الغارديان تنعت ترامب بـ"المتطلب واللحوح" وتعلق: أطباؤه سيواجهون حقل ألغام
- 7-10-2020, 17:14
- دولي
- 1846
بغداد - IQ
عدت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء (7 تشرين الأول 2020) الأهمية التي حظي بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعقاقير التي استخدمت لعلاجه من فيروس كورونا دليلاً على عدم المساواة في نظام الرعاية الصحية داخل الولايات المتحدة، وفيما وصفت ترامب بأنه "متطلبٌ لحوح"، أشارت إلى أن فريقه الطبي سيخطو على "حقل ألغام" هذه الأيام بسبب طبيعته الشخصية.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير تابعه موقع IQ NEWS، "إليكم أمراً مُسلّماً به بشأن ترامب: الرئيس الأمريكي سيحصل على أفضل رعايةٍ ممكنة لإصابته بكوفيد-19. هذا صحيحٌ بالمعنى الحرفي، إذ سيكون لديه فريقٌ طبي نشط يعمل على مدار الساعة. وهذا ضروري لأي رئيس مريض".
واستدركت، "لكن في الطب، هناك العديد من الحكايات التحذيرية بشأن (متلازمة الأشخاص فائقي الأهمية)، حيث الرعاية الخاصة المُقدَّمة من قِبَلِ الأطباء للأشخاص الأثرياء والمشهورين والنافذين أو المرتبطين بالسياسة، وكيف أن ذلك لا يؤدِّي إلى أفضل النتائج الطبية".
ونقلت الغارديان عن الدكتور أندريس مارتن، أستاذ الطب النفسي في مركز دراسة الأطفال بكلية الطب بجامعة ييل الأمريكية، قوله :"في حالة الرئيس دونالد ترامب يمكنك أن ترى عملية الإنقال المضاد (أي التداخل بين مشاعر المريض والمعالج). إذا أخفقت، أو إذا أغضبته، هل سيعاملني مثلما يعامل بايدن؟".
"حقل ألغام"
سيخطو أعضاء فريق ترامب الطبي فوق حقل ألغامٍ حقيقي أثناء محاولتهم تشكيل تحالفٍ مع القائد العام، تقول الصحيفة، "وهو مريضٌ معروف بأنه مُتطلِّبٌ لحوح، ومولع بالشهرة، ويرى المرض باعتباره ضعفاً شخصياً، وينظر إلى النظام الغذائي وممارسة الرياضة نظرةً مريبة".
ونقلت الصحيفة عن الدكتور شوا كلارك، طبيب القلب الوقائي بجامعة ستانفورد الذي كَتَبَ عن المرضى المهمين، مُطلِقاً عليهم مرضى "البطانية الحمراء" في بعض المستشفيات، قوله إن "جميع الأطباء بشرٌ أيضاً. نحن نتأثر بالتحيُّزات الخاصة بنا، سواء كانت واعية أو غير واعية، ويمكن أن نتأثر بالأشخاص الذين نراهم عندما نحاول الاعتناء بهم".
وأضاف كلارك، "ينطبق هذا بالتأكيد على التعامل مع مرضى من السياسيين".
وفي مقطع فيديو التُقِطَ بعد لحظاتٍ من عودته، خاطَبَ ترامب الشعب الأمريكي وكأنه تغلَّب على المرض بالفعل. فقال، "لا تدعوه يسيطر عليكم"، ولم يكن يرتدي قناعاً واقعياً، رغم أن من شبه المؤكد أنه لا يزال ناقلاً للمرض.
وأضاف، "لا تخافوا منه، سوف تهزمونه، لدينا أفضل المعدات الطبية، ولدينا أفضل دواء".
"ترامب عُولج بثلاثة عقاقير على الأقل"
من المؤكد، تمضي الصحيفة البريطانية قائلةً إن "ترامب حظى بأكثر الأدوية تقدُّماً. حيث عولِجَ بثلاثة عقاقير على الأقل، أجسام مضادة تجريبية أحادية النسيلة من شركة Regeneron، وعقار Remdesivir المضاد للفيروسات، ودواء ديكساميثازون"، موضحةً أن "هذه العقاقير الثلاثة عادةً ما تُخصَّص للمرض الذين يعانون حالاتٍ شديدة من الإصابة بكوفيد-19، أو الحالات المُهدِّدة للحياة".
ونلفت الغارديان إلى أن "الأميركيين العاديين لن يتمكنوا من الحصول على ذلك العلاج بمزيج الأجسام المضادة من شركة Regeneron، وبالتأكيد ليس بالجرعة التي أخذها ترامب، والتي كانت أكبر بثلاث مراتٍ مِمَّا جرت دراسته".
وأقرَّ جورج يانكوبولوس، كبير المسؤولين العلميين بشركة Regeneron، بهذه المعالجة الخاصة لترامب، حسبما أوردت الصحيفة.
