أنباري تجاوز السبعين يحول أراضٍ جرداء إلى واحات ملونة: "كأني أملك كنوز العالم"

عمر الراوي- الأنبار  

"الأزهار تملأ القلوب بالحب والجمال"، يقول عبد الله عبد القادر، وهو يتجول في مزرعته: "أنصح بزراعتها، فهي ورغم كل التعب الذي تتطلبه، تعكس صفاء القلوب وبياضها".

نبت عشق الأزهار في جسد عبد القادر منذ طفولته، ورسّخ جذوره فيه مع تقدمه بالعمر، تكاد لا تختفي ابتسامته عند الحديث عن الأزهار: "عشقت الورد منذُ طفولتي وكنت محباً لكل أنواعه يجذبني جماله وعطره".

عليكم بزراعة الورد من أجل الحياة


"عليكم بزراعة الورد من أجل الحياة"، يقول عبد القادر، ذو الثالثة والسبعين من العمر. 

الرجل الذي ترعرع وهرم في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، كانت له تجارب عديدة في تحويل أراضٍ جرداء إلى حدائق زاهية بالألوان، تنقطع عندها من مزاج الصيف العراقي الحاد: "من العويصة بدأت حكايتي مع الأزهار، فهذا النوع من الورد يشبه الكلاديوم؛ زهرة ذات لون أزرق وأحمر فائقة الجمال.. من هذه الزهرة بدأ مشروع حدائق الزهور".

يسرد عبد القادر الذي تجاوز السبعين من العمر، موقفا من "هِبّات" الأزهار عليه، قائلا إن "شخصاً طلب مني ذات مرة معرفة نوع معين من الأزهار، وحين أجبته بشكل متقن عن أنواعها، منحني زهوراً عديدة هديةً لي وتكريماً لشغفي بالأزهار". 


ويضيف: "كان لديَّ حديقة داخل منزلي، إضافة لها كنت أزرع في مزرعتي على ضفاف الفرات أنواعا مختلفة ونادرة من الورد".

وعن أجمل أوقاته، يقول عبد القادر انه كان ينام بين شتلات الأزهار في حديقة منزله.


لم يكتف الرجل السبعيني بزارعة الأزهار فحسب، تعداه الشغف إلى النباتات الظليلة: "زرعت الجوري بألوانه المبهرة، وأنواعه النادرة". ويضيف: "وعبر محاولات عدة صارت بمثابة حقل تجارب، اكتشفت أنواعا نادرة من الورد، مثل الامرلس، والجلاديولس وورد الجمال، والجهنميات، والرازقي، والكاردنيا، وأنواع كثيرة مختلفة".

أشعر بأني أملك كنزا لا يقدر بثمن

كنز عبد القادر وحلمه

"لو كنت مسؤولا حكوميا، لحولت كل الصحارى إلى محميات وواحات خضراء، إنه طموح كبير، لكنه حلمي الوحيد"، يقول عبد القادر، الذي لم يكتف بالحلم، وحاول قدر استطاعته في تحويل أراض جرداء إلى حدائق مميزة، أنفق في سبيلها عدة ملايين دون توقف.

"حينما أدخل مزرعتي ويلفحني عبير الأزهار، أشعر بأني أملك كنزا لا يقدر بثمن"


ويكمل عبد القادر: "لم يدعمني أحد، وقد أنفقت الملايين في الزراعة من راتبي الخاص، ولا تهمني الخسارة. مجرد نظرة إلى الورد تمنحني ارتياحا نفسيا.

يقف السبعيني وسط حديقته ويقول "ما أخشاه أن لا يعتني بمزرعتي أحد بعد رحيلي.. وأن تذهب هباءً".