خريجون يفترشون أحلامهم أمام شركة نفط ذي قار.. أسابيع من الاحتجاج والتصعيد

ذي قار - IQ

بين حرارة الشمس اللاهبة والمناكفات المستمرة بين الشرطة والحمايات الأمنية، يعيش عدد كبير من الخريجين لحظات مأساوية ومخيبة للآمال أمام شركة نفط ذي قار منذ أسابيع عديدة من أجل الحصول على فرص عمل بداخل الشركة أو في الحقول النفطية المنتشرة في عموم المحافظة.


وإزاء ذلك كان الخريجون قد وصلوا في لحظة تقاطع أخيرة مع العاملين في شركة نفط ذي قار، بعد أن وجدوا أنفسهم أنهم أمام وعود طويلة ولا نهاية لها بشأن تقرير مصيرهم وتوفير فرص عمل لهم من أجل التعيين على الشركة.


إعلان الشباب الخريج اليوم أمام شركة نفط ذي قار وحسم الموقف والدخول لمقر شركة نفط ذي قار، كان بمثابة الرصاصة الأخيرة التي كان يلوحون بها، لكنهم تريثوا قليلاً، وأكتفوا كعادتهم في إغلاق بوابات شركة نفط ذي قار الثلاث الرئيسية وأحرقوا الإطارات ومنعوا الموظفين من الدخول للدائرة. 


كانت بوادر الاحتجاج أمام الشركة قد حصلت في نهاية تشرين الأول عام 2019، حينما تظاهرت الوجبة الأولى من خريجي كليات الهندسة والمعاهد التقنية أمام بوابة شركة نفط ذي قار، لينتهي بهم المطاف بالحصول على فرص عمل بصفة عقود بداخل شركة نفط ذي قار، وكانت أعدادهم ما يقارب 700 خريج. 


لكن الذي حصل بحسب المتابعات، فأن "الأحزاب أدخلت نفسها في هذه الفرصة واستطاعت الحصول على أكثر من 600 عقد لأتباعها، وكانت الحصة الأكبر لإحدى الكتل السياسية الشعبية البارزة، حيث قامت بتوزيع الدرجات على أنصار الحزب، والغالبية العظمى منهم لا يملكون شهادات أو بشهادات بسيطة".


يقول كرار العبودي وهو أحد الخريجين لموقع IQ NEWS، إن "الاعتصام مستمر لحين تحقيق مطالب الشباب المعتصم منذ أسابيع، الشركة تستوعب المزيد من الخريجين ووزارة النفط عليها أن تعي ذلك، مثلما أن هناك أعداداً كبيرة من العاملين في القطاع النفطي فهذا يعني أنه يستوعب المزيد".


ويضيف العبودي، وهو خريج من كلية الهندسة قسم الميكانيك منذ خمسة أعوام، أن "وزارة النفط تمكنت من تعيين زملائنا في الوجبة الأولى، والأحزاب أخذت الحصة الأكبر من التعيينات وهو أمر غير مقبول، نحن الآن أمام قضية واحدة ولن نتراجع عنها، طالما لا أحد يستجيب لنا في ايجاد حل لمشكلتنا القائمة، سنضطر بالمرحلة المقبلة إلى إغلاق كافة الدوائر التابعة لوزارة النفط ونوقف الإنتاج أيضاً إذا تطلب الأمر".


ويتابع حديثه، "الخريجون اليوم المتواجدون أمام شركة نفط ذي قار هم خريجو هندسة وكليات العلوم والمعاهد التقنية وخريجي الادارة والاقتصاد ولهم الحق في أن يحصلوا على الوظائف، بدل الكم الهائل من اليد العاملة والعاملين الأجانب في الشركات الأجنبية في داخل المحافظة".


