طيارو العراق "ناقمون": الفساد في شركة الخطوط الجوية لم يعد محتملاً و"المواجهة ستقع"

بغداد - IQ  

يشعر قسم كبير من طياري وموظفي الخطوط الجوية العراقية بأن "الفساد" و"إهمال حقوقهم"، وصل حداً لا يمكن السكوت عنه، لذلك كتبوا بياناً ضمنّوه 17 مطلباً وهددوا بالإضراب العام مطلع الشهر القادم ما لم تتم الاستجابة لهم، كما يقول بعضهم. 


وذكر بيان باسم "رابطة الطيارين العراقيين"، أوردته قبل أيام، أن بعض تعاقدات الشركة أدت لخسائر مالية فضلاً عن التنازل لشركات خاصة محلية وأجنبية تتوقف بموجبها الخطوط الجوية العراقية عن تنفيذ رحلات إلى وجهات عدة. 


كما طالب البيان بالتراجع عن إلغاء عقد نظام "PSS" المتعلق بخدمة الركاب وحذر من توقف الخطوط الجوية العراقية عن العمل نهائياً يوم 28 شباط المقبل بسبب ذلك، والتحقيق في عقود بينها واحد يخص الإعاشة تنطوي على "فساد إداري" وإعادة ملايين الدولارات للشركة هي الآن بذمة وكلاء، قبل أن تفلس. 


ودعت "رابطة الطيارين العراقيين" أيضاً إلى التحقيق في أسباب توقف الخطوط الجوية العراقية عن تسيير رحلات نحو وجهات حيوية مثل كوبنهاغن وستوكهولم والسفر من مطار النجف إلى دبي ومن مطار أربيل إلى طهران ومن السليمانية إلى إسطنبول، وكذلك رحلات الحج والعمرة، وأكدت أنها رحلات مربحة، وأيضاً إغلاق مكاتب للشركة عدوّها غير مجدية. 


وتوعد الطيارون والموظفون بالاعتصام داخل مطار بغداد وعدم تنفيذ أي رحلة صباح يوم الثلاثاء القادم مالم تنفذ مطالبهم هذه. 

 
"المواجهة ستحصل يوم الثلاثاء. ما نطالب به هو حقوق الطيارين وحقوق شركة الخطوط الجوية"، يقول الكابتن الطيار ياسر حلمي لموقع IQ NEWS. 


ويؤشر هذا الطيار خللاً في سياق العمل الحالي داخل الشركة، وهو يأمل الوصول إلى نتائج إيجابية عبر موقف الرابطة و"دون خسائر" يتحملها المسافرون نتيجة توقف الرحلات. 


"لا نريد أن يتجاهلوا كلامنا وأن يستمعوا لمطالبنا. ليس لدينا أي ارتباط سياسي أو غيره وكل ما نطالب به هو لمصلحة الخطوط الجوية العراقية"، يقول. 

 


في العام الماضي، قدّمت لجنة الخدمات النيابية في البرلمان تقريراً حول نتائج تحقيق موسع أجرته حول شركة الخطوط الجوية العراقية، وخلص إلى "استشراء" الفساد المالي والإداري وغرقها بالديون جراء "وجود أطراف داخلها يعملون لمصالحهم الشخصية واستحوذوا على ميزانيتها المالية". 


وتوصل المشرعون الذين أجروا التحقيق، إلى أن سبب توقف رحلات الخطوط العراقية إلى أوروبا يعود لـ"صفقات مشبوهة" مع شركات أجنبية لنقل المسافرين العراقيين بواسطة طائرات عراقية لقاء عمولات، كما أشاروا إلى إبرامها عقداً غامضاً مع شركة تركية يتضمن إنشاء مركز لصيانة الطائرات وعدوه "خطراً أمنياً وتقنياً أفقد العراق ملايين الدولارات". 


"مؤثرات حزبية حالت دون المحاسبة" 


يقول جاسم البخاتي، رئيس لجنة الخدمات النيابية في البرلمان السابق، الذي وقع على نتائج التحقيق بصفته رئيساً للفريق، إن ما يطالب به الطيارون والموظفون في شركة الخطوط الجوية العراقية اليوم، جميعه ذُكر في التقرير العام الماضي "لكن للأسف حالت المحسوبية والمؤثرات الحزبية دون مكافحة الفساد". 


ويضيف في حديث لموقع IQ NEWS، إن القسم الفني في الشركة "فيه مشاكل وفساد مستشر ومتراكم وكبير يتركز في عمليات الصيانة وكذلك الممثلين والمراقبين في المطارات ويتعاملون بالأموال العراقية، وضبطنا ضمن التحقيق متعهدين في إيران وتركيا ومصر ودول أخرى". 


في البحرين وحدها، وجد المشروعون الذين أجروا التحقيق "58 ألف كارت سفر مزور مثلاً، ولا نتوقع حركة السفر بين البلدين بهذا الحجم"، يقول البخاتي مشيراً إلى أن "ضمن المشاكل الأساسية التي شخصناها في ذلك الحين هو التعاقدات مع الشركات التركية".  


وبحسب مصدر في سلطة الطيران المدني العراقي، فإن جلسة طارئة ستعقد يوم غد بحضور وزير النقل لـ"بحث تفاصيل الأمر وستصدر قرارات مهمة بعد الاجتماعات".