ديالى تلجا "للوحوش الصفراء" لمنع خطر يهدد ارواح 300 الف نسمة.. (صور)

بغداد - IQ  


بعد ظهر اليوم الاربعاء، سارعت شفلات صفراء اللون بصوتها العالي وهي تزيل كل شيء امامها على ضفاف نهر خريسان اشهر الانهر في محافظة ديالى ويطلق عليه شريان الحياة باعتباره المغذي الاساسي لمحطات الاسالة التي تؤمن مياه الشرب لـ300 الف نسمة في بعقوبة ناهيك عن مدن اخرى وقرى بأعداد ليست قليلة.


قائمقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي قال في حديث لـ IQ NEWS، ان "بيئة الانهر خطر احمر لا يجوز التجاوز عليها قانون وشرعا فما بالك بمن يرمي النفايات والمياه الثقيلة والحيوانات النافقة فيها"، مؤكدا ان "نهر خريسان يتعرض الى ابشع صور التلوث يوميا رغم النداءات المتكررة بخطورة ما يحصل".


واضاف الحيالي وهو يلوح بيديه لسائقي الشفلات بإزالة كل شيء على ضفاف خريسان ان "صحة ديالى زودتني مؤخرا بتقارير رسمية تتحدث عن تلوث في مياه الانهر وان هناك امراض بدأت تبرز والسبب هو التلوث"، مشيرا الى ان "الوحوش الصفراء (في اشارة الى الشفلات) جاءت لاحتواء خطر يهدد 300 الف نسمة وقد يقودنا للمجهول".


وتابع ان "ملف بيئة الانهر لا يمكن التهاون معه ويجب ان تكون هناك تفاعل شعبي مع خطر تلويثها لأنه قد تبرز امراض كبيرة لا يمكن السيطرة عليها".


مدير بيئة ديالى عبدالله الشمري اكد ان "الدائرة تجري باستمرار فحوصات لمياه الانهر ومنها خريسان وترصد بالفعل سلبيات كبيرة من خلال رمي النفايات والاوساخ في الانهر في ظاهرة سلبية لها تداعيات خطيرة على بيئة خريسان الذي يمثل بالفعل شريان الحياة في بعقوبة ومدن اخرى".


واضاف الشمري ان "اهم اسباب تلوث الانهر ومنها خريسان هي اعطاء الموافقات لبناء اكشاك او مطاعم قرب ضفاف الانهر ما يدفع بعضها الى رمي النفايات"، مشددا على "ضرورة تفعيل القوانين التي تردع المتجاوزين وتفرض غرامات مالية عالية بحق من يرمي النفايات سواء من المهن الحرة او حتى الاحياء السكنية".



قاسم الشمري ناشط بيئي قال ان "دوائر الموارد المائية في بعقوبة ترفع شهريا اكثر من 5 اطنان من النفايات من نهر خريسان كمعدل وبعض الاحيان اكثر بكثير"، لافتا الى ان "النهر يتحول الى عبارة عن مكب  للنفايات في بعض مقاطع بعقوبة بسبب عدم تفاعل الاهالي مع خطورة تلوث الانهر وامكانية ان تخلق وباء يخنق الجميع".


واضاف الشمري ان "المواطن مسؤول بنسبة 90% عن تلوث بيئة نهر خريسان الذي يمثل شريان الحياة في بعقوبة وبهرز ومناطق اخرى"، موضحا ان "عدم فرض عقوبات وغرامات مالية عالية اسهمت في ارتفاع موجات التلوث لدرجة بان بعض المناطق قامت بتوجيه المجاري الثقيلة الى النهر رغم ان ما يحدث غير قانوني وغير شرعي".


مكي حسن وهو يملك كشك صغير قرب نهر خريسان قال ان "البعض بالفعل يرمي النفايات ولكن تعميم التهمة على الجميع غير صحيح"، لافتا الى انه "ملتزم بعدم رمي اي شيء يسيء لبيئة النهر".


واضاف حسن ان "ازالة كل الاكشاك تعني حرمانهم من مصادر رزقهم"، مشددا على ضرورة "ان تكون هناك اجراءات رقابية وتدقيق في معاقبة المخالفين".



اما علاء حسن ناشط فقد دعا الى "اطلاق حملة عن طريق المساجد من اجل بيان خطورة تلوث بيئة الانهر واضرارها الصحية، خاصة مع تأكيد قائمقامية بعقوبة بان حملتها اليوم جاءت بعد ورود تقارير مقلقة حيال بروز بعض الامراض بين المواطنين".


واضاف حسن ان "خريسان يغذي نصف مليون نسمة من المقدادية وصولا الى بزايز بهرز جنوب بعقوبة وربما اكثر"، مشيرا الى ان "النسبة الاكبر لمعدلات التلوث تحصل بالأساس في اطراف بعقوبة ومركزها".


وتابع "يجب ان تكون بداية الحل من خلال تسليط الضوء على خطورة التلوث عبر منافذ الجوامع والحسينيات لتأخذ اطار شعبي للتفاعل مع خطر"، لافتا الى ان "الكثيرين لا يدركون حجم الخطر وربما يؤدي بنا لمجهول".