غرامات "وهمية بلا وصولات".. عراقيون يشتكون "سرقات" المرور: "سيارتي في الديوانية ومخالفتي ببغداد"

بغداد - IQ  

منذ تداول مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وصلاً إلكترونياً يظهر فرض غرامة مرورية على سائق سيارة أجرة بلغت 215 مليون دينار، في الأيام القليلة الماضية، حتى بدأت الشكاوى المماثلة من جانب مواطنين وسائقي سيارات أجرة تتوالى.


يومها، عندما جرى تداول الوصل الإلكتروني لفرض الغرامة الباهضة على سائق سيارة الأجرة وهي من نوع "سايبا"، قالت مديرية المرور العامة إن السبب يعود لخلل تقني في أنظمة إدخال الغرامات على المنصة الإلكترونية الخاصة بها، وإن الغرامة الحقيقة لمخالفة سائق "السايبا" هي 50 ألف دينار فقط.


"لم نصل هذا المكان قط لنغّرم فيه!"


حتى الآن، كتب العديد من العراقيين، وخاصة سكان بغداد، شكاوى على مواقع التواصل، يقولون فيها إنهم تفاجأوا عندما دخلوا منصة الغرامات المرورية، بفرض غرامات على سياراتهم بحجة مخالفة قواعد السير أو الوقوف في أماكن ومناطق لم يسبق أن دخلوا إليها بسياراتهم.


"مصادفةً اكتشفت أنَّ هناك مخالفةً مسجلةً لسيارتي في موقع غرامات مديرية المرور بمبلغ (مئة ألف دينار)"، كتب الأكاديمي عبد الخالق حسن، على صفحته في فيسبوك"، مبيناً أن "نوع المخالفة المحررة يقول إنني ركنت سيارتي في مكان يمنع فيه الوقوف في ساحة التحرير في شهر (11) 2020".


لكن، يوضح: "المشكلة أنني نادراً ما أمر من ساحة التحرير تجنباً لازدحاماتها ولأنَّ أغلب طرق عملي لاتمر في الساحة،ولم أركن سيارتي يوماً هناك"، ويتساءل: "على فرض أنني ركنت السيارة في المكان الممنوع، لماذا لم تحرر لي ورقة غرامة تبلغني بالمخالفة التي تتراكم مبالغها وتتضاعف حين يتأخر الدفع؟".


ويرى حسن أن "تطبيق القانون يفترض أن يكون بشكل رسمي وليس بهذه الطريقة التي ليس لها تفسير سوى أنها مسألة تجارية تبحث عن الارباح باستغفال الناس".


"غرامة وقوف في الشورجة التي لم أدخلها منذ سنوات"


آخر مرة دخل فيها الشاعر والصحفي علي وجيه منطقة الشورجة وسط بغداد، كما يقول، هي عندما كان طالباً في الصف الثاني المتوسط، وكان يرافق والدته لشراء ملابس، وهو الآن في العقد الثالث من عمره.


وكتب على صفحته في فيسبوك، اليوم (15 أيلول 2021)، أنه بحث في منصة الغرامات المرورية الإلكترونية فوجد مخالفة بحقه لوقوفه بسيارته (اشتراها قبل أشهر) في مكان ممنوع الوقوف فيه داخل منطقة الشورجة، والآن يتوّجب عليه دفع غرامة مقدارها 100 ألف دينار.


يؤكد وجيه أنه لم يدخل هذه المنطقة ومقترباتها، وعندما يذهب إلى شارع المتنبي القريب من هذه المنطقة، فإنه يترك سيارته في "كراج"، مشيراً إلى أن هذا الأمر تكرر مع أشخاص آخرين، وبينهم أصدقاء له وجدوا غرامات مرورية مسجلة عليهم في مناطق لم يزورها قط.


"عندما كنت مع سيارتي في الديوانية، حرروا لي مخالفة في بغداد"


أسفل منشور علي وجيه على فيسبوك، علّق شخص يدعى "فؤاد علي الوحاش"، وكتب "لديّ مخالفة مرورية في شهر كانون الأول عام 2019 في ساحة عباس بن فرناس (في بغداد)، لكن في اليوم ذاته كنت خفراً في مستشفى الديوانية التعليمي لمدة 24 ساعة، وسيارتي معي داخل المستشفى".


المرور العامة: ليعترضوا


في المقابل، يقول المتحدث باسم مديرية المرور العامة، العميد حيدر كريم، إن الغرامات المالية تفرض على مخالفي أنظمة وتعليمات المرور، وهي واجبة التطبيق، فهناك غرامات تفرض على السيارات التي يتوقف سائقيها في أماكن ممنوعة أو يسيرون عكس الاتجاه أو يكون زجاجها مظللاً.


ويضيف في حديثه لموقع IQ NEWS، أن بعض المخالفات تفرض على سيارات متوقفة في الأماكن التي يمنع الوقوف فيها لكن سائقها غير موجود، لذلك ليس من المعقول أن تنتظر مفرزة المرور ساعات طويلة حتى مجيء السائق.


ووجه المدير العام لمديرية المرور العامة، بتضمين مواصفات العجلة في الغرامات التي تحرر بغياب السائقين وتفاصيل المخالفة لتفادي المشاكل التي قد تحصل لاحقاً، وفق المتحدث باسم المديرية.


ويقول إن "بعض المواطنين يرتكبون ماخلفة مرورية في مناطق معينة من حيث لا يشعرون، وعندما يراجعون دائرتنا فإنهم يتفأجون بوصل الغرامة. في بعض الأحيان يصرّ المخالف على الإنكار لكن الوصل يثبت"، مضيفاً "بإمكان المواطنين الذي لديهم اعتراضات أن يتوجه إلى شعبة الغرامات في مديرية المرور من أجل التدقيق، لأن حدوث الخطأ الفني ممكن في بعض الأحيان، وعندنا تحذف الغرامة من قيد المركبة".