معظمهم آشوريون.. حروب تركيا وPKK تُشرد سكان القرى الحدودية

بغداد - IQ


أسهم الصراع الذي بدأ قبل 40 عاماً، بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، في تشريد سكان القرى الحدودية بين العراق وتركيا، من المسيحيين الآشوريين، حتى فاقمت قذائف "مخلب النمر" من معاناتهم، وعرضت أرواحهم وممتلكاتهم للخطر.


وانخفض عدد المسيحيين في العراق، إلى ما دون 500 ألف نسمة بعد أن كانوا قبل العام 2003 أكثر من مليون ونصف المليون، في عموم العراق، بحسب ما أعلنته كنائس عدة في العراق، وبحسبها فإن أهم مسببات هجرة المسيحيين، الحرب الطائفية عام 2006 وسيطرة داعش في 2014، ثم القصف التركي على قراهم المتواجدة على الحدود العراقية التركية.


حرب الـ40 عاماً

في حزيران يونيو الماضي، أعلنت القوات التركية، بدء عملية "مخلب النمر"، لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK) في إقليم كردستان العراق، الأمر الذي تسبب بموجة هجرة جديدة للمسيحيين من المنطقة، بعد تدمير عدة قرى، وإفراغ أخرى من سكانها، إجبارهم على هجرة البلاد، أو النزوح إلى محافظات عراقية أخرى.


المواجهة الممتدة لأربعين عاماً سالفة، ساهمت في إفراغ أغلب القرى المسيحية الآشورية على الحدود، وإحراق عدد آخر بالكامل، ومنها ما تم احراقه بالكامل، لتظل الأطلال خلفهم في قرى مهجورة تماما، إثر معارك الجيش التركي، وعناصر الـ PKKالذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين".


وحزب العمال الكردستاني، جماعة مسلحة كردية يسارية نشأت في سبعينات القرن الماضي، في منطقة ذات غالبية كردية بجنوب شرق تركيا كحركة انفصالية بمزيج فكري بين القومية الكردية والثورية الاشتراكية تسعى لإقامة دولة "كردستان" كردية ماركسية لينينية، وفي مطلع الثمانينيات دخلت بشكل صريح في صراع مسلح مع الدولة التركية بغية نيل حقوق ثقافية وسياسية وتقرير المصير لأكراد تركيا.


قرى فارغة وحكومتان أسيرتان 

ويذكر البرلماني السابق عن المكون المسيحي جوزيف صليوا، في حديث لموقع IQ NEWS، أن "قرى الكلدان السريان الأشوريين في نهلة وجبل كارة، تعرضت إلى قصف تركي بكثافة لتؤدي إلى الهجرة مرة أخرى لأصحاب الأرض منها".


وينتقد صيلوا، "صمت الحكومة العراقية وأيضا حكومة إقليم كردستان العراق، واصفاً الحكومتين بالأسيرتين لدى تركيا"، مضيفاً أنهما "لا يستطيعان فعل شيء، سوى الاستنكار وتقديم مذكرات احتجاج للسفير التركي في بغداد".


فيما يورد الصحفي يونان دانيال، عدة أمثلة على القرى المسيحية التي أفرغها بسبب القصف والحرب التركية على شمال العراق، مشيراً إلى أن "منطقة برواري بالا تحوي قرى مسيحية فارغة بالكامل، لقربها من الحدود، أو كونها ضمن منطقة صراع مستمر، وأهمها قرى بيبالوك ومغربية، وچقلا عليا، وبوتارة، وچميكي، وأهلها اليوم مشتتون في المنطقة، ويمرّون بظروف قاسية".


ويؤكد "دانيال" لـ IQ NEWS إن "هذه الحرب سببت حالة من فقدان الأمل لدى أغلب سكان القرى الحدودية، التي تعتمد على الزراعة كمصدر دخل لها، وزادت نسبة البطالة في هذه القرى، الأمر الذي تسبب بإفراغها من سكانها متجهين، نحو خيار الهجرة وترك أرضهم التاريخية".


محو آثار الأشوريين

ويرى الإعلامي الآشوري خلابئيل بنيامين في حديثه لـIQ NEWS، أن "تركيا تتخذ من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حجة للتوسع وبسط سيطرتها على مساحات أكبر، وما تقوم به من حرب على المناطق الحدودية يستهدف بالدرجة الأساس الآشوريين المسيحيين، ومحو آثارهم كما يفعل في داخل تركيا أيضاً".


ويتفق خلابئيل والنائب السابق صليوا، في أن "حل مشكلة حزب العمال الكردستاني تكمن في إجراء حوار شامل، يجمع الطرفين التركي وحزب العمال الكردستاني، والذي من شأنه أن يخلق بيئة آمنة للجميع، ومنهم المسيحيين المتواجدين على الحدود العراقية التركية".