صحيفة قطرية تتحدث عن "مغريات إماراتية" لزج حكومة عبد المهدي بالأزمة الخليجية

متابعة - IQ

نشرت صحيفة "العربي الجديد"، القطرية، تقريراً تحدثت فيه عن "سلسلة مغريات" قدّمتها أبوظبي بين عامي 2018 و2019 لبغداد، تضمّنت وعوداً بمساعدات مالية ومشاريع تنموية سريعة تنفذها منظمات إماراتية، فيما أشارت إلى أن الأخيرة تعهّدت بمساعدة عبد المهدي في التخفيف من التوتر مع الولايات المتحدة والذي تصاعد لاحقاً، في مقابل اتخاذ الحكومة العراقية موقفاً سلبياً تجاه قطر.


ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تسمه، ولا يزال يعمل في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، قوله إن "الجانب الإماراتي قدّم سلسلة مغريات لحكومة عادل عبد المهدي في سبيل دفعها لاتخاذ موقف سلبي من الدوحة"، مبيناً أنه "عندما لم تستجب الحكومة، تلاشت جميع الوعود بما فيها أنشطة إنسانية تتعلق بالمدن التي تم تحريرها من تنظيم داعش، أو وعودها التي قدمتها في مؤتمر المانحين في الكويت عام 2018".


وأضاف، أن "أطرافاً إماراتية اقترحت من بين سلسلة محاولات الإغراء تلك، التوسط لعبد المهدي في البيت الأبيض لتخفيف التوتر مع إدارة دونالد ترامب، في أكتوبر/ تشرين الأول 2018"، لافتا إلى أن "سياسياً عراقياً معروفاً حاول أداء دور ما في هذا الملف، لكن حكومة عبد المهدي رفضت التجاوب مع الموضوع والتدخل في الأزمة الخليجية لصالح طرف ما، كما أن حلفاء إيران من الكتل والقوى السياسية كان لديهم موقف رافض لأي تقارب مع الإمارات أو السعودية".


وأشار إلى "لجوء مؤسسات وأطراف إماراتية لكسب مواقف سياسيين وكتّاب وشخصيات إعلامية عراقية للغاية نفسها، ونجحت مع عدد منهم. وتمّت مضايقة عدد من العراقيين المقيمين في الإمارات بسبب زيارات سابقة لهم إلى قطر لحضور معارض أو ندوات وفعاليات مختلفة هناك، من بينهم أستاذ جامعي، واستدعى الأمر تدخل العراق للسماح له بمغادرة الإمارات، بعد سحب الأخيرة جواز سفره عند نزوله في مطار دبي، بحجة التدقيق الأمني. وهو إجراء معتمد في الإمارات بمثابة إقامة جبرية أو منع سفر المقيم".


وأكد المسؤول، أن "حكومة مصطفى الكاظمي الحالية ملتزمة بالحياد في ما خص الأزمة الخليجية، لوجود قرار سياسي من الكتل الشيعية في البرلمان بعدم الاصطفاف مع أي محور، على الرغم من التقارب الأخير من السعودية وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم بين البلدين في الأيام الماضية".


فيما نقلت الصحيفة القطرية، عن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، كريم عليوي، قوله: إنها "تفاصيل معروفة"، مبينا أن "الجانب الإماراتي أجرى محاولات عدة خلال الفترة السابقة، اطّلع على قسم منها، لزجّ العراق في الأزمة الخليجية بشكل أو بآخر، وبصور وطرق مختلفة، لكنها لاقت رفضاً حكومياً وسياسياً".


وأوضح، أن "أبوظبي سعت بطرق شتى لكنها فشلت وانتهى الموضوع"، مضيفاً أن "العراق لا يريد أن يكون طرفاً في هذه الخلافات. وهناك محاولات مماثلة جرت، وما زالت مستمرة، لجعل العراق في محور دون آخر في ملف الصراع الأميركي الإماراتي السعودي مع إيران لكنها لم تنجح أيضاً".