"كورة النار" تخمد بعد قرنين.. صناعة الفحم تندثر في محافظة عراقية

بغداد - IQ  

كشف مسؤول حكومي في محافظة ديالى، الثلاثاء (8 حزيران 2021)، عن اندثار صناعة الفحم في مناطق المحافظة، قائلا إن "كورة النار التي تصنع الفحم اخمدت لهيبها للابد بعد مضي قرنين".


وقال مدير ناحية العبارة (20كم شمال شرق بعقوبة)، شاكر ملا جواد التميمي في تصريح لموقع IQ NEWS، إن "12 منطقة في ناحية العبارة تصنع الفحم ابرزها زاغنية وبودجه والكبة وصولا الى المخيسة وهي قرى زراعية واسعة تشتهر بالبساتين الكبيرة"، لافتا الى ان "صناعة الفحم تعود لأكثر من قرنين مضت وتعمل بها أسر توارثت المهنة من الاجداد الى الابناء والاحفاد".


واضاف التميمي، أن "قرى العبارة، هي الميناء الذي يزود، لعقود طويلة، مناطق ديالى وبغداد وحتى محافظات جنوبية، بالفحم وبكميات كبيرة، لأن المواد الاولية، وهي الخشب بمختلف انواعه، متوفرة وبكثرة بالإضافة الى وجود خبرات متراكمة تعود لعشرات السنين".


واشار الى أن "صناعة الفحم يعتمد بالأساس على الكورة النارية وهي حفرة في باطن الارض لعدة امتار تضع بها الاخشاب بشكل متناسق ثم يجري اغلاقها بإحكام قبل ان تحرق الاخشاب بشكل تدريجي مع المتابعة لعدة ايام قبل ام تتحول الى فحم من النوع الجيد والمرغوب من قبل المطاعم والمقاهي وحتى المنازل السكنية مؤكدا بان الكور النارية اخمدت الآن اخر نيرانها بعد مضي قرنين على لهيبها المتصاعد الذي يرى من مسافات بعيدة بسبب الادخنة المنبعثة منها".


واشار الى ان "صناعة الفحم اندثرت في أهم موقع في ديالى لأسباب متعددة ابرزها قلة استخدامه وتتدفق المستورد بكثافة وغزارة وبأسعار زهيدة  بالإضافة الى ان المهنة تحمل تداعيات مرضية خطيرة لأصحابها بسبب الابخرة والدخان المتصاعد، الذي يضطرون لاستنشاقه لساعات طويلة".


وتابع، ان "صناعة الفحم هي واحدة من صناعات عديدة فقدتها مدينة العبارة، وديالى بشكل عام بعد 2003 وبقيت الكور مجرد ذكرى بعدما كانت مصدر رزق عشرات الاسر لعقود طويلة".