أرض النار في شيخ بابا.. ازيز الرصاص لا يهدأ في حصد ارواح العراقيين (صور)

بغداد - IQ  

يسارع ابو محمد وهو مزارع ستيني الى حمل بندقيته التي يحتفظ بها منذ 30 عاما مع اثنين من ابنائه وعدد من احفاده الى تل ترابي يطل على نقاط مرابطة للجيش قرب منطقة زور شيخ بابا بعد سماعه رشقات رصاص عن بعد وهو يردد عبارة "قناص داعش استهدف ابناءنا".


ويقول ابو محمد لـIQNEWS، ان "قرى شيخ بابا والتي تتألف من عدة قرى ابرزها الاصلاح وام الحنطة في ريف ناحية جلولاء (70كم شمال شرق بعقوبة) تشهد منذ 4 سنوات نزيف دم مستمر بسبب نشاط خلايا داعش في مناطق الزور".


ويضيف "اننا نعيش في ارض النار والظروف الامنية ترغمنا على ان لا نبتعد عن السلاح وهو ملازم لنا لان غدر المتطرفين قد يكون في اي لحظة"، مستذكرا "العديد من اقاربه وابناء قريته (الاصلاح) الذين قتلوا على يد داعش في السنوات الماضية بينهم مسنين وشباب".



اما احمد عبد الله وهو مزارع من اهالي قرية ام الحنطة القريبة من الاصلاح، يؤكد ان "القرية استهدفت بأكثر من 10 هجمات في الاشهر الاخيرة بعضها بالهاونات وسقط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين"، مشيرا الى انه "لا يمر اسبوعا والا تتعرض نقاط المرابطة حول قرى شيخ بابا الامنية او المزارعين لهجوم داعشي يؤدي الى سقوط ضحايا".


ويتألف حوض شيخ بابا من 8 قرى اكبرها الاصلاح وام الحنطة وتسكنها عشائر مختلفة 70% من ابناءها يعلمون في مهنة الزراعة لاحتوائها على بساتين تعد الاكبر على مستوى مدن حوض حمرين ضمن قاطع شمال شرق ديالى.


ويضيف ان "80% من الضحايا هم بسبب القنص والعبوات الناسفة"، لافتا الى ان "زور شيخ بابا هو اكبر ملاذ لداعش في ديالى بالوقت الراهن".


فيما يشير يعقوب باسم وهو موظف حكومي متقاعد يتابع اصوات تمشيط واسعة في زور القاية القريبة من قرى شيخ بابا، الى "اصابة جندي قبل قليل بإطلاقة قنص من قبل داعش هذه المنطقة التي تعرضت الى 3 هجمات خلال اسبوع تقريبا من قبل داعش بعد فتح نقاط امنية جديدة".


ويضيف باسم ان "الاهالي في وضع نفسي صعب بظل عدم الحسم الامني مع فلول مبعثرة دفعت الكثير من المزارعين الى ترك بساتينهم واراضيهم في الاشهر الماضية خشية العبوات والكمائن"، متسائلا "الى متى تبقى ارض النار تحصد ارواح الابرياء".



فيما، يؤكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي ان "الموقف الامني في قرى شيخ بابا متابع من قبله وتم رفع عدة تقارير تبين خطورة الوضع وحجم مأساة الاهالي وهم يدفعون بين فترة واخرى دماء زكية بسبب هجمات داعش الارهابي".


ويتابع انه "قدم طلب لتعزيز ديالى بلواء من الشرطة الاتحادية لسد الفراغات وانهاء فلول داعش في قرى شيخ بابا والزور وبقية المناطق، لكن للأسف لم يجري الاستجابة حتى الان"، معتبرا "ما يحدث في شيخ بابا مؤلم خاصة وان نزيف الدم لم يتوقف وكل يوم تدفع قواتنا ضحايا".


والزور هي مفردة تطلق على مناطق تتميز بكثرة الاشجار والادغال العالية لكنها غير مأهولة، حيث تمر بها جداول مائية وتكون معقدة جدا من ناحية التضاريس.


اما النائب مضر الكروي، فقد يشير الى ان "داعش ينشط بشكل لافت في زور شيخ بابا والانتشار الاخيرة في القاية القريبة منه دفع التنظيم الى استهداف متكرر لمفارز ونقاط الجيش مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى في الاسابيع الاخيرة".


ويتابع الكروي ان "زور شيخ بابا اخطر مناطق ديالى وهي تعتبر ملاذ مهم لداعش وقياداته والدليل نشاطه في استهداف قوات لجيش والمدنيين والمزارعين الذين لديهم بساتين قريبة من الزور".


ويؤكد ان "ديالى لن تستقر في ظل وجود خلايا داعش في زور الشيخ بابا"، مشددا على "ضرورة دعم المنطقة والسعي الى استقطاب شبابها من خلال تكوين قوة امنية مدعومة من ناحية التسليح لحماية اطراف القرى والسعي الى اطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لإنهاء وجود لخلايا التنظيم".



ايوب الزيدي مراقب امني في ديالى يقول ان "زور شيخ بابا منطقة جغرافية معقدة جدا كونها تضم اشجار وادغال واحراش قادرة على اخفاء فرقة عسكرية كاملة، فما بالك بأفراد يتناقلون بين فترة واخرى"، لافتا الى ان "الزور تتحول يوما بعد اخر الى مصدر تهديد امني خاصة وان هجماتها على الجيش ارتفعت بشكل لافت خلال العام الجاري".


ويتابع ان "الزور استهدف 4 مرات بضربات جوية وتم قتل اكثر من 10 دواعش وفق معلومات امنية كما تم ضبط مخابئ كثيرة خلال عمليات جرت في الاشهر الماضية لكنها لم تزل تشكل مصدر تهديد امني كبير في منطقة ريف جلولاء وحوض حمرين بشكل عام".


ويشير الزيدي الى ان "داعش يسعى الى تحويل هذه البساتين لملاذ امن لخلاياه النائمة"، لافتا الى ان "الاهالي وخاصة في قرية الاصلاح خرجوا قبل اشهر في تظاهرة سلمية للتعبير عن سخطهم من نزيف الدماء وتم اتخاذ اجراءات في وقتها لكن عاد مسلسل النزيف مرة اخرى".