من النزوح الى خيمة في الأطلال.. الشقاء يطبق على "جسو" في سنجار (صور)

سامان داود - IQ


جالساً في خيمة أمام داره المهدم، يقارن "جاسم شفان ئيزيدين" ماضيه بحاضره، فقبل 6 سنوات كان يسكن في منزل متكامل في قرية صفو شرق قضاء سنجار بمحافظة نينوى، لكنه اليوم يعيش في خيمة بنفس المكان.


"جاسم" أو "جسو" كما يُلقب، مواطن عراقي من الديانة الإيزيدية يسكن في قرية صفو شرق قضاء سنجار بمحافظة نينوى ويكسب لقمة العيش من خلال العمل بالأجر اليومي، لكنه ترك منطقته ونزح رفقة عائلته إلى إقليم كردستان عقب سيطرة تنظيم داعش على المحافظة في حزيران 2014، حيث استباح دماء وأملاك أبناء هذه الديانة وارتكب إبادة جماعية بحقهم مع دفن الكثير منهم أحياء وبينهم نساء.


"6 سنوات قضيتها في مخيم بإقليم كردستان.. عاطلاً عن العمل ولا يوجد مصدر رزق متاح، ثم ومع تفشي جائحة كورونا في الإقليم يرافقه الخوف الدائم من حوادث احتراق الخيم، عدت إلى منزلي في سنجار فوجدته مهدماً"، يقول "جسو" لموقع IQ NEWS.



"جسو" من مواليد 1989 وهو متزوج ولديه طفلتين، وفي الخيمة المجاورة لخيمته في قرية صفو شرق قضاء سنجار، يسكن والده مع 8 أفراد آخرين من العائلة "لا نملك أي راتب ولا يصلنا دعم من الحكومة أو المنظمات"، كما يوضح.

يأمل "جاسم شفان ئيزدين" أن تشرق عليه الشمس في يوم ما ويكون بإمكانه إعادة بناء منزله، ويناشد لمساعدته في ذلك وتوفير وظيفة له تؤمن معيشة جيدة لعائلته.


"500 عائلة ظروفها مثل جاسم"


يكشف الناسط الإيزيدي سعد حمو عن عودة حوالي 6704 عائلة إيزيدية إلى قضاء سنجار بعد تفشي فيروس كورونا في إقليم كردستان مشيراً إلى أن "هذه العوائل عانت هناك من قلة فرص العمل وظروف صعبة في 

المخيمات، كما ينخرط العديد من ابنائهم في صفوف القوات العراقية".


ويلفت حمو خلال حديثه IQ NEWS، إلى وجود أكثر من 500 عائلة تعيش في ظروف مماثلة لظروف جاسم، "دون أن تحظى بأي دعم يذكر"، مبيناً أنها تعيش في القرى القريبة من جبل سنجار وفي تل قصب ومركز المدينة، و"ما تقدمه المنظمات لهم لا يفي بالغرض"


ويضيف أن "أغلب المناطق في سنجار تفتقد الخدمات الأساسية خاصة في جنوب القضاء وكذلك ناحية القحطانية الواقعة ضمن قضاء البعاج التي عاد إليها أكثر من 500 عائلة وهي تفتقد الآن للماء والكهرباء".


في التاسع من تشرين الاول الجاري وقعت بغداد وأربيل اتفاقية باسم "اتفاقية سنجار" لتطبيع الأوضاع في القضاء المتنازع عليه بين الطرفين، ويتضمن إنشاء قوة شرطة محلية قوامها 2500 عنصر وبدء حركة الإعمار في المدينة وتنظيم عودة النازحين الإيزيديين البالغ عددهم أكثر من 300 ألف نازح يسكنون في مخيمات بإقليم كردستان منذ 6 أعوام.


وفي (28 تشرين الأول 2020)، أعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق، خلو محافظتي بغداد وكربلاء من مخيمات النازحين، فيما أكدت "قرب" إغلاق 5 مخيمات في محافظات أخرى، من أصل 37 مخيماً متبقياً في عموم العراق.