منذ زمن #الزرقاوي.. تنظيمات متشددة تجد ضالتها في بساتين #ديالى

منذ زمن "الزرقاوي".. تنظيمات متشددة تجد ضالتها في بساتين ديالى

بغداد - IQ  

سلطت حادثة قتل شيخ عشيرة كبيرة وتفخيخ جثته لتنفجر لاحقاً على ذويه فتقتل 4 منهم وتصيب اثنين آخرين داخل بستان في شمال محافظة ديالى على يد تنظيم داعش، الضوء على خطر المناطق الزراعية التي تجيد التنظيمات المتطرفة استغلالها والإنطلاق منها لتنفيذ هجمات سريعة ومباغتة.

إضافة لذلك، فإن لمحافظة ديالى ذات الأراضي الزراعية الشاسعة خصوصية عند هذه التنظيمات، وقد اتخذ زعيم تنظيم مايسمى آنذاك "التوحيد والجهاد" أبو مصعب الزرقاوي من منطقة "هبهب" شمال غرب بعقوبة، مقراً له منذ 2004 وحتى مقتله في المكان ذاته بضربة أميركية عام 2006.

وفي الهجوم الواسع الذي شنه تنظيم داعش على مناطق شمال وغرب العراق، وقعت بعض مناطق ديالى، وبعضها زراعية، تحت سيطرة التنظيم قبل أن تحررها القوات العراقية تباعاً لكن بعض خلايا التنظيم ما تزال متناثرة في بساتين هناك تخرج منها بين حين وآخر لـ"غزو" أهداف سريعة ثم العودة إلى مكانها.

"خلو أمني"


"مناطق شمال ديالى تعد واحدة من المناطق التي تكاد تخلو من انتشار القوات العراقية، منها شمال قضاء المقدادية وخاصة المخيسة والزور وأطرق وحمرين وبساتين أطراف أبي صيدا، فضلاً عن مناطق أخرى جنوب وغرب المقدادية"، يقول الخبير الأمني والضابط السابق في الجيش العراقي العميد ضياء العزاوي لموقع IQNEWS.


ويشير العزاوي، إلى أن "هذه المناطق كانت معاقل مهمة للتنظيمات الإرهابية، وما زال تنظيم داعش يشكل خطراً عسكرياً عليها"، مضيفاً "صحيح أن "سيطرة التنظيم انتهت في أجزاء كبيرة من المساحات العراقية، لكنه في ديالى يمتلك مجاميع صغيرة بإمكانها الضرب متى تشاء".


وفي تفاصيل حادثة "الخيلانية"، فإن شيخ العشيرة "علي الكعبي" ذهب لإبعاد قطيع الجاموس الذي يربيه عن بساتين قرية الخيلانية شرقي المقدادية لكنه وقع في قبضة خلية تابعة لتنظيم داعش فقتله، ثم بعد ذهاب اثنين من اقاربه للبحث عنه انفجرت عليهم الجثة فقتلتهما في الحال وبعدها انفجرت عبوة على اثنين آخرين من العائلة ذاتها في المكان نفسه وأصيب اثنين أيضاً، على ما أفادت مصادر أمنية.


ويقول الضابط السابق ضياء العزاوي، إن "جريمة الخيلانية في المقدادية ليست جريمة عابرة، فالتنظيم اختطف شيخ عشيرة وقام بتصويره قبل قتله ثم فخخ جثته ونصب كميناً لأقاربه، وهذه أمور لا يمكن ترتيبها في ساعة أو يوم واحد"، مستنتجاً من ذلك أن"داعش أعاد تنظيم صفوف في تلك المناطق، فمثل هكذا عمليات تحتاج إلى خطط عسكرية يتم دراستها قبل التنفيذ ويسبقها تمشيط للمنطقة ولاحقاً العودة إلى مواقع الانطلاق بعد التنفيذ".


وبث تنظيم داعش صوراً تظهر شيخ العشيرة المقتول أثناء تصفيته من قبل 3 مسلحين برشاشات أميركية، وقد اطلع عليها العزاوي، مؤكداً على "ضرورة أن تضع الحكومة معالجات جذرية تقضي على هذه المجاميع الإرهابية".


"أبيدت عائلة بأكملها"


"عائلتنا أبيدت ولم يبق فيها سوى رجل واحد. قبل 5 سنوات خُطف منا 4 رجال ثم قتلوا، والآن قُتل منا 5 وأصيب اثنين"، يقول عباس الكعبي، ابن عم شيخ العشيرة المقتول متحدثاً لموقع IQNEWS، لافتاً إلى أن "تنظيم داعش الذي نفذ الجريمة الأخيرة يريد اشعال الفتنة الطائفية في ديالى بين السنة والشيعة مرة أخرى، ونحن نحذر من هذا الأمر".


من جانبه، يطالب قائمقام قضاء المقدادية حاتم التميمي في حديثه لموقع IQNEWS، بضرورة "إنهاء ملف قرية الخيلانية وإعادة مسكها من قبل القوات الأمنية لإيقاف نزيف الدم المتكرر".


من جهتها، ترى النائبة عن محافظة ديالى ناهدة الدايني أن "الملف الأمني في ديالى بحاجة إلى مراجعة كاملة لتحديد الثغرات الأمنية والمناطق التي تنشط فيها المجاميع الإرهابية".


وتشدد الدايني في حديثها لموقع IQNEWS "ما حدث في المقدادية من جريمة نكراء يجب الوقوف عندها، وإعادة نشر القوات الأمنية وزيادة الجهد الاستخباري والتنسيق بين القطعات وتوحيد جهدها ومعلوماتها".