#جيل_تشرين كما رأته احدى الصحف العربية ..

"دولتيون".. صحيفة عربية تسلط الضوء على جيل عراقي جديد يؤمن بالدولة والمرأة

بغداد - IQ  


سلطت صحيفة السفير العربي البيروتية، عبر مقال لها، الضوء على التحولات التي رافقت اندلاع انتفاضة تشرين العراقية في الأول من تشرين الأوّل / أكتوبر من العام 2019، وكيف نجحت بتغيير الكثير من المفاهيم السياسية والاجتماعية التي تتعلق بالسلطة والسياسة والمجتمع والعائلة.


ويقارن كاتب المقال، الصحفي عمر الجفال، عبر مقاله الذي يقارن فيه بين الجيل الجديد وما سبقه من خلال صورة شقيقه الصغير، قائلا "برز جيل مختلف يحمل نفساً أطول في مقارعة السلطات، هو جيل لم يعرف سوى النظام الذي أُرسي بعد احتلال بغداد في نيسان أبريل عام 2003، وهو الجيل ذاته الذي عاش تفتّت الهويّة الوطنية الجامعة، وانهيار المنظومة القيمية، وعاصر مدن العراق في أكثر مراحلها بشاعة وعسكرة، وهو جيل لا يعرف من يمارس العنف في البلاد، ولا يُشارك في السياسة، لأن السياسة، على ما يُفسّرها، محتكَرة من قبل مجموعة تسكن في المنطقة الخضراء المُحصنة بالجدران الكونكريتية والأجهزة الإلكترونية المتطورة، وتتصرّف بمعزل عن متطلبات مجتمعها، ولذلك فهو يبغض الأحزاب.. جميعَ الأحزاب".


ويستطرد أن "أحوال المرأة تغيرت قليلاً عن الأحوال التي كانت عليها في جيل آبائنا، فقد بدأت بالعمل، وصارت السيارات التي تقودها النساء في الشوارع المزدحمة كثيرة، صار بإمكانها طلب الطلاق إذا ما تعنّفت، ومع ذلك، فقد ظلّت تحت سلطة الرجل وسطوته، إذ أنه ورغم كفاحها لأجل حقوقها فإن ما حصلت عليه جرى برضا الرجل قبل أن يكون انتزاعاً منه. ظلّت صحافة جيلنا تكتب عن النساء كـ"معاونات" للرجل، وليس كفاعلات.. إلا أنه مع الجيل الذي تظاهر في تشرين الأول أكتوبر 2019، بدا جيلَ نساء عراقيات مُغايراً تماماً. قادت النسوة الصفوف الأمامية للتظاهرات في أكثر المناطق عشائرية مثل ذي قار والبصرة والديوانية، وبنت أطواقاً بين القوات الأمنية والتظاهرات للحفاظ على السلميّة كما جرى في الناصرية. وحتّى النساء اللواتي سيطرت عليهن الذكورة ومنعتهن من الخروج، شاركن بما يستطعن لدعم التظاهرات، فتبرّعت الفقيرات منهن، العاملات من المنازل، بنصف إيراداتهن القليلة لتأمين الطعام والعلاجات للمتظاهرين، واستعملت أُخريات (لبسن الزي العربي) أعراف العشائر لدفع شيوخها إلى عدم مهادنة السلطات، وأخريات حرضن رجال العائلة للخروج إلى الساحات".


ويخلص الى أن جيل أخيه الصغير "يدرك أن ما نجح هو ثورتهم الاجتماعية، وإمكانيتهم في السيطرة على المجال العام، واستطاعتهم على التحشيد. يفهم أيضاً أن ما جرى هو خسارة، وأن الدم الكثير الذي سال ما كان يجب أن يسيل. في الأوّل من تشرين الأول أكتوبر الماضي، وضع أخي صورة تجمعه بصديق قتل في التظاهرات، وكتب "الثورة تصير حتى نعيش حياة أحسن مو نموت".. لقد أظهرت الحوارات التي أجريتها مع الشبّان المتظاهرين أنهم دولتيّون أو مناصرون لقيم الدولة، بينما السلطة الحاكمة هي ضد الدولة، أو حتّى معادية لها، لأنّها، وهذا أبسط مثال، لا تؤمن بالأجهزة الأمنية الرسمية، وتملك أغلبها -وحتّى رجال الدين الكبار- فصائل مسلحة لتدافع عنها. وهذه الفصائل المسلحة جرى تأسيسها ليس لدرء خطر خارجي، وإنما، وبالأساس، للسيطرة على المجتمع".