بعد 3 سنوات من وقوعها.. "داعش" يعود للانتقام من قادة انتفاضة "المخيسة"

ديالى - IQ


في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي (14 آذار 2021)، تسلل عناصر من تنظيم داعش إلى أطراف قرية "المخيسة"، كبرى حوض الوقف شمال شرقي ديالى، ليفجروا منزلين يعودان لعائلة "بيت سميط" التي قادت قبل 3 سنوات انتفاضة ضد التنظيم وقتلت أميره في المنطقة واستولت على سلاح القنص الخاص به.


وتنتمي هذه العائلة لعشيرة الدليم العربية، وقد أدى تفجير المنزلين إلى وقوع اضرار مادية جسيمة فيهما.


وبعد "الانتفاضة" التي قادتها عائلة "بيت سميط" قبل 3 سنوات، وانتهت بطرد تنظيم داعش من حوض الوقف، وهو منطقة زراعية واسعة، عاد التنظيم للانتقام ونفذ سلسلة هجمات أودت بحياة العديد من ساكني المنطقة وإصابة عدد منهم ما اضطر بعضهم إلى النزوح صوب بعقوبة تاركين خلفهم منازل وبساتين مترامية.


ويقول أحمد الحيالي، مدير ناحية أبي صيدا (25 كم شمال شرق بعقوبة), في حديث لموقع IQ NEWS، إن "الانتفاضة التي قادتها عائلة بيت سميط في قرية المخيسة بالتعاون مع القوات الأمنية كانت كبيرة، وتضمنت نصب أكثر من كمين نتج عنها مقتل قيادات بارزة في تنظيم داعش، ولهذا فإن التنظيم انتقم من العائلة واستهدف ابناءها بعنف، ما أدى لمقتل وإصابة العديد منهم".


وأضاف، أن "تفجير المنزلين مساء الأحد، مؤشر خطير يستدعي المزيد من الانتباه، لأنه قد يمثل عودة المفارز الإرهابية لزعزعة الاستقرار والأمان في المنطقة".


من جانبه، يقول كريم وادي، وهو مزارع يسكن قرب "المخيسة"، إن "داعش لم ينتهِ في بساتين حوض الوقف، بل يجمد نشاطه عندما يكون هناك حراك للقوات الأمنية وعمليات عسكرية، وما إن يجد فرصة حتى ينطلق لاستهداف الأبرياء".


ويضيف، في حديثه لـIQ NEWS أن "العديد من الهجمات التي تستهدف القوات الأمنية في حوض الوقف لا تصل إلى الإعلام لأسباب مختلفة".


ويتفق هذا المزارع مع مدير ناحية أبي صيدا على أن "استهداف منزلي بيت سميط مؤشراً سلبياً يدلل على أن داعش لا زال يمثل مصدر قلق في مناطق شهدت العديد من العمليات العسكرية ضد التنظيم لكن وجوده لم ينتهِ".


"تاريخ من العنف"


بدوره، يشير سلام التميمي، وهو مراقب أمني في ديالى، إلى أن "حوض الوقف هو أول منطقة دب فيها العنف بعد 2003 وكانت أهم وكر لزعيم جماعة (التوحيد والجهاد) التابعة لتنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي بعد 2005 (الذي قتل بعد عام من ذلك)، كما شهدت أعمال عنف دامية وبشعة، كونها ذات خليط متنوع من المذاهب والقوميات وقد نزحت منها آلاف الأسر".


ويقول التميمي لموقع IQ NEWS، إن "تفجير منازل أسر قاومت داعش ليس بالأمر الجديد، وهذا الشيء تكرر خلال السنوات الماضية في مناطق أخرى، وربما تكون عملية تفجير منزلي بيت سميط محاولة لمنع الأسر من العودة لقرية المخيسة باعتبارها ذات ثأر مع التنظيم".


ويلفت إلى أن "مشكلة حوض الوقف هي استغلال داعش لبساتينه الواسعة والمترامية للاختباء فيها وهي مناطق واسعة تحتاج إلى قوات كبيرة لتأمينها وتبقى ساخنة لأن ملف الخلايا النائمة لم ينتهِ إذ أنها لا تزال تحصل على دعم بمواد وأسلحة وأعتدة كثيرة".


من جانبه، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عبد الخالق العزاوي، إن منطقة الوقف من المناطق الساخنة في ديالى وهي تعاني من اشكالات متعددة منها الإرهاب والنزاعات والخصومات التي خلقها التطرف في سنوات الحرب والعنف الطائفي بين عامي 2006 – 2009.


وتابع، أن "نشاط تنظيم داعش تقلص في الوقف، لكنه لم ينته، ولا زال يشن هجمات مستمرة ضد القوات الأمنية من خلال القنص تارة وبالعبوات الناسفة تارة أخرى".


يشار إلى أن القوات العراقية المشتركة نفذت سلسلة عمليات ضد تنظيم داعش، في الآونة الأخيرة، أدت إحداها إلى مقتل "نائب الخلفية ووالي العراق أبو ياسر العيساوي" في وادي الشاي بكركوك بعد تفجير انتحاري في ساحة الطيران ببغداد صبيحة 21 كانون الثاني الماضي.