"الموت يصاحبهم".. IQ يدخل عالم أخطر مهنة يعيش أصحابها بخفاء تام

ديالى - IQ  

عمل محفوف بالمخاطر ويتطلب جرأة استثنائية والكثير من الشجاعة زد على ذلك احتمال الموت في أية لحظة والعيش بأسماء حركية، كل ذلك يجتمع في دور مهم يسهم في مواجهة الإرهاب والدخول إلى مخادعه. 


"الدليل"، بلا شك هو عنصر حاسم تستعين به القوات الأمنية للتنقل في المواقع ذات التضاريس الصعبة والجغرافيا المعقدة، بغية ضمان الوصول إلى الاهداف المهمة وضرب الإرهاب على حين غرة، لكن ماهو الثمن إزاء ذلك؟ وماهي دوافعهم؟ وماهي حكاية "الملثم"؟ وكيف يتعاملون مع مواقف تضع حياتهم على المحك؟ 


شجعان وجريؤون  


يقول الناطق باسم محور ديالى للحشد الشعبي صادق الحسيني في حديث لموقع IQ NEWS، "يتم بالفعل الاعتماد على دليل محلي بسبب اعادة الانتشار بين المناطق بين فترة واخرى وتعقيدات التضاريس التي تختلف من قاطع الى آخر"، مبينا أن "الأدلاء هم  بالأساس مقاتلون في الحشد العشائري او اناس يدعمون الاستقرار الامني ويكونون موضع ثقة من اجل المشاركة في العمليات العسكرية من خلال تقدم المفارز العسكرية لتحديد المواقع المراد الوصول اليها".


ويضيف الحسيني، أن "الأدلاء هم مقاتلون شجعان للغاية من اهالي المناطق المحررة، ولعبوا بالفعل دورا ايجابيا في دعم عمليات كبيرة لانهم على دراية بجغرافية الارض، ولا يمكن الاستغناء عن كفاءتهم مهما توفرت خرائط، كون الوضع يحتاج الى معايشة وشخص على خبرة في كيفية تجاوز الحواجز الارضية وذو معرفة ميدانية بطبيعة المشهد". 


ويوضح الحسيني، أن "اي عملية انتشار تحدث الان يتم من خلال تطبيق مبدأ المعايشة بين القوات للتعرف على جغرافية الارض، لكن مشاركة اشخاص من اهالي المناطق المحلين تمثل ضرورة، خاصة في المناطق الصعبة جدا سواء البساتين او المستنقعات او التلال العالية"


من هو "الملثم"؟ 


ابو صالح وهو دليل عمل مع القوات العراقية لاكثر من 3 سنوات وكان مقاتلا سابقا في الصحوات جنوب غرب بعقوبة تجاوز عمره 50 عاما، يقول في حديث لموقع IQ NEWS، إن "تنظيم القاعدة الإرهابي قتل أحد أشقائه و3 من ابناء عمومته وفجر منزله، لذا فهم لم يتأخر في دعم القوات الامنية في عمليات مطاردة القاعدة آنذاك". 


ويضيف ابو صالح، إن "99% من قوات الجيش في اي منطقة هم غرباء عنها، لذا فان دوره كان مهما جدا، خاصة معرفة تعقيدات البساتين والاراضي الزراعية وكيفية مباغتة معاقلها دون اي خسائر"، مؤكدا أنه "كان عنصرا مهما يخفي شخصيته ويرتدي اللثام حفاظا على حياته". 


ويؤكد أبو صالح، إنه "كان يتقدم المفارز القتالية ويفرح جدا في تحقيق الانتصارات على القاعدة"، مبينا أن "شخصيته لم يكن يعرف احد بها سوى ضباط برتبة كبيرة آنذاك". 


ويشير الى أن "القوات الامنية ما زالت تعتمد على الأدلاء في بعض العمليات العسكرية من اجل فهم طبيعة وجغرافية الارض لكن بعضهم لا يرتدي اللثام الآن، لأن طبيعة التحديات اختلفت ولم تعد التنظيمات المتطرفة تفرض سطوتها كما كان الوضع قبل 14 عاما". 


العقيد علي حسن، هو من ضباط الجيش المتقاعدين عمل في ديالى لبعض سنوات، يقول في حديث لموقع IQ NEWS، إن "استراتيجية الاعتماد على عناصر محلية في التوغل في مناطق خطيرة كانت ناجحة جدا ولم يسجل منهم ارتكاب خطأ بل كانت هناك كبيرة بهم على نحو تغيير مسارات الحركة احيانا من خلال اختصار الطرق خاصة في المناطق الزراعية". 


ويبين حسن، أن "الخرائط مهما كانت دقيقة تبقى الحاجة للدليل حاضرة، لان الخرائط صامتة ويمكن ان تتغير الكثير من التضاريس"، مؤكدا أن  "هذا السياق ما يزال معتمدا، لكن في إطار ضيق جدا وكان اغلب الأدلاء هم من الصحوات لكن الان اصبحوا من الحشد العشائري".