عراقيات يقعن ضحايا غياب الرقابة على مستحضرات التجميل: ندوب دائمة وأمراض مزمنة

بغداد - IQ  

قد تكون مستحضرات التجميل الخاصة بالنساء، واحدة من ابرز المنتجات التي تعرض بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وعادة  تكون هذه المنتجات غير خاضعة للسيطرة النوعية والاجهزة الرقابية المتمثلة بوزارتي الصحة والداخلية، كونهما يقع على عاتقهما معرفة مدى خطورة تلك المواد ومعرفة منشأها.


فتيات كثر وقعن ضحية تلك المواد، بعضهن اليوم يعانين من أزمة دائمية نتيجة تلف سببته المواد الأولية التي تدخل في مستحضرات التجميل.


ندوب دائمة 


وبالنظر لطريقة العرض، تتجاهل بعض الفتيات النظر على تواريخ صلاحية مستحضرات التجميل او مكوناتها او ان تبحث عن مدى فاعليتها عن طريق التجارب السابقة لمستخدميها وتقع بشرتها فريسة دون أن تدرك خطورة ذلك على الصحة، مما قد يؤدي إلى تهيج البشرة، وظهور شوائب، وحدوث طفح جلدي والتهابات تتحول إلى ندوب دائمة.


هناء نعيم (19) عاما، بحثت مطولا عما يغطي جميع احتياجاتها من عطور ومكياج لزواجها القريب وفق ميزانية لم تتعدى الـ150 الف دينار عراقي اي مايقل عن الـ100 دولار وفق سعر الصرف الان في الاسواق العراقية.


نعيم قالت لـ IQNEWS " راقني اعلان لاحدى الصفحات على موقع الانستغرام الخاص بالصور والفيديوهات يعرض صندوقا مليئا بمستحضرات التجميل وكان العدد كالاتي: اكثر من 10 اقلام لاحمر الشفاه بالوان مختلفة صارخة وخافٍ للعيوب يعمل واقيا ضد أشعة الشمس ومبيض للبشرة ومرطب للشفاه وآخر للوجه والرقبة بالاضافة الى قطعتين من مورد الخدود الاول بلا لمعة والاخر بها، ومقشر للبشرة وعطر بنكهة الفانيليا ومعطر خاص بالجسم والثالث للشعر وقناع الطين لتخليص البشرة من الترسبات وتنظيفها وثلاثة الوان من صبغ الاظافر، جميعها بـ30 الف دينار شاملة التوصيل مما دفعني لطلبها مباشرة حيث ظننت انني وجدت ما ابحث عنه".


واضافت: "في اقل من اسبوع من استخدام المنتجات بدأت المنطقة التي تقع مباشرة تحت العينين بالتورم وظهرت بقع بالون البني في وجنتي بالاضافة الى بثور تحولت الى ندب وحفر في المنطقة، ما اضطرت الذهاب إلى طبيبة مختصة بالامراض الجلدية، ودفعت مستحقاتها بعد بيع احدى مصوغاتي الذهبية دون علم زوجي ولم اوفق بالتخلص من الكلف بشكل نهائي ابداً حتى بعد جلسات عدة الا انها نجحت بتخفيف اللون البني قليل".


منافذ مفتوحة للمنتجات هذه 


من جهته يعزو "ابو حسين" (فضل الاكتفاء بكنيته) انتشار هذه المواد المغشوشة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى غياب الرقابة من الجهات المعنية، فضلا عن عدم توحيد المنافذ الحدودية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان.


ويعمل ابو حسين تاجرا بمجال المواد الخاصة بالبشرة والشعر ومستحضرات التجميل ايضا، يقول إن "مختلف البضائع تدخل بطرق عديدة حيث ان عدم توحيد المنافذ يمثل منفذا سهلا لدخول منتجات من مناشئ مختلفة منها ماهو رخيص جدا ولا يطابق المواصفات القياسية،ويشكل تجار هذه المواد مصدرا للعديد من الصفحات التي تقصدهم للشراء منها وفتح شركات تحت مسمى منتجات تجميل عالية الجودة".


ويشير ابو حسين، إلى أن "هذه الصفحات تشكل مصدر تهديد للاقتصاد، لكونها منتشرة بشكل واسع وتتسبب بتكدس البضائع الأصلية وتحمل أصحابها خسائر هائلة".


رداءة الصنع وانتهاء بالصلاحية 


ويجمع الدكتور محمود الفقي اختصاص الامراض الجلدية بين تأثير المواد التجميلية منتهية الصلاحية وبين رداءة صناعتها ، حيث يؤم. قائلا إن كلاهما يتسبب بعدة مشكلات جلدية منها حساسية الجلد وجفافه والتهابه وظهور البثور وحب الشباب والاكزيما احيانا وقد يتطور الى ظهور الكلف بشكل دائمي".


وتابع أن "منتجات التجميل تحوي مكونات زيتيه، تبدأ في الانفصال عن باقي المكونات عند انتهاء صلاحيتها او رداءتها ويؤدي الاستخدام المتكرر لها بتشكيل طبقة زيتية على البشرة تعمل على سد المسام وبالتالي إلى ظهور مشكلات البشرة والتي تحتاج احيانا الى اشهر طويلة من العلاج وتحتاج الى اموال كثيرة او قد تتحول الى مشكلة مزمنة كالاكزيما او الكلف". 


والجدير بالذكر أن المركز العراقي لمحاربة الشائعات، كان قد دعا في وقت سابق، وزارة الصحة ونقابة الفنانين العراقيين، إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق صفحات وشركات التجميل التي تروج لمنتجات غير خاضعة للموافقات الصحية على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرا المواطنين من استخدام هذه المواد دون استشارة الطبيب أو التأكد من وجود موافقات أصولية من وزارة الصحة كونها غير خاضعة للفحوصات الطبية الا ان مبيعات هذه الشركات والصفحات الخاصة بهذه المنتجات لاتزا عاملة وفق اقبال كبير على منتجاتها.