لأول مرة منذ 6 سنوات.. "الديمية" تزول من سجلات ديالى وانتكاسة تضرب سلة الخبز

بغداد - IQ  


بعد آمال واسعة بموسم زراعي وفير خاصة المناطق التي تعتمد اسلوب الزراعة الديمية لمحصولي لحنطة والشعير حدث ما لم يكن بالحسبان بسبب شح هطول الامطار، ما دفع الى خسارة ديالى الموسم الديمي بالكامل لأول مرة منذ 6 سنوات فيما عانى مئات المزارعين من خسائر فادحة خاصة في مناطق سلة خبز ديالى.


رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى رعد التميمي اوضح لـIQNEWS، ان"اجمالي الزراعة الديمية في ديالى هي 85 الف دونم للحنطة و5 الاف دونم للشعير تتركز في 7 مناطق ابرزها ناحية العظيم ( 60كم شمال بعقوبة)"، لافتا الى ان "شح هطول الامطار دفع الى زوال خيرات الديمية من سجلات المحافظة للموسم الحالي".


ويقصد بالزراعة الديمية هي ان يكون المصدر الرئيسي لسقي المحاصيل وخاصة الحبوب معتمدا بشكل حصري على مياه الامطار.


ويضيف التميمي ان "الزراعة الديمية فشلت في الموسم الحالي وتسببت في تكبد مئات المزارعين خسائر مادية جسيمة خاصة وانهم عمدوا الى حراثة الارض ونشر عشرات الاطنان من البذور دون اي استفادة بسبب شحة الامطار".


ويقوم مزارعي المناطق الديمية بحراثة الارض ونشر البذور قبل هطول الامطار بايام وحتى اسابيع بانتظار هطولها وكلما تاخر الوقت كلما تضاءلت الامال بنجاح الموسم.


اما رئيس مجلس ناحية العظيم السابق واحد ابرز مزارعيها محمد ضيفان العبيدي قال ان "العظيم والتي تشكل سلة خبز ديالى تعد اهم واكبر المناطق في الزراعة الديمية"، لافتا الى ان "اكثر من 30 الف دونم انتهت بسبب شحة موسم الامطار، بعد الآمال الكبيرة في ان تسهم بتزويد خزينة وزارة التجارة بآلاف الاطنان من الحنطة".


ويرى العبيدي ان "اخفاق الزراعة الديمية تمثل انتكاسة كبيرة لسلة خبز ديالى في اشارة منه الى العظيم"، معربا عن مخاوفه "من ان تستمر الانتكاسات خاصة مع شحة مياه السقي وقلة ساعات الكهرباء التي تغذي مضخات المياه".


ويقول علوان العزاوي وهو مزارع من اهالي ناحية العظيم إنه "زرع 300 دونم ديمي بمحصولي الحنطة والشعير وانفق ملايين الدنانير على امر ان تكون الايرادات اكبر من التكاليف لكن فقد كل شيء بسبب تأخر هطول الامطار ومحدوديتها خلال موسم الشتاء الحالي".


ويؤكد العزاوي ان "موسم الزراعة الديمية انتهى بخسارته هو واشقائه واقربائه دون اي استفادة"، معربا عن امله ان "يكون الموسم المقبل خير للجميع لتعويض الخسائر".



فيما يقول منصور بهجت (مزارع) من اطراف ناحية جبارة (110كم شمال شرق بعقوبة) قال ان  "الزراعة الديمية هي اشبه بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر لأننا نتعامل مع المطر الذي قد يكون غزيرا موسم ومنحسرا موسم اخر"، لافتا الى ان "خسائرنا ربما تهون اذا ما عرف بانه اول موسم بعد 2014 يحصل شحة في هطول الامطار ونامل التعويض في الموسم المقبل".


ويبين بهجت ان "الزراعة الديمية تقلصت بعد 2003 خاصة مع وجود الابار وطرق الري الحديثة اي بالتنقيط "، موضحا انه "بسبب قلة الدعم الحكومي والاضطرابات الامنية فلا تزال موجودة في المشهد الزراعي خاصة وان بعض المواسم الوفير بالأمطار دفعت الكثيرين للعودة اليها لان دائما المحاصيل تكون اكثر جودة وغزارة بالإنتاج خاصة الحنطة".


في حين يقول المهندس الزراعي صبري التميمي إن "ديالى كانت تعتمد قبل 50 سنة على زراعة من 200-250 الف دونم بالزراعة الديمية وربما اكثر في مواسم غزارة الامطار لكنها بدأت بالتقلص تدريجيا لتصبح اقل من 90 الف دونم في الوقت الراهن".


ويشير التميمي إلى أن "الزراعة الديمية تعتمد على الامطار اي الامر غير مضمون بنسبة كبيرة على عكس الزراعة من خلال الانهر والجداول والابار ولاتزال معتمدة في مناطق محددة ومنها العظيم بشكل واضح حتى الان".