بعد بابا الفاتيكان.. هل يعزز العراق فرص السلام بزيارة شيخ الأزهر؟

بغداد - IQ/ عادل المختار 

بعد نجاح زيارة بابا الفاتيكان الى العراق، وضمن خطوات الأخير، لتبوء المكانة المرموقة التي يستحقها بين دول العالم، واضافة المزيد لرصيده المتصاعد، وجه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي دعوة إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لزيارة البلاد. 


يقول عضو الأمانة العامة لدار الافتاء العراقية الشيخ سرمد التميمي لموقع IQ NEWS، إن "دعوة الحلبوسي لشيخ الأزهر تأتي بهدف استكمال خارطة طريق لسلم مجتمعي بين المسلمين أنفسهم، من جهة، ومن جهة أخرى بين المسلمين وغيرهم من الأديان الاخرى التي توجد في العراق".


ويؤكد التميمي، أن "الدستور العراقي يحمي حقوق الحريات والأديان بكل مسمياتها، وأية زيارة للعراق من قبل شخصية مهمة في العالم لها أتباع ومريدون، مثل البابا أو شيخ الأزهر تعد أمرا ايجابيا"، مشيرا إلى أن "العراق بحاجة اليوم لأن يكون محط انظار جميع مكونات واديان العالم، كونه بلدا يعيش فيه خليط متجانس من الاديان والأعراق والمدارس الفقهية".


وحول النتائج المتوقعة للزيارة، قال التميمي، إن "أهل العراق إن لم يقوموا بأمر العراق فلن يستطيع أحد آخر أن يقوم به"، مشيرا الى أن "العراق يضم قامات وهامات من مدارس فقهية ومذاهب اسلامية مختلفة، واذا اردنا إصلاح حال هذا البلد، فمن الواجب علينا دعم هذه الشخصيات المهمة التي هي بالاصل تعيش واقع هذا البلد".


ويلفت الى أن "الغاية من كل هذه الزيارات، إرسال رسائل ايجابية تطمئن أهل العراق بكل اطيافه، وهو أمر محمود".


رسالة أزهرية 


يقول الشيخ منتصر الطائي، وهو رجل دين، لموقع IQ NEWS، إن "مشاهد الاقتتال بين الشعوب يمكن أن نعزي أسباب الكثير، منها إلى الاختلافات الدينية والمذهبية التي يستغلها المنتفعون أصحاب الأجندات لتحويلها من مجرد اختلافات إلى خلافات بين متبعي هذه الأديان والمذاهب، خصوصا عند غياب الوعي وفهم الدين الصحيح وفقدان الدولة سيطرتها على فرض القانون".


ويرى الطائي، وهو مدير قناة الأنيس الفضائية، أن "أية دعوة إلى الانفتاح بين الأديان من كبار القوم الذين يملكون الرأي والقرار سيكون له الدور الكبير في وأد الفتن والحد من إزهاق الأرواح وحمامات الدم، الى جانب توطيد العلاقات الاجتماعية بطابعها الإنساني، وهذا ما نرجوه بالفعل، لما تحقق على أرض الواقع عند زيارة البابا فرنسيس النجف الأشرف ولقائه السيّد السيستاني بوصفه المرجع الديني الأعلى".


ويوضح، أن "فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب، إذا لبى دعوة كل من رئيسي مجلس النواب والوزراء العراقيين لزيارته العراق، ستكون رسالة طمأنة إلى الجانب السني، بأنه ليس بمعزل عن الجو العام للمنطقة، وهو جزء لا يتجزأ وعنصر أساس في هذا الانفتاح والحوار الديني المذهبي، الذي إن وظف بشكل صحيح ستكون للواقع العراقي صورة جميلة مختلفة في المستقبل القريب إن ألتزم بها أصحاب الرأي والقرار أيضًا".


دعوة لتقوية الأواصر


يقول نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي الدكتور محمد النوري لموقع IQ NEWS، إن "هذه الدعوة مهمة جداً، وتندرج في إطار تقوية الأواصر بين الدول العربية والإسلامية، إذا تمت الاستجابة لها، لأن الأزهر يتمتع بوسطية واعتدال بين المراكز الإسلامية، ويُعد من المراكز الدينية التي يُشار لها بالبنان".


وبين النوري، أن "الانفتاح على الأزهر أمرٌ مرحبٌ به في العراق من السنة والشيعة لوجود مشتركات كثيرة بين البلدين، وما أقدم عليه رئيسا البرلمان والوقف السني خطوة إيجابية في الطريق الصحيح".

وكان رئيس ديوان الوقف السني سعد كمبش سلم، اليوم الجمعة (12 آذار 2021)، شيخ الأزهر أحمد الطيب رسالتين خطيتين من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي تجددان الدعوة له لزيارة العراق.


جدير بالذكر، أن الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام وأشهر المساجد الأثرية في العالم الإسلامي، ويعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، ويعد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين.