"فرائصهم ترتعد".. "كمائن ذئاب" تفترس عناصر داعش بضراوة

بغداد - IQ  

التكيف مع الظروف، سمة أساسية لدى "داعش" المعروف بانتهاج أساليب متجددة ولا يتوانى عن التباهي بالكثير منها، ورغم "الفرقعات الإعلامية" التي يحققها، فإن الساحة ليست خالية له، ويتعين على عناصره الخوف في ظل الجدية الأمنية العالية للتعامل معم، ولكن ماذا عن "كمائن الذئاب" التي باتت تفترسهم تباعا؟   


"الكنعوص ووادي أبو شحمة ووادي الشاي، وأماكن أخرى"، جميعها مناطق نائية تشهد عمليات اصطياد من طراز خاص تجري بصمت عبر "كمائن الذئاب"، في تحول دب الخوف في نفوس عناصر "داعش" وكبح جماحهم إلى حد بعيد.    


"قتل سبعة إرهابيين خلال الأسبوع الحالي فقط"، ولم يعد لهم ملاذ آمن، هكذا يقول أحمد الجبوري لموقع IQ NEWS.


الجبوري وهو ضابط برتبة نقيب يعمل في شرطة صلاح الدين، يؤكد أن "داعش الإرهابي لازال ينشط في المناطق الجبلية والجزر المائية والشريط الحدودي بين صلاح الدين وديالى، وتم تنفيذ عدة عمليات امنية للقضاء على مجاميعه هناك". 


ويوضح الجبوري، أن "القوات الامنية استخدمت (كمائن الذئاب) لاصطياد عناصر داعش عبر زرع الغام بالطرق التي يسلكونها، وهي عادة ما تكون في عمق مناطق خالية من السكان". 


وفي محاولة للتكيف مع المستجدات الأمنية التي حرمت عليه الظهور العلني، عمد "داعش" إلى اطلاق مجاميع صغيرة أسماها (الذئاب المنفردة) وهي عبارة عن مفارز صغيرة تنفذ هجمات سريعة في الحدود الإدارية بين محافظتي صلاح الدين وديالى، ما حذى بالقوات الامنية الى تطبيق خطة مضادة للإيقاع بهم عبر زرع الالغام، واتباع عنصر المباغتة، في اسلوب مبتكر يطلق عليه أمنيا "كمائن الذئاب المنفردة".  


وبحسب مختصين، فإن هذا التطور الأمني "قلب السحر على الساحر"، كما يقال، حيث بات الإرهابيون يقعون فر شراك ذات الطعم الذي يستخدمونه لاستهداف المدنيين والقوات الامنية في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى.


تحريم ممر عبور للإرهابيين  


الضابط في الحشد العشائري بديالى حسين العبيدي، قال لموقع IQ NEWS ، إن "القوات الأمنية بدأت بتحصين المناطق الواقعة بين ديالى وصلاح الدين من جهة ناحية العظيم الى جانب وضع كمائن ومصائد لمنع أية هجمات ارهابية تهدد قرى شمالي الناحية"، مبينا أن "التنظيم مازال يشن هجمات متفرقة على قرى العظيم".


وأضاف العبيدي، أن "نهر العظيم الفاصل بين ديالى وصلاح الدين، هو الممر الوحيد لعبور الارهابيين نحو ديالى عبر صلاح الدين"، مشيرا الى أن "القوات الامنية زرعت عددا من العبوات الناسفة لاصطياد عناصر التنظيم ولتكون منطقة محرمة عليهم".


ولفت الى أن "هناك مناطق في العظيم وقضاء طوزخورماتو تحتاج الى نشر قوات امنية فيها، وهي تضم نحو 25 قرية بين المحافظتين لم يرجع سكانها اليها وصارت ملاذات آمنة لعناصر التنظيم".


"اصطياد صامت" 


المختص بالشأن الأمني والاستاذ بجامعة تكريت مهند محمود، قال لموقع  IQ NEWS، إن "داعش فقد قدراته التي كان يمتلكها وأمست عملياته تقتصر على العبوات أو استهداف المدنيين والقوات الامنية"، لافتا الى أن "معظم ثقل التنظيم خلال الستة شهور الماضية تركز في كركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى، وهذا يعطي مؤشراً بأن هناك نشاطا للإرهاب في المناطق الخالية من القوات الامنية، منها جبال حمرين وجزيرة الكنعوص والجرز المائية في أطراف كركوك، مثل وادي ابو شحمه ووزغيتون ووادي الشاي واطراف ناحية الرياض والرشاد جنوب وغرب كركوك".


واوضح محمود، أن "الشريط الحدودي بين صلاح الدين وديالى من جهة العظيم يعد منطقة مفتوحة يستغلها التنظيم للتحرك"، مؤكدا أن "كمائن الذئاب المخفية قد تساهم بشكل محدود اصطياد عناصر التنظيم بين ديالى وصلاح الدين".


جدير بالذكر، أن "الذئاب المنفردة" هو أسلوب دموي انتهجه تنظيم "داعش" ونفذ عبره عدة عمليات إرهابية ذائعة الصيت كما حصل في باردو  بتونس وهجوم أورلاندو في أميركا، وهو يرتكز على أشخاص يقومون بهجمات منفردة دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، كما يطلق هذا الوصف أيضا على هجمات تنفذها مجموعات صغيرة تتألف من شخصين إلى خمسة كحد أقصى بدوافع ايديولوجية متطرفة،  وهي بحسب خبراء، تعد تحديا أمنيا يصعب التعامل معه ويشكل قلقا لأجهزة استخبارات العالم.