تحديث

الكاظمي: تسريب اسئلة الامتحانات الوزارية هدفه خلق بلبلة وتشويه حكومتي

بغداد - IQ  

عدّ رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، الثلاثاء (7حزيران 2022)، أن تسريب الأسئلة الامتحانات الوزارية للصف الثالث المتوسط هدفه "خلق بلبلة وتشويه" حكومته.

وقال الكاظمي في مؤتمر صحفي عقب جلسة اعتيادية لمجلس الوزراء، وتابعه موقع IQ NEWS: "وجهنا الأجهزة الأمنية بأن تقوم بواجبها في متابعة أي شخص يحاول أن يتلاعب بالأسعار، خاصة بعد أن حصل التجار على إعفاءات كمركية لكي يحافظ السوق على اسعاره".  
  
وأضاف، متطرقاً لموضوع آخر أن "حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الصحفيين، وفي العراق هناك حرية للصحافة وحرية للتعبير عن الرأي، ويجب أن نفهم كيف نستفيد من هذه الحرية، ومن رأي الإعلاميين والصحفيين بتوجيه النقد البناء لتصحيح الكثير من مسارات الدولة".

وتابع أن "السلطة الرابعة هي جزء مهم في اي مجتمع لهذا أتمنى على الصحفيين أن يساعدونا في تقديم النقد البناء الموضوعي المبني على المصلحة العامة، وليس ان يكون ضمن توجهات سياسية أو لتصفية الحسابات الشخصية"، قائلا إن "كل الدعم الذي يحتاجه الصحفيون من الدولة للوصول إلى المعلومة متوفر، ونحن جاهزون لدعمكم". 
  
وأشار إلى أن "هذه الحكومة جاءت في ظروف صعبة معقدة وعلى إثر حراك اجتماعي، حيث كان الشباب يطالبون بالإصلاح للنظام السياسي، ويبحثون عن فرصة للأمل في المستقبل. هذه الحكومة جاءت بعد أحداث تشرين واستقالة الحكومة السابقة مع انهيار أسعار النفط وانتشار وباء كورونا في أقصى درجاته، بالإضافة إلى وضع أمني معقد جداً". 
  
وأردف الكاظمي أن "هذه الحكومة وقبلنا المسؤولية رغم أن كل ظروف النجاح كانت غير متوفرة، قبلنا بالمسؤولية لكي نحقن دماء العراقيين، وهذا البلد يمر بظروف معقدة منذ أكثر من سبعين عاماً من المعاناة من الدكتاتورية، والحروب، وسوء الإدارة والفساد وهو ما أنتج وضعاً معقداً ثم أُنتجت ثورة تشرين".

وقال: "كانت مهمة هذه الحكومة، وبطلب من كل الشركاء بالعملية السياسية لهدف واحد وهو التأسيس لانتخابات نزيهة وعادلة، وقبلنا المسؤولية؛ من أجل أهلنا ومن أجل عيون العراقيين وخضنا التحدي، وأسسنا لانتخابات نزيهة وعادلة باعتراف الجميع".

واستطرد رئيس الوزراء قائلاً "اليوم يجب أن نعترف أن العراق يمر بظروف معقدة وصعبة، لكن هناك من يحاول أن يستغلها في صنع ثقافة اليأس والإحباط وجلد الذات، ومن المؤسف أن بعض القوى السياسية وبعض المؤسسات الإعلامية التابعة لها تقوم بهذا الترويج لجلد الذات، وكأنما العراق في نهاية الدنيا". 
  
وأوضح "لدينا مشكلة سياسية وانسداد سياسي وظروف صعبة، ولكن هذه العملية الديمقراطية حينما تكون فتية فإنها تمر بأزمات معقدة في التأسيس، ولا يعني أن نقبل بالظروف الحالية والانسداد السياسي، ولا نقبل أن نرى بلدنا بهذا الظرف ونبقى كالمتفرجين".

وأكد أن "الانسداد السياسي يؤثر في أداء الحكومة والدولة ومعنويات الموطنين، فيجب أن نبحث عن حل".  
  
