين م3 من المياه في مناطق هي الاكثر تعرض للسيول والاكثر شحة للمياه في الصيف في مفارقة غريبة ولكنها الحقيقة".

 

واضاف الكروي ان "السدين يعانيان منذ سنوات طويلة من تراكم الطين في باطن حوضهما دون اي جهود لرفعها ما جعل قدرتهما على خزن اي مياه مستحيل جدا"، لافتا الى انه "تم مفاتحة وزارة الموارد المائية وتعهدت بحلول للمشكلة".


واوضح ان "ديالى تفقد اكثر من مليار م 3 من مياه السيول الجارفة القادمة في مناطق مندلي وقزانية سنويا وهي كمية كبيرة جدا"، لافتا الى ان "قدرة سدي مندلي وقزانية محدودة ما يستدعي اعادة النظر في بناء سدود اكبر لاحتواء كل المياه المتدفقة من الحدود العراقية – الايرانية والتي تكون بكميات كبيرة جدا".



ايوب المندلاوي وهو موظف حكومي قال ان "سد مندلي يتحول الى قبلة لألاف الاسر في المناسبات بسبب موقعه رغم انعدام اي خدمات او اي ملامح لاستثماره رغم موقعه الجميل"، موضحا ان "استثمره سيتحول الى مكان سياحي مهم على مستوى البلاد".


واضاف المندلاوي ان "من المؤسف ان تكون لدينا مواقع جميلة كثيرة دون اي استغلال ايجابي لها"، مشيرا الى ان "ديالى هي من المحافظات التي تتميز بمواقع كثيرة تستحق ان تتحول الى قبلة سياحية لكن الحقيقة المؤلمة بانها غير مستغلة".