"أورشينا" تنفض غبار "داعش" عن سنجار بحدث نادر لم يتكرر منذ ثلاثة عقود

بغداد - IQ

من وسط الركام، أعلن الشاب العراقي "كاميران كمال"، الأربعاء، (18 تشرين الثاني، 2020)، عن افتتاح مكتبة "أورشينا" التي تعد اول مكتبة في سنجار منذ 1990، وسط التزام تام بالإجراءات الصحية نتيجة انتشار فيروس كورونا في العراق.


"كاميران كمال" قد عاد مؤخراً من النزوح الذي قضاه في إقليم كردستان العراق لمدة ستة أعوام بعد اجتياح "داعش" لمدينته عام 2014 وسط معاناة كبيرة.


ويقول كاميران في حديث لموقع IQ NEWS، إنه قرأ "خلال تلك الفترة عدداً من الكتب، وعمل في مجال الزراعة رفقة عائلته في محافظة دهوك التي عادت هي الأخرى الاسبوع الماضي إلى مدينتهم".


ويتابع، أن "حلمه بافتتاح مكتبته الخاصة تحقق، وهذا الأمر قد يراه البعض صغيراً، لكنه كبيراً بالنسبة له، وخاصة أن المشروع في سنجار الذي عانى من الإهمال الحكومي وتضرر كثيراً بسبب إرهاب تنظيم داعش".


ويمضي إلى القول: "الفكرة بدأت في العام 2015، في أول سنة من النزوح، حيث كانت الكتب رفيقة دربي، والان تحول الهدف الى بناء مكتبة عصرية متكاملة تحوي الاف الكتب، وتسهل للقارئ في قضاء سنجار الوصول الى ما يشاء منها".


ويشير إلى أنه "خلال فترة النزوح كان قد أسس مكتبة صغيرة وبسيطة في المخيم الذي عاش فيه، وقدم تلك الكتب مجاناً للنازحين وشجعهم على القرار، وكان يشتري بعض الكتب على حسابه الخاص وبعضها تُقدم له من متبرعين".


وتحمل المكتبة اسم "أورشينا" ومعناها "أرض السلام" بحسب اللغة السريانية القديمة، واسم المكتبة رسالة من صاحب المكتبة حسب قوله، إلى الجميع "بضرورة أن يتم ابعاد أي صراع عن مدينته التي مازالت تُعاني من انفلات السلاح وعدم معرفة مصير مئات المختطفين على يد تنظيم داعش".


ويهدف كمال من خلال فتحه هذه المكتبة إلى تطوير القدرات الذاتية للشباب في قضاء سنجار، وإبعادهم عن أي "محاولات لاستغلالهم بالصراعات الحزبية والدينية والسياسية والمسلحة"، كا يقول، ويضيف أن "القراءة كلما زادت، كلما قلّ التطرف، المكتبة ستكون مفتوحة للجميع".


ويلفت كاميران الى، أن "فكرته لاقت دعم وترحيب كتاب كثر، أمثال (سنان انطون، أحمد سعداوي)، ووصلته تبرعات من العراق وخارجه، وهي عبارة عن كتب بالدرجة الأساس وتبرعات مادية لغرض بناء المكتبة في سنجار".


ويضيف أنه، "بعد الإعلان عن الفكرة وتداول الموضوع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تم مباركة المشروع من معهد (غوته) الثقافي الألماني، الذي تعهد بالتكفل بترميم المكتبة وتوفير بعض الأساسيات التي تحتاجها".


"شيروان حجي سليمان" وهو أحد الحاضرين لحفل افتتاح المكتبة، يرى في حديثه لموقع IQ NEWS، أن "الخطوة مهمة جداً لقضاء سنجار، نتيجة المآسي التي مر بها القضاء، وستدعم هذه الخطوة الواقع الثقافي في القضاء"، معرباً عن أمله بأن "تكون هذه الخطوة، مفتاحاً لعودة الحركة الثقافية إلى القضاء التي تأثر نتيجة الإبادة".


"موسى حسين" شاب سنجاري يذكر في حديثه لموقع IQ NEWS، أن "افتتاح هذه المكتبة سيخفف الحمل على الشباب السنجاري في الذهاب إلى الموصل أو دهوك للحصول على كتب للقراءة، وإن الحركة الثقافية في القضاء مرت بمرحلة ركود منذ 2014 وهذا الأمر سيسهم بشكل كبير في إعادة دورانها".