الأنباريون يشعرون بالاستفزاز ويسألون عن "الدولة"

"الكتائب" تكذب "الخلية": الرتل ذو الزي الأسود واللثام لم يقصد القائم.. بل انتشر في الكرمة

  • 6-02-2022, 22:50
  • أمن
  • 3791

بغداد - IQ  

أثار دخول قوات خاصة تابعة لفصائل مسلحة منضوية في الحشد الشعبي، إلى محافظة الأنبار اليوم (6 شباط 2022)، مخاوف وتساؤلات وشكوك لجهة توقيت وآلية والطريق الذي سلكته تلك القوات.  


وأظهرت صور ومقاطع مصوّرة تداولتها وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي نحو 20 عجلة شبه عسكرية تحمل مقاتلين أغلبهم يرتدي زياً أسود ويضعون اللثام على وجوههم مع أسلحة رشاشة ثقيلة وخفيفة وقاذفات "RPG"، وهم تابعون لــ"كتائب حزب الله".  


وارتاب كثيرون في حقيقة المهمة الموكلة لهذا الرتل بسبب تحركاته التي بدت غريبة، فهو أوّلاً تحشد عند المدخل الشرقي للأنبار ثم شق طريقه في وسط المدينة سالكاً الشارع الذي يؤدي إلى الفلوجة حيث يوجد قضاء الكرمة، مسقط رأس محمد الحلبوسي رئيس البرلمان ومقر سكنه، وهي من المناطق التي تتولى الشرطة وقوات الجيش تأمينها منذ سنوات.  



وقيل في الساعات الاولى، إن ما يحمله الرتل عبارة عن تعزيزات عسكرية متوجهة إلى مواقع "الكتائب" في مدينة القائم الحدودية من أجل استبدال المقاتلين المتواجدين هناك وهي الرواية التي تبنتها أيضاً خلية الإعلام الأمني.  


ومنذ إعلان نتائج الانتخابات وبدء حراك التفاهمات السياسية وانعقاد الجلسة الأولى للبرلمان واختيار الحلبوسي رئيساً له بأغلبية الأصوات، يتهم أشخاص، بعضهم سياسيون وآخرون يمتهنون "التحليل السياسي" وتربطهم صلات بكتائب حزب الله، الحلبوسي بتهم شتى لتحجيم تحالفاته السياسية في الوقت الذي تأزمّت فيه الخلافات، ولا تزال، بين القوى الشيعية.  


وروج هؤلاء، ومعهم منصات إعلامية مؤيدة، مزاعم تحدثت عن دخول قوات تدعى "(أشباح الصحراء)" إلى بغداد الشهر الماضي، وقالت إن هذه القوات، التي لا وجود واقعي لها، "مرتبطة" بالحلبوسي، وهو ما نفت وجوده وعدته "ضحكاً على البسطاء" مصادر مقربة من الأخير وكذلك تحالفه "تقدم "بشكل رسمي.  


"(أشباح الصحراء) قصة مفبركة هدفها خداع البسطاء من الناس، وإيهامهم بوجود قوات شبيحة طائفية منتشرة في الصحراء، وهي قصة مثيرة للسخرية"، قالت المصادر يومها، بينما تتالت عمليات استهداف مقار حزب الحلبوسي في بغداد ومن ثم قصف منطقة الكرمة حيث يسكن رئيس البرلمان ما تسبب بإصابة شخصين أحدهما طفل.  


ورأى سكان الأنبار، وشيوخ عشائرها، في تحركات الرتل التابع لـ"كتائب حزب الله" أمراً غريباً "ينطوي على نوايا غير جيدة"، تصل حد القتل والاختطاف، وهو ما ذكره الشيخ القبلي المعروف أحمد أبو ريشة في بيان أورده قبل ساعات.  


هذه الريبة عززها تناقض بيان خلية الإعلام الأمني مع بيان للمتحدث باسم "الكتائب" جعفر الحسيني، فالأولى قالت إن الرتل "تابع للأبطال في الحشد الشعبي ويحمل مقاتلين ملتحقين بالواجب بعد انتهاء إجازاتهم الدورية وفي طريقهم إلى قضاء القائم"، لكن الحسيني أشار إلى أن القوة "انتشرت في قضاء الكرمة لوجود معلومات تفيد بنية داعش دخول المدينة".  


ويقول مصدر مطلع لموقع IQ NEWS، إن "كتائب حزب الله خططت منذ أكثر من شهر للانتشار في الكرمة، وإن الرتل الذي دخل الأنبار اليوم قدِم من منطقة جرف الصخر شمالي بابل".  


ويضيف، أن "الحديث عن توجه عناصر الرتل إلى القائم لينتشروا بدلاً عن زملائهم المتواجدين هناك غير صحيح، فقبل فترة قصيرة جرى تبديل عناصر كتائب حزب الله في القائم بوجبة بديلة".

  

امتعاض واسع.. وتحذير  


"حركة مستفزة وغير مقبولة ولن نسمح بتكرارها"، علّق مجلس شيوخ محافظة الأنبار على دخول القوة العسكرية للمحافظة، ودعا، في بيان أورده قبل قليل، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى "تحمل مسؤولياته القانونية بضبط تحركات الجهات التابعة (لسلطته)". 

 

وانتقد المستشار الأمني لمحمّد الحلبوسي بيان خلية الإعلام الأمني الذي ادّعت فيه توّجه الرتل إلى القائم، ووصفه بـ"المنافي للحقيقة"، وعدّ أنه "كان الأجدر بهم (القيادة العسكرية العليا المسؤولية عن الخلية) محاسبة الجهات التي تتحرك خارج سلطة الدولة ودون موافقة العمليات المشتركة وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة".  


وأيضاً، قال النائب عن الأنبار هيبت الحلبوسي إن وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة أكدتا بعد الاتصال بهما إنهما لم تعطيا موافقة بدخول الرتل إلى المحافظة وحذر من مغبة ذلك على الأمن في المستقبل.