عراقيات يتخذن من التسوق "فرصة لتفريغ التوتر" والباعة يفضلونهن: "الرجال لا يفهمون حاجة المرأة"

بغداد - IQ  

تقصد لمياء (44 عاما) من سكنة السليمانية السوق كلما سنحت لها الفرصة او احتاجت لامر حتى لو كان بسيطا ويمكن الاستغناء عنه إلا أنه يمثل لها فرصة لتفريغ الشحنات السلبية داخلها وضغوطات العمل ومسؤوليات المنزل وابنها الوحيد البالغ من العمر 14 عاما ايضا.


مع أو بدون


لمياء تحدثت لموقع IQ NEWS، قائلة إن "الذهاب الى السوق يعني اخذي فرصة للتعرف على نفسي اكثر وعلى مالذي احتاجه فعلا بالاضافة الى انه يمثل فرصة لاخذ وقت لوحدي دون ان يثير زوجي التوتر حول مدى احتياجه للوقت او كيفية اختيار الافضل وغيرها من امور التسوق كما وانني لا اذكر اخر مرة قصد السوق معي وتمكنت وقتها من شراء كل ماريد".


سرى(23) عاما من بغداد،طالبة كلية الطب، تخالف لمياء الرأي وتقول "تزوجت حديثا وما لفت انتباهي فعلا ان زوجي يهتم بكل اموري بشكل حقيقي فكأنني انتقلت من اهتمام والدتي الى اهتمام زوجي ولا اعتقد انني يمكن في يوم من الايام اتوجه للسوق بمفردي فزوجي يتمتع بذوق رائع كما انه يعلم مقاساتي بالضبط ويختار معي بعناية ".


زينب حسن من البصرة ( 37) من العمر لم تختلف كثيرا في رأيها عن سرى قائلة: "أعتقد أن مشاركة الاذواق أمر مهم خاصة وان متاعب الحياة قد تفقدنا القدرة على تمييز ماهو مناسب لنا لذا استعين بزوجي في العادة كلما قصدت السوق لشراء الملابس او مستحضرات العناية او استعين بإحدى صديقاتي ان كانت المشتريات تخص المواد الغذائية وغيرها".


سرود 43 عاما من السليمانية وتعمل بائعة في احدى محال مركز كاسو مول التجاري تقول لـ IQ NEWS: "افضل ان تكون زبائني من النساء دون صحبة ازواجهن خاصة وان النساء قد يمكن ان تفكر بعيدا عن هدف تسوقها ولو قليلا حين ترى البضائع المختلفة وتتمهل في الشراء، مما يتيح لنا عرض الكثير عليها واغرائها بالشراء احيانا الا ان صحبتها لزوجها او ابيها قد يجعلها في عجلة من امرها بسبب استعجاله المتكرر لها مما يفقدنا الفرصة هذه".


وتكمل سرود "الرجل لايفهم طبيعة حاجتنا للتسوق نحن نراها فرصة للترويح قليلا عن انفسنا او للتواصل مع قدرتنا على الادارة فيما يراها الرجل أمر لايحتاج الى اختيار او الى التنمق باختياراتنا هذه الامر الذي قد يؤدي الى تخريبه الرحلة بالكامل". 


دراسات عديدة


دراسة ألمانية بينت الاختلاف الواضح في سلوك التسوق بين الرجال والنساء، حيث  قال البروفيسور فيلي شنايدر، أستاذ علم التسوق، إن "سلوك الرجل في التسوق يتميز بالسرعة، إذ يدخل إلى المتجر ويحصل على ما يريد من بضائع ولو كانت كثيرة ثم ما يلبث أن يغادر المتجر".


يشير شنايدر إلى أن "مثل هذا السلوك يتميز به الأشخاص الذين يدخلون إلى المتجر وقد حددوا ما يريدونه دون إجراء أي عمليات مقارنة بين الأسعار". في المقابل، يرى شنايدر أن "النساء يحرصن على مقارنة الأسعار وكذا جودة المنتجات، وأعرب شنايدر عن اعتقاده بأن النساء في عملية التسوق يجمعن بينما الرجال يصطادون".


أما الدراسة التي أجرتها جامعة " ميتشغان" الأميركية، فرأت أن "العامل الجيني يشكل 95% من سبب حب المرأة للتسوق"، وأكدت الدراسة أن "حب المرأة للتسوق يفوق حب الرجل له، وذلك بسبب التطور الجيني الموجود في أصل كل منهما".


عون أم فرعون؟


الصحفية هناء رياض ترى، خلال حديثها لـIQNEWS، أن "ارتباط المرأة بالتسوق له علاقة بسلامها الداخلي ومدى استقرارها النفسي وقدرتها على التعبير عن حاجتها وشخصيتها من خلال اختبار ذائقتها في اختيار الألوان والأصناف والأشكال المختلفة من البضائع، وهذا لايمنع ان هناك من هي مصابة بهوس مرضي غير طبيعي".


الا ان الامر لايخلو من فرصة زيادة الأمر عن الحد الطبيعي موضة "عندما يتجاوز الأمر الحاجة الفعلية وشراء ماليست النساء بحاجة له فهنا يجب التوقف ومراجعة الذات ولا بأس باستشارة مختص نفسي لضمان عدم تحول التسوق الى هوس وعلى العموم فإن المرأة هي الأقدر على معرفة رصيد ومدخول العائلة مقابل متطلبات واحتياجات المنزل، وبالتالي هي الأكثر قدرة على معرفة ماهو ضروري وماهو غير ضروري للشراء ولا ضير من مشاركة الشريك بالامر، ان كان متعاون دون ان ينتظر اي خلل ما في ميزانية المنزل وتحميلها المسؤولية باعتبارها مصدرا لتبذير الأموال أي ان يكون عونا لها لا العكس".