"عكد الهوى": شاب من ذي قار يحيي تاريخ "شارع العشاق" بمتجر لبيع الأواني التراثية

بغداد - IQ  


"هنا في مدينة الحبوبي".. تبدأ فكرة الشاب محسن شريف من ذي قار من هذه الجملة لمحاولة إحياء تراث المدينة التي يحب والحقبة المتعلق بها بشدة، وهي فترة الثلاثينات من القرن الماضي كونه متعمق بالتأريخ وعلى الرغم من ان اختصاصه بعيد كل البعد عن هوايته هذه، والتي تحولت فيما بعد لمشروع يدر عليه ربحا بسيطا الا انه يدخل السرور الى قلبه كلما وجد مهتما بما يعرض.




هواية تتحول لمشروع


الفكرة كانت من غرفة صغيرة يجمع فيها محسن شريف الشاب الثلاثيني عددا كبيرا من الاواني التراثية المصنوعة من مكونات مختلفة والتي بدت فكرة صحيحة بعد تخرجه الى ان تتحول لمصدر عمل يرتبط فيها شغف التأريخ بمشروع بسيط عبر الانترنت، خاصة وانه بدأ بنشاطه هذا خلال فترة زيادة البطالة وقت انتشار فيروس كورونا قبل عامين من الان.


ويقول محسن، لموقع IQ NEWS انه "خلال تجوالي في المحافظات المختلفة، وانا أحب البحث من الاصل، كنت اعمد الى جمع الفخاريات والتحف، والأدوات العتيقة، كأواني الطهي، والأطباق، والقوارير التراثية، خاصة التي بدأت تختفي من حياة الناس وتندثر واستبدلتها الاهالي بكل ما هو جديد وحديث ونجحت بعدها بتجميعها في غرفة صغيرة بمنزلي وتوظيفها بمتجر الكتروني فقط اسميته (عكد الهوى) والذي شجعني على اكمال مشروعي هذا هو الزبائن، فكل من يشتري مني قطعة يعود لشراء اخرى عبر خدمة التوصيل المنزلي طبعا".



"عكد الهوى"

واختار محسن، الاسم لأنه يعود الى الشارع او المنطقة القريبة من منطقة سكنه القديمة، والتي كانت ملتقى للشباب العشاق، كما انه يرتبط بها بمفهوم خاص داخل نفسه حيث يقول: "يعود تاريخ شارع عكد الهوى إلى حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي وهو شارع الحبوبي حالياً في مركز الناصرية والذي كان ملتقى للأحبة في تلك السنوات ومكان الشعراء، وتتوزع فيه عدد من المقاهي القديمة والمكتبات ايضا مما يشكل مكانا مريحا لاستراحة العوائل فاخترت الاسم للتذكير بما كان الشارع عليه قديما ومكانته عند الذيقاريين الان".


نوع المعروضات

ويتحدث محسن عن معروضاته بشغف كبير، ويدرس تأريخ القطع ويحاول تشجيع الناس على شرائها عن طريق تصويرها في ركن خاص بمنزله، اعده لهذا الغرض فقط، مستدركاً "اعددت ركنا خاصا بالتصوير من اعدادي وديكور خاص بي بمكونات بسيطة، الا انها متعة بألوانها كما واني اختار زوايا التصوير بعناية، وما أريد تصويره أيضا، وتتضمن معروضاتي أعمالاً يدوية، وحرفاً ومهناً قديمة، وكل ما يحمل عبقاً من ماضينا الجميل، وشارك في صناعتها عدة حرفيين من داخل الناصرية لنسجها او نحتها او صناعتها من مواد مختلفة، حيث نستخدم الخوص وسعف النخل والنسيج وخيوط القطن والصوف والطين المفخور والالوان والقماش واشياء التزيين المختلفة في طريقة تستقطب اهتمام الزبائن".



ويسكن شريف منطقة السراي القديمة وحاصل على بكالوريوس في علوم الحاسبات والذي ساعده في تطوير متجره وايصاله الى أكثر من عشرة الاف متابع عبر منصات التواصل المختلفة كفيسبوك وتطبيق الصور الشهير الانستغرام فيما يدير الحسابات هذه وحده دون مساعدة من أحد.


معارض فنية

ويشارك ايضا محسن بمعارض فنية كثيرة وبازات مختصة بهذا النوع من أجل التعريف بمتجره وسبب اختياره لهذا المشروع، حيث يعرض وفق نسق فني عددا كبيرا مما يقدمه في متجره ذي الألوان الزاهية يصفها على منضدة معدنية، منها أطباق من الخوص وفخاريات وعلب صغيرة، ومن هذه المعارض الحبوبي الابداعي الدولي السادس ايضا.



ويؤكد محسن ان كل معروضاته في المتجر عليها طلب الا ان العاصمة بغداد ومدينته الناصرية والبصرة هي الاكثر طلبا لتحفه التي يقول عنها "لو لم اعرضها على متجري فكنت قطعا سأتجه لجعلها متحف والذي سيكون خطوتي المقبلة بعد المتجر هذا".