شابٌ يخلط "مسحوق الأفراح" من أوراق الفاو ويصل بمنتوجه إلى الكويت وتركيا

متابعة - IQ  

 

في بلد يعاني من نسبة بطالة كبيرة يرافقها عدد مهول من الخريجين الذين يكابدون لإيجاد فرص عمل في القطاع العام أو الخاص، وجد هيثم ناظم ضالته بمشروعٍ يحاكي اختصاصه الأكاديمي ويوفر له لقمة عيش مناسبة له ولأطفاله الأربعة.


يبدأ الشاب البصري من قضاء الفاو قصته مع الحناء قائلا في تصريح لموقع IQ NEWS: "بعد تخرجي عام 2014 طرقت كل الابواب من اجل ايجاد فرصة عمل سواء في المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص إلا أنني لم اجد الفرصة هذه، لذا فكرت باستغلال تخصصي الأكاديمي وأنا خريج بكالوريوس هندسة زراعية - جامعة البصرة لافتتاح مشروع خاص بي ولم يكن امامي الا استغلال البيئة التي حولي والكل يعلم أن الفاو تشتهر بنبات الحناء الذي تستخدمه النساء لشعرهن".


يكمل هيثم قائلا: "كانت البدايات بسيطة، صرت آخذ أوراق الحناء من الفلاح وأقوم بطحنها وبيعها الى ان تطور الامر وصولا الى تنويع مصادري بالاضافة الى انتاج مايقرب الـ300 كيلوغرام أسبوعيا من الحناء المطحونة الجاهزة للاستخدام".


مشروع يكبر


مشروع الشاب هيثم والذي هو من مواليد 1990 تحول من 20 او 30 كيلو حناء مطحونة وجاهزة للبيع الى معرض فدك الزراعي الذي يختص ببيع اسماك الزينة والمستلزمات الزراعية وأنواع مختلفة من البذور والعسل والتمر ونبات الخريط وماء اللماح كما وتصل مبيعاته إلى الدول المجاورة: الكويت تحديدا وتركيا أيضا.


ويطمح هيثم الى المزيد وصولا الى تعريف العالم اجمع بماهية نبات الحناء وكيفية استخدامه وفوائدة التي لاتعد ولاتحصى قال" الحناء التي انتجها وصلت الى المحافظات العراقية أجمع الا ان البصرة وبغداد والنجف والسماوة والحلة وكربلاء هي الاكثر طلبا خاصة وانني أصنع منتجي من نبتة الحناء اللي تنمو ببيئة تربتها ومناخها مناسب جداً وهي طبيعية ١٠٠٪ من دون إضافة أي أصباغ صناعية لها".


وتزرع شجرة الحناء في مطلع نيسان من كل عام على أن تجنى أوراقها كل أربعين يوما، إذ تقوم النساء الفاويات بخرط الأوراق وتجمع في أمكنة جافة بعيدا عن أشعة الشمس كي لا تفقد صبغتها فيما يعمد الكثير من اهالي القضاء ومحافظة البصرة عامة إلى زراعتها في حدائق المنازل لإستخدامها كطريقة طبيعية لتلوين الشعر باللون الاحمر القاني او اضافة مواد اخرى لإكسابها تدرجات مختلفة من اللون الاحمر.





مميزات عدة 


وعن المشروع الذي تطور الى التوصيل للدول الاخرى يتحدث هيثم عن مميزات منتجه وكيفية التسويق له: "بدأت عندي فكرة تسويق الحناء لعدة أسباب منها شهرتها على مستوى العراق والوطن العربي ولشهرة المنطقة بهذا النبات أيضا بالاضافة إلى أن المنتج الذي أصنعه هو طبيعي وخال من اية إضافات والذي يميزها خاصة وان حنة الفاو الاصلية هي نوع واحد فقط ولكن الاختلاف يكون عادة بالجودة وعدم خلطها بمواد أخرى للتلاعب بالوزن مثلا كما وانها، أي حنة الفاو، تتميز باللون الاخضر والرائحة القوية والصبغ الثابت حيث تباع كوصفة كاملة لتحسين الشعر ومنع التساقط".

"حنة" للأفراح


كان الاعتماد على الحناء في الزمن الماضي، من قبل النساء ولا سيما في الأفراح مادة أساسية للزينة، ويربتط بمناسبات كالأعياد والأفراح والزيجات، ولا يقتصر استخدامه على الشعر، إذ يستخدم في رسم نقوش بسيطة، في راحة اليد وأطراف الأصابع، ولاحقا تطور بتأثير من الطرق الخليجية عبر شاشات التلفاز في التزيين باستخدام الحناء إلى نقوش صعبة ومعقدة ذات جمالية عالية. وتمتنع الجنوبيات من وضع الحناء في شهري محرم وصفر الهجريين، لارتباطهما بوفيات أئمة أهل البيت.