ووفقاً لمجلة Science الأمريكية، قال يانكوبولوس: "إذا اضطررت إلى علاج مريضٍ واحدٍ، فسوف أعطي جرعةً عالية. لكن من وجهة نظرٍ مجتمعية، ونظراً للحاجة إلى علاج أكبر عددٍ ممكنٍ من الناس، فسوف أعطي جرعةً أقل".
وشهد عقار Remdesivir نقصاً في القدر المعروض منذ شهور، وأصبح متاحاً للمستشفيات فقط للشراء من المُوزِّع، وليس من الحكومة الأمريكية، في اليوم نفسه الذي يُعتَقَد أن ترامب تلقَّى فيه أول اختبارٍ إيجابي لإصابته بكوفيد-19. أما عقار ديكساميثازون، فعادةً ما يُحجَز فقط للمرضى المصابين بأعراضٍ خطيرة.
عدم مساواة
ورأت الغارديان، أن "كلُّ هذه الرعاية الخاصة تؤكِّد عدم المساواة في النظام الطبي الأمريكي، إذ يتعيَّن على الأشخاص العاديين القفز من خلال الأطواق البيروقراطية وتحمُّل تكاليف باهظة للرعاية الصحية. لكن العلاج الخاص ليس بالضرورة صحياً للمريض الذي يُمنَح إياه".
ويقول الدكتور أندريس مارتن: "إما أن تتلقَّى علاجاً فائقاً وإما دون المستوى، لكن نادراً ما تُعامَل كمريضٍ عادي". وأضاف: "لماذا يغادر الآن؟ حسناً، إنهم لا يعالجونه جيداً. لماذا حصل على البلازما (الأجسام المضادة أحادية النسيلة) والمنشطات؟ لأنهم انتهوا من معالجته. إنها بالتأكيد ليست معالجة كتلك المعتادة". كما تنقل الصحيفة البريطانية.
وتابعت الصحيفة "يمكن تتبُّع هذا التناقض -أن المعاملة الامتيازية قد تترك الشخص المتميِّز في حالٍ أسوأ أو قد تؤدِّي إلى أخطاءٍ طبية- بعيداً في تاريخنا، وفقاً للدكتور والتر وينتراوب، أستاذ الطب النفسي بجامعة ميريلاند، الذي صاغ مصطلح (متلازمة الأشخاص فائقي الأهمية) في عام 1964".
العلاج خطير
كَتَبَ في تلك الورقة البحثية الشهيرة: "يمكن للحالات المعروفة، مثل الملك جورج الثالث ملك إنجلترا، والملك لودفيغ الثاني ملك بافاريا، أن تثبت بوضوح أن علاج رجلٍ نافذ القوى قد يكون خطيراً للغاية لكلٍّ من المريض والطبيب"، مشيراً إلى حالتين شهيرتين من حالات عدم الاتزان النفسي لملكين أوروبيَّين.
وأُشيرَ أيضاً إلى المصطلح بعد وفاة العديد من المشاهير، بمن في ذلك الجميع؛ من مايكل جاكسون إلى برنس، إلى الممثل الكوميدي الأسطوري جوان ريفرز"، ويمكن، وفق صحيفة الغارديان، أن "تؤدِّي متلازمة الأشخاص فائقي الأهمية إلى إصابة الأطباء بذهولٍ أو محاولتهم أن يكونوا دقيقين للغاية، أو أن يعتذر الكثير منهم عن مهمة العلاج، أو يأملون قدر المستطاع في إرضاء هذا الشخص البارز.".
وفي أوساط الطبقة السياسية الأمريكية، هناك أيضاً أمثلة عن علاجاتٍ انحرفت إلى نتائج سلبية، كما تبيّن الصحيفة، مشيرةً إلى أن " السيدة الأولى السابقة إلينور روزفلت فقدت حياتها بسبب نوعٍ نادرٍ من مرض السل، الذي يجادل البعض بأنه كان من الممكن اكتشافه إذا أُجرِيَت خزعة نخاع عظم مؤلمة أكثر.".
وأضافت أن "الأطباء في مؤسَّسة كليفلاند كلينك، حيث يجذب التقدير الأكاديمي الكبير للمؤسَّسة الملوك والساسة البارزين من جميع أنحاء العالم، وضعوا مبادئ للعناية بالشخصيات فائقة الأهمية، والمبدأ الأول هو (لا تغيِّر في قواعد الممارسة السريرية).
وكَتَبَ الأطباء، "بعبارةٍ أخرى، يمكن أن يؤدِّي تعليق الممارسة المعتادة عند رعاية مريضٍ من كبار الشخصيات إلى تعريض المريض للخطر"، موضحين أن "الشخص المهم يشعر بالارتياح عادةً إذا قال له الطبيب صراحةً: سأعالجك كما أفعل مع أيِّ مريض".