الى ذلك، أكد مهند علي وهو من خريجي كلية العلوم لموقعIQ NEWS، أن "هناك مماطلات كبيرة تحصل بحقنا وتسويق مستمر، مضى على وجودنا ما يقارب الشهر ولكن كل ما نراه من تصريحات المسؤولين هي مجرد حديث إعلامي لا أكثر، هناك درجات وظيفية لدى الوزارة ويمكنها أن تفسح المجال لنا بدل هذا التلاعب بالأعصاب".


وأوضح، "مستمرون في الاعتصام ونمنع موظفي شركة نفط ذي قار من الدوام لحين إيجاد صيغة حل لنا، وزارة النفط غير معنية بما يحصل للدائرة وليس هناك أي بوادر حلول بشأن قضيتنا وبالتالي نؤكد على أننا لن نتهاون ولن نتراجع وستكون هناك خطوات تصعيدية قاسية خلال الأيام المقبلة".


وبدأت احتجاجات الخريجين من الشباب أمام شركة نفط ذي قار ومصفى نفط ذي قار من مطلع الشهر الماضي، حيث تم إغلاق المصفى والشركة لأكثر من مرة ولكن دون جدوى أو الوصول لحلول ممكنة بين الطرفين، واستمر منع الدوام في الدوائر طوال تلك الفترة والتي تعطلت فيها الكثير من الأعمال بحسب عاملين في الشركة".


وفي غضون استمرار احتجاج الخريجين واعتصامهم أمام شركة نفط ذي قار، يكشف مصدر نفطي من داخل الشركة لموقع IQ NEWS، أن "استمرار إغلاق الشركة ساهم بشكل سلبي على أداء الشركة وتعطيل جملة من المشاريع المهمة المتعلقة بالجانب الصحي، منها خمسة مراكز خاصة بمعالجة مرضى كورونا في عدد من أقضية ومدن المحافظة".


ويتابع حديثه، "كذلك توقف العمل في إنشاء مركز السرطان وتوقف إنشاء طريق الشطرة باتجاه حقل الناصرية النفطي ويربطها بالطريق السريع وتوقف مشروع ربط أربعة قرى قريبة على حقل الناصرية النفطي بمنطقة الكطيعة بالكهرباء والتي لم تر الكهرباء في تاريخها وأيضاً توقف مشروع مد قرى قريبة على حقل صبة في الناصرية بالكهرباء".


ويوضح، أن "الشركة فتحت باب الحوار مع الخريجين، وتم إخبارهم بأن الشركة جهة تنفيذية وليست لديها موازنة خاصة بالتوظيف، كما أن الوزير ليس لديه اليوم أي صلاحية للتعيين خاصة وأن الموازنة لم تقر حتى الان لكي نعرف هل فيها درجات أم لا".


ورغم الحديث معهم في أكثر من مرة، كما يقول المصدر، "حول منحهم وعود بالتعيين سريعاً في حال توفر اي درجات وظيفية، مقابل أن يتم فتح الدائرة مع البقاء على خيم الاعتصام أمام الدائرة ولكن دون جدوى".

ويؤكد خريجون على أن هناك خطوات تصعيدية أخرى قادمة في حال بقيت الأمور كما هي عليه الآن، حتى في حال توقف الإنتاج النفطي في المحافظة، وهو ما يخشاه العاملون في القطاع النفطي، كما أن المشكلة لم تحصل في ذي قار فقط، بل شهدت البصرة أيضاً اعتصام خريجين أمام شركة نفط البصرة مطالبين بالتعيين.


وكشف عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النائب فاضل الفتلاوي، الشهر الماضي، عن وجود أكثر من مليون عامل أجنبي ضمن الشركات النفطية.


وقال الفتلاوي، في تصريح صحفي تابعه موقع IQ NEWS، إن "80% من حجم العمالة ضمن الشركات النفطية هي للعمالة الأجنبية و20 منها فقط للخبراء العراقيين"، لافتاً إلى أن "حجم العمالة الاجنبية في الشركات النفطية يتجاوز أكثر من مليون عامل".