وتابع الكاظمي قائلاً "نحتاج إلى أن نفكر بالمستقبل، وأن نتعلم من هذه الأخطاء حتى لا تتكرر لاحقاً. والبعض يريد أن يحل مشاكل البلد بطريقة شعبوية وبطريقة رد الفعل، وسبق أن رأيتم إلى ماذا أوصلت التجارب الشعبوية ببعض دول العالم". 

ورأى أن"الدولة تبنى برؤية متكاملة وتنموية، وهذه الحكومة تمتلك هذه الرؤية. ونجحنا في تطبيق البعض منها في مختلف المجالات، وقدمت المشاريع والإصلاحات، ولاقت بعض المشاريع نجاحاً بسيطاً، وبعض المشاريه يحتاج إلى الكثير من الوقت".

وشدد على أنه "يجب أن نصنع فرصة للأمل، وهناك من يحاول دائماً أن يحمل الحكومة فشل وأخطاء السابقين، واليوم تكون هذه الحكومة قد أكملت سنتين من عمرها، وفي ظروف معروفة، وهناك من يحملها وزر أخطاء 18 سنة من الطائفية وسوء الإدارة والمذهبية وتحت عناوين لمكونات مختلفة".

ولفت إلى أن "الحديث عن وجود محاصصة طائفية في العراق هو كذب، إنما الحقيقة هو وجود محاصصة حزبية تحت عنوان المكوّن، وهناك من يحمل الحكومة مسؤولية الفشل لسنوات فلماذا هذه الازدواجية؟"، مؤكدا أن "الدولة يتحمل مسؤوليتها الجميع، جميع مؤسسات الدولة، الجهاز التنفيذي، والتشريعي، والرئاسات، وحتى المجتمع المدني".

وقال إن "هناك من يحاول استغلال بعض الظروف للترويج بوجود وضع أمني سيئ، لكننا قبل سنتين كيف كان الوضع الأمني وكيف هو الآن؟"، مستدركا "نعم هناك محاولات من قبل جماعات إرهابية للحصول على موطئ قدم أو على خبر إعلامي، في مقابل هناك العشرات من العمليات اليومية التي تخوضها قواتنا المسلحة ضد الجماعات الإرهابية".


وأشار رئيس الوزراء إلى أنه "قبل شهور جرى تنفيذ عملية كان يقودها جهاز مكافحة الإرهاب البطل في الموصل، وقتل فيها 45 إرهابياً في عملية واحدة، ولدينا يومياً عمليات بالضد من الجماعات الإرهابية، ولكن هناك من يحاول الترويج لوجود وضع أمني سيئ".

وقال إن "هناك محاولات لقتل مدنيين من قبل الجماعات الإرهابية للحصول على خبر إعلامي يتيم، وفي مقابل هذا أقول إن المتاجرة بدم العراقيين هو أمر معيب وغير مقبول".

وأردف أنه "بالأمس كانت هناك عملية استباقية نفذتها أجهزتنا الأمنية في الطارمية، وألقينا القبض على بعض قادة تنظيم داعش الإرهابي. وفي شهر رمضان الماضي نفذت الأجهزة الأمنية ثلاث عمليات استباقية لمنع محاولات لانتحاريين. وكان شهر رمضان الماضي أفضل شهور رمضان التي مرّت على العراق من الناحية الأمنية منذ عام 2003".

وأضاف أن "من يريد النيل من جهود أبنائنا الأبطال في الجيش والحشد الشعبي والأجهزة الأمنية؛ لكي يحصل على مكسب سياسي، أو الحصول على إعجابات على الفيسبوك، نقول إن هذا أمر معيب. ودماء العراقيين ليست رخيصة. العراقيون يستحقون حفظ كرامتهم ومستقبلهم. ومن المعيب علينا أن نختلف في عنوان محدد لأجل تصفية حسابات سياسية".

