"الخطاط مظلوم".. عماد مجيد يحكي سيرة حياته

بغداد - IQ  

يقول عماد مجيد، الذي احترف خط الحروف طيلة 50 عاما، إن "الخطاط في العراق مظلوم".
 

التطور بصناعة الإعلانات التجارية، جراء التطور التقني، ألقى بظلاله على فن الخط، الذي يعتمد الدقة والتأني في إخراج الحروف، فتراجعت صنعة الخطاطين أمام ماكنات الإعلانات الضوئية، وتقلصت دائرة المهتمين بهذا الفن واقتصرت على الموهوبين به وهواته، في دائرة لا توفر ربحا اقتصاديا إلا لأسماء معدودة في البلاد أجمع.

تنحسر حظوظ الخطاطين في العراق، حتى في المنحة التي تقرها وزارة الثقافة للصحفيين والفنانين، كل عدة أعوام، إذ إن الخطاطين من بين الأقل عددا مقارنة بعدد المشمولين بها من الأدباء والتشكيليين وغيرهم. 
 
يقول مجيد: رحلتي في الخط بدات في الابتدائية، عندما كنت تلميذاً، في مدرسة 14 رمضان الابتدائية للبنين، بمدينة الرمادي، حيث كانت البدايات الأولية، بالحروف والمقاطع وكلمات واسطر، وبعدها ترعرعت في الصف الخامس والسادس، الى ان انهيت دراستي الابتدائية".

وعن شغفه بالخط واللغة العربية يشير الخطاط مجيد "بعد أن دخلت المرحلة المتوسطة، وانا في خاطري حب وشغف للخط العربي، بدات امارس الخط في سنة(1974) كبداية اولية.. بعدها اكملت اكمل دراسة المتوسطة، ودخلت معهد إعداد المعلمين".

"وهنا .. صقلت موهبتي بطريقة مختلفة، حيث كنت اتابع الخط، والخطاطين، داخل العراق وخارجه"، يكمل الخطاط. 


ويقول: "انشأت مكتباً للخط العربي، في سنة(١٩٧٦)، حيث انتميت بعدها الى جمعية الخطاطين العراقيين سنة(١٩٧٦)".


ومضى بالقول "كل إنسان تأتيه موهبة ربانية، حيث تعلمت الخط بالفطرة، وعن طريق الهواية ولم ادرس على يد اي خطاط، حيث كانت بداتي بحروف عشوائية، وبعدها تطورت الى حروف، ومقاطع، وجمل مرتبة".

ويردف "بدأت بالاحتكاك بالخطاطين والمعارض، حيث أكتسب الفكرة وزخما كبيرا لتعلم الخط بشغف".

وعن عشق الخط وقداسته يقول الخطاط مجيد "الخط عملاً روحياً قبل ان يكون عاملا مادياً، والخطاطون القدامى الكبار كانوا لا يكتبون اي حرف قبل ان يتوضؤوا".
وعن بداياته يوضح "اول لوحة كتبتها كانت عبارة عن لافته حيث كتبتها بالبويا" الدهان" سنة (١٩٧٥)، استمريت بالنظر الى هذه الافته حوالي ٤ الى ٥ ساعات بشكل مستمر، كنت منبهر وأثارني تعجبا كيف كتبتها".

ويتابع "اما بالنسبة للأشياء الفنية، بدأنا بعد التسعين نتوجه للحالة الفنية، حيث تركنا العمل التجاري".
ويسرد "الخط بالعراق متطور، وهنالك مدارس كثيرها وأبرزها المدرسة "النجفية " التي يرأسها الاستاذ جاسم محمود النجفي، بالاضافة للمدراس الأخرى مثل المدرسة الموصلية، والمدرسة الأربيلية".

ويختتم وبداخله حزن على مهنته، "الخطاط في العراق مظلوم، ومهمل لهذا السبب كنت حريصا جدا ان يكون هذا المشروع، مشروع تعلم.. لكي تكون الأجيال على اطلاع بما يجري وسيجري على الخط".
أعد التقرير: عمر الراوي