لأول مرة.. قرى مسلمة في سهل نينوى تستقبل بابا نويل.. (صور)

IQ - سامان داود


"لا يسعنا اليوم إلاّ أن نقول للعالم أجمع كل عام وأنتم بخير"، تقول أنسام صيلوا المتطوعة ضمن مبادرة نظمها مسيحيون من نينوى تحت شعار "نهدم جدران الكراهية ونبني جسور السلام"، وتهدف لمشاركة الفرحة بعيد الميلاد ورأس السنة مع المسلمين.


وحمل المتطوعون في هذه الحملة، وهم من سكان منطقة بغديدا، الذين استهدفهم تنظيم داعش بعد سيطرته على نينوى صيف 2014 ودمر كنائسهم واستولى على أملاكهم، رسائل سلام ومحبة إلى قريتي ترجلة وشاقولي حيث يسكن خليط من العرب والتركمان والشبك الشيعة، وفيهم عوائل متعففة وزعت عليهم ملابس شتوية كهدايا ضمن المبادرة.


وتقع هاتان القريتان في قضاء الحمدانية على الطريق الرابط بين الموصل وأربيل، وتعرّضتا للتخريب من قبل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، شأنها شأن بغديدا، إحدى أكبر المناطق المسيحية في العراق.

وتقول أنسام صليوا لـموقع IQ News، إن "هذه المبادرة تعني لنا الكثير خاصة في ظل الأوقات الصعبة التي نمر بها إذ نستطيع أن نمد يدنا للآخر ونخرج من دائرة الإنعزال لنوسّعها ونزيد العلاقات ونعكس محبة المسيح للعالم أجمع، فهو جاء للجميع وليس لطائفة محم"، مبينةً أن "هدف المبادرة هو زيادة الآواصر الاجتماعية بين مكونات نينوى".


وتضيف "قمنا بتجهيز وترتيب ملابس لتكون جاهزة للتوزيع"، على المتعففين في قريتي ترجلة وشاقولي، "وقد وصلت رسالتنا التي تعبر عن مشاركة الأفراح مع الجميع وليس داخل مجتمع معين فقط".


والمبادرة هي استكمال لمبادرة سبقتها سميت "مبادرة الكريسماس" حيث أطلق متطوعون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع ملابس شتوية تبرع بها مسيحيون من عينكاوا وقضاء الحمدانية ثم توزيعها على النازحين الذين يسكنون في مخيم الخازر، بينما ركزت المبادرة الثانية على العوائل العائدة لمنازلها.


ويقول جلال سوني، متطوع آخر في الحملة، إن الحملتين "بحد ذاتهما زيادة لمساحة التعايش بين المكونات وتعزيز مفهوم التطوع والمشاركة في الأفراح"، مضيفاً في حديثه لموقع IQ News، "عندما يكون بابا نويل موجوداً لأول مرة في هذه القرى فإن هذا يدل على عودة الاستقرار والتعايش المجتمعي وتعزيز المحبة التي تعود لآلاف السنوات بين هذه المكونات".

"زرعوا البهجة في نفوس أطفالنا"


من جانبه، عبّر مختار قرية شاقولي، حيدر علي حسين عن شكره لـ"الأخوة المسيحيين على هذه المبادرة الرائعة التي كانت مفاجئة وزرعت البهجة في نفوس أطفال وعوائل القرية.. هذه أول مرة في تاريخنا نستقبل بابا نويل وهو يحمل معه هدايا من اخواننا وهذه بحد ذاتها رسالة سلام ومحبة واطمئنان".


وتابع خلال حديثه لـIQ NEWS، أن "التعايش الموجود يؤكد على عمق العلاقة بين المسيحيين والمكونات الأخرى وأنّ العراق هو بلد التعايش والتسامح وتقبّل الآخر، وأنّ هذه المبادرات تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية والإنسانية"، مشدداً على "شكر كلّ من ساهم بهذه المبادرة الرائعة لما فيها من معاني عميقة ورسائل سلام ومحبّة".