وأكد أن "العراق دولة محورية مهمة تحتاج إلى أن تكون سمعتها الخارجية أن تكون لائقة بتاريخ العراق. وأنا أفرح حين أرى العديد من الأجانب السائحين بعد أن رفعنا التأشيرة عن مواطني الكثير من الدول الأوروبية. يأتون لبغداد وينشرون أفلاماً فديوية عن تجربتهم بالعراق ويفتخرون بها، وينقلون صورة معاكسة للصورة التي يروّج لها بعض العراقيين مع الأسف"

وخاطب رئيس الوزراء العراقيين قائلاً "إن إخوانكم في الأجهزة الأمنية يعملون ليلاً ونهاراً لحمايتكم وتوفير الأمن. وأنا أجري جولات يومية في بغداد بطريقة خاصة، وأشاهد الناس وأرصد حالات سلبية كثيرة، وفي كثير من الأحيان أرى حالات إيجابية. وهذه نحاول أن نحميها، بينما نتابع الحالات السلبية".

وأضاف "دخلنا الآن الشهر السادس من السنة بدون موازنة، فكيف ندير الدولة وما هي آلية الصرف، فهل تجيبنا الاطراف التي ترفع الشعارات الشعبوية عن كيفية الصرف، فقط عرقلة، لذلك نحن بحاجة إلى إقرار قانون الأمن الغذائي".

وأوضح أن "قانون الأمن الغذائي ليس موازنة وإنما آلية للاستفادة من الفائض المالي لدفع بعض تكاليف الدولة الطارئة، الكهرباء واستيراد الغاز ودعم البطاقة التموينية التي تهم شريحة مهمة من الشعب العراقي".

وأشار إلى أنه" لدينا خطة نفكر بها للمستقبل وهي توفير بطاقات ذكية للشرائح الفقيرة والمحتاجة تدفع لهم الأموال عن طريق هذه البطاقة ويشتري من خلالها ما يحتاجه، بدلاً من أن نفرض عليه حصة معينة، ويمكن من خلال القانون دعم الفئات الفقيرة عن طريق الرعاية الاجتماعية".

وقال إن "القانون ممكن أن يسهم في دعم بعض المشاريع الكبرى في المحافظات، فعلينا أن نستثمر في الطرق وعلى الرغم مما أنجزته الحكومة في تحسين بعض الطرق، لكن المشروع يحتاج إلى أموال كبيرة، ويحتاج أيضاً إلى أن نستثمر هذه الاموال في الصحة وفي رفع مستوى أداء التعليم وفي الزراعة".

وأكد "عندما نسعى للاستثمار ننتقد بأن الحكومة تصريف أعمال وإذا ما سكتنا عن العمل ننتقد بأن الحكومة لا تعمل شيئاً، هناك محاولات جدية لإعاقة أي عمل تقوم به الحكومة".

وفي ملف العلاقات الخارجية، قال الكاظمي إن "العراق أصبح اليوم محطة التقاء الكثير من الدول، العراق موقعه استراتيجي ويتمتع بثروات طبيعية وبشرية كلها عوامل تساعد العراق على لعب دور مهم في المنطقة والعالم".

وأضاف أن "العراق قبل سنتين أقرب لدولة شبه منعزلة، كانت هناك أزمة ثقة، اليوم استعدنا علاقات العراق مع العديد من دول المنطقة والعالم، يوم أمس كان وزيرا الخارجية الأردني والمصري في بغداد، واستضاف العراق ملتقى بغداد للتعاون الذي حضره زعماء مهمون، اليوم بغداد مدينة السلام هي نقطة التقاء ونقطة لتخفيف التوترات في المنطقة والمصالحة".

وكشف مصطفى الكاظمي أن "هناك خمس محاولات لتصفية خلافات بين الدول حصلت في بغداد، وقد سمعتم بالحوار الإيراني السعودي، وهناك حوارات اخرى وجميعها نجحت ولم نعلن عنها في حينها احتراما لطبيعة الدور السري الذي يقوم به العراق، إذن أصبح العراق نقطة للالتقاء، وتخفيف التوترات في المنطقة وهذه فيها انعكاسات على الوضع الاقتصادي العراقي وعلى استقرار الوضع الأمني".

وقال إن "الجميع بدأ يثق بالعراق وبدوره، العراق يلعب دوراً في مساعدة بعض الدول بعبور المحن الموجودة فيها".