"تحررت أم لا".. العمليات المشتركة تكشف لـIQ لغز "كنعوص"

"تحررت أم لا".. العمليات المشتركة تكشف لـIQ لغز "كنعوص"

بغداد - IQ  

"كنعوص"، اسم اشتهر في العراق وربما خارج الحدود أيضا، نظرا لكثرة تكراره في البيانات والتصريحات العسكرية، فلم يعد تمضي عدة أيام حتى تتردد عبارة "تحرير كنعوص"، فهل هي أحجية أم ماذا؟   

موقع IQ NEWS، تعمق لسبر غور "جزيرة كنعوص" ومعرفة أسباب الإعلان عن تحريرها عدة مرات وخلال فترات متقاربة، ليجد "أسرارا" فيها جعلتها مفضلة بالنسبة للإرهابيين، إضافة الى معرفة وضعها الحالي من الناحية الأمنية.  

  

"لم يعلن ولا مرة تحرير جزيرة كنعوص، بل أعلن عن محاولات لتطهيرها"، بهذه العبارة المقتضبة يفند المتحدث باسم العمليات المشتركة تحسين الخفاجي كل ما قيل عن تحرير الجزيرة المثيرة للجدل والواقعة جنوبي نينوى تحديدا. 


وفي حديثه لموقع IQ NEWS، قال الخفاجي، إن "الإرهابيين كانت لديهم سيطرة في تلك الجزيرة ومقدرة على استهداف القطعات والحشد الشعبي". 


ويوضح الخفاجي، أن "قيادة العمليات المشتركة ارتأت تطهير جزيرة كنعوص بعد تصاعد القلق منها لدى المواطنين والقوات الأمنية"، مبينا أن "الجيش والقوات الخاصة نفذت عملا احترافيا استطاعت من خلاله تنفيذ أول تطهير للجزيرة وبناء جسر قتالي بإسناد طيران الجيش والجهد الهندسي".


ويوضح، أن "قيادة العمليات المشتركة خططت لتحرير كنعوص مع رئاسة اركان الجيش من وزارة الدفاع العراق واندفعت القطعات صوبها بعد توجيه ضربات مركزة من طيران الجيش وسلاح المدفعية استهدفت المضافات"، لافتا الى أن "الإرهابيين في تلك المنطقة بدأوا في الفترة الاخيرة بتهديد المواطنين من اجل الحصول على اموال واسلحة ومعدات". 


"هادئة وآمنة"


"الآن هي لا تمثل أي تهديد بالنسبة للمناطق الأخرى"، هكذا يصف الخفاجي وضع الجزيرة الراهن، مبينا أن "العمل على تطهيرها استغرق 8 ايام وجرى خلالها تجريفها بالكامل وقطع خطوط إمداد العدو فيها، وجعلها أمنة وهادئة ولا يوجد فيها اشجار وفتحت فيها الطرق". 


موقع مميز عسكريا 


ثمة أسرار من طراز خاص جعلت الإرهابيين يتمسكون بالجزيرة مترامية الاطراف، ووفق ذلك يعود المتحدث باسم العمليات المشتركة تحسين الخفاجي ليوضح قائلا، إن "جزيرة كنعوص تعد منطقة مائية لا يمكن العبور لها، وكثيفة الاشجار ومساحتها واسعة حيث يبلغ طولها 4 كم وعرضها 500 متر، وبذلك فهي تعد آمنة بالنسبة للإرهابيين". 

ويلفت الخفاجي في حديثه لموقع IQ NEWS قائلا، "لا يمكن ان تندفع القوات الامنية بهذا العمق دون دعم وإسناد، في حين أن الارهابين بإمكانهم الحاق الأذى بقواتنا من خلال سيطرتهم ومركزتهم".

 

تركيبة الإرهابيين المسيطرين على الجزيرة 


يقول الخفاجي، إن "الارهابيين الذين يتواجدون في الجزيرة ينحدرون من المناطق المجاورة لها، وهم محليين لا يوجد ضمنهم اجانب"، لافتا الى أن "المعلومات المتوفرة تفيد بأن اعدادهم لا تتجاوز العشرات 30 او 40 ارهابيا استغلوا المنطقة لتهديد السكان". 


خصوصيات يفضلها الإرهابيون 


الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، يقول لموقع IQ NEWS، إن "جزيرة كنعوص تبعد من 30 الى 45 كم شمالي قضاء الشرقاط وتفصل بين محافظتي صلاح الدين ونينوى"، مبينا أن "المنطقة فيها خصوصيات تجعلها مأوى لتنظيم داعش، كونها محاطة بالقصب وغير مسكونة وتتاخم نهر دجلة من 4 جهات". 


ويشير أبو رغيف إلى أن "كنعوص تمتاز بكثافة الاشجار، وهذا يؤهلها لأن تكون مضافات، وموقعها الجغرافي الخطر جدا يجعلها جاذبة لعناصر التنظيم لاسيما القادمون من سوريا والهاربون من كركوك وصلاح الدين والانبار ديالى". 


أما الخبير الأمني عدنان الكناني، قال في حديث لموقع IQ NEWS، إن "الأجهزة الامنية قبل 10 أيام حاصرت جزيرة كنعوص بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن خلايا لتنظيم داعش تنوي القيام بعمليات انطلاقا منها". 


ويوضح، أن "القوات الامنية باشرت بمطاردة فلول داعش في الجزيرة، بعد أن استشعروا بوجود تجمع من القوات الامنية وتسربوا منها، والعمل الاستخباري قائم لمتابعتهم"، مؤكدا أن "الجزيرة محررة من الناحية العسكرية، لكن الجيوب موجودة ويمكن متابعتها وفق المعلومات الاستخباراتية".


وكانت قيادة عمليات نينوى أعلنت، الثلاثاء (27 تشرين الأول 2020)، فرض سيطرتها على جزيرة كنعوص الاستراتيجية بالكامل، موضحة أنها كانت تشكل عبئا ثقيلا وتحديا خطيرا للقوات الأمنية وأهالي المناطق المجاورة، وسبق ذلك أعلان تطهير وتحرير الجزيرة عدة مرات على امتداد السنوات الماضية، الأمر الذي جعل الرأي العام يتساءل عن سبب تحريرها أكثر من مرة.