"فوبيا الوباء".. مختصون عراقيون يشخصون الأبعاد البدنية والنفسية لإصابات كورونا

بغداد - IQ/ عادل المختار 


لم تكن قوة مناعة جسم الإنسان وحدها قادرة على قهر كورونا لدى المصابين، بقدر أهمية الوقاية وتدخل العوامل النفسية، خاصة وأن الفيروس لا يمكن التنبوء بخط سيره وإتجاهه، كما لايمكن حساب تاثيراته، بحسب متخصصين.


ويؤكد عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور وسام حسين لموقعIQ NEWS  ، أن "تدخل العديد من المتغيرات تحدد من يصاب ومن لايصاب، لكن المؤكد ان الجميع يتأثرون في حال تعرضهم الى جرع فايروسية عالية تأتي للأشخاص الذين يتواجدوان في التجمعات بكثرة بدون الالتزام بالوقاية، وعدم ارتدائهم للكمامات"، مبينا أن "الإصابة هنا تكو مؤثرة مهما كان الشخص يمتلك من مناعة جيدة، والعكس صحيح مهما كان الشخص ملتزما بالوقاية ولم يتعرض لجرع فايروسية عالية قد تكون اصابته غير مؤثرة او لايصاب على الإطلاق مهما كانت مناعته قليلة".


قدرة الفيروس 


يرى الطبيب الاختصاص باسم الحجيمي في حديث لموقع IQ NEWS، إن "فيروس كورونا يمتاز بعدم إمكانية التنبوء بخط سيره وإتجاهه، كما لايمكن حساب وبشكل دقيق تأثيراته على الأعضاء واي من الأعضاء سيستهدف، فهو قادر على ان  يصيب كل الاعضاء (الفم واللسان، الأنف، الرئة والجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي، العيون، الأوردة والشرايين، الجلد، الدماغ، العضلات، الحواس والادراكات العقلية والنفسية مراكز النوم، وليس بالضرورة أن كل إنسان سوي المناعة يجتاز المرض وكل انسان معتل المناعة يكون ضحية له والأمثلة على ذلك كثيرة"، مبينا أنه "لا يحتاج انتقاله الا فترة قصيرة من إهمال او التهاون بالوقاية، أما الادوية الموجودة وان كانت تنفع في السيطرة عل  بعض اعراض المرض لكن ليس بالضرورة تنفع كل المرضى لإختلاف طبيعة المرض بين التهاب ورد فعل مناعي او التهاب أو تخثر".


الخوف المفرط


يقول عالم النفس البرفسور قاسم حسين صالح وهو مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية لموقع IQ NEWS، إن "المخاوف من كورونا تعرف بفوبيا الوباء، وهي عبارة عن خوف مفرط أو شديد من موضوع أو موقف، يعد لدى الآخرين عادياً أو طبيعياً، ولا يستطيع المصاب به السيطرة عليه بالرغم من معرفته بأن خوفه هذا غير مناسب".


ويضيف صالح، "هناك عاملان يؤثران في قوة او ضعف جهاز المناعة، الأول هو نوع المواد الغذائية التي يتناولها الانسان لاسيما الفواكه والخضر والفيتامينات، والثاني هو نظام المناعة النفسي (الفكري، الأنفعالي، السلوكي) بوصفه الأكثر تأثيرا في الأضطرابات النفسية اذ تؤكد الدراسات ان الخوف والتوتر والقلق المفرط تؤدي الى افراز هرمونات تربك او تضعف عمل جهاز المناعة وتمنح الفيروس فرصة التغلب عليه".


ويقدم صالح عدة نصائح للتخلص من فوبيا الوباء، منها "التوقف عن التنقل عبر الفضائيات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة اخبار الفيروس، والاكتفاء بمصدر واحد او مصدرين، ولمدد محددة ومتباعدة، وكذلك تعزيز ثقافة الوعي الصحي داخل الأسرة باعتماد المصادر العلمية فقط، والابتعاد عن التفكير الخرافي والغيبي، ومشاهدة افلام او مسلسلات عربية او اجنبية او مسرحيات او أغاني"، مشيرا الى "ضرورة التواصل عبر النت مع الأصدقاء والأحبة بالمشاعر والأحاديث التي كنتم تتبادلونها سابقا، وفي حالة وجود فوبيا كورونا متعبة ومزعجة للفرد والعائلة، يجب مراجعة طبيب نفسي متخصص حصرا بالعلاج السلوكي المعرفي".