نساء السليمانية: نصف ساعة "ثمينة" لـ"الطاولي" بعيداً عن العمل والعائلة

بغداد - IQ  


تعتبر النساء، خاصة من تمتلك عائلة تعتني بها وعمل تقوم به، اوقات الفراغ حتى ولو كانت لنصف ساعة يوميا، اشبه بالممتلكات الثمينة، فامتلاك الوقت لأنفسهن وسط ضجيج الحياة يمكن ان يقود لحياة أفضل للعائلة اجمع، وقد تحتاج النساء احيانا لهذا الوقت من اجل قضاءه في لعب الدومينو او العاب الزهر وقضاء وقت ممتع بين الاصدقاء والصديقات.


"دومنة لو طاولي"


تتجمع ليلى حمه، مع كجان، وصديقات اخريات لها، في محافظة السليمانية، مرة كل اسبوعين وتبدأ سلسلة الاتفاق بينهن برسالة تحول للجميع عبر تطبيق الواتس اب مفادها "دومنة لو طاولي".


ليلى البالغة من العمر 24 عاما ووالدة لطفل عمره اربعة اعوام، تعمل في احدى مستشفيات السليمانية الاهلية ضمن القسم الصباحي، وتتمتع بعطلة واحدة فقط خلال الاسبوع تستثمرها في (طلعة) عائلية او قضاء مشاوير خاصة بالمنزل، حيث تقول لموقع IQ NEWS إن "يوم الجمعة من حق عائلتي اما الخميس فهو من حقي انا، اخرج انا وصديقات لي لقضاء امسية لطيفة في احدى كافيهات المدينة او نتوجه للعب الطاولي في مقهى كه شك وسط المدينة  او لوف كافيه ايضا، لا احبذ الدومينو ابدا خاصة وانا ارى الشباب وانفعالاتهم خلال لعبها واركن الى العاب اخرى بعيدة عنها، لعبت مرة واحدة الدومينو مع زوجي الا انه انفجر بي لأنني تسببت بخسارته كوني لا اعمد الى اللعب وفق خطة وحساب، انا فقط العب لقضاء وقت ممتع والتصرف بتلقائية".


وتبين ان اعداد كثيرة من الفتيات تميل للعب الزهر او الطاولي كما هو متعارف عليها في الشارع العراقي بعيداً عن الدومينو واعتبارها خاصة بالشباب الذكور فقط.


وفي استطلاع للرأي شاركت فيه أكثر من 275 امرأة من اعمار 22 وحتى الـ55 تبين ان 60% يفضلن لعبة الزهر على الدومينو فيما لم تعر 12% من النساء المشاركات اي اهتمام للسؤال وجاوبت 28% بإن الدومينو هي اللعبة الاكثر قربا اليهن للعبها.


وتعمد القليل من المقاهي الى توفير لعبتي الدومينو ولعبة الزهر للفتيات حيث يرى محمد سليم، صاحب مقهى قهونجي في حديث لـIQ NEWS بإن "توفير قسم خاص في مقهاه للفتيات امر بعيد التحقيق خاصة وان كل من يود لعب هاتين اللعبتين في المدينة، من الشباب، يتجه الى قهونجي دون تردد اي ان جو المقهى لا يتناسب مع الفتيات قط".


التأثير النفسي  


ويجمع الاطباء على ان هذه الالعاب ترتبط بأوقات ممتعة والكثير من الضحك خاصة ان كانت بهدف قضاء الوقت فقط اي بعيدا عن المسابقات وما شابهها وان الضحك المرتبط بها هو سبب رئيس في تغيير الطاقات المحيطة بشخص ما، فخلال الضحك تشتد حوالي 300 عضلة في جسم الإنسان ويصبح التنفس أسرع، وتتوسع الرئتان وتستقبل المزيد من الأكسجين وهذه العملية تحفز تدفق الدم وكذلك الدورة الدموية بأكملها كما ويفرز الدماغ هرمونات السعادة، وينخفض إنتاج هرموني التوتر ويتلاشى التوتر والحزن، ويقل الألم.


أصل اللعبة

وترجح مصادر ان أصل لعبة الدومينو قد تطّورت من لعبة الّزهر، إذ ُيعَتقد أن أصولها تعود إلى الصين في القرن 12 تحديدًا إلى عام 1120 على الرغم من وجود نظرّيات تقول أن أصولها مصرّية وعربّية.


وظهرت الدومينو في إيطاليا في مطلع القرن الثامن عشر وانتشرت منها إلى أوروبا لتصبح واحدًة من أكثر الالعاب شعبيًة حيث يمكن ان تجدها في كّل المنازل والحانات على حٍّد سواء كما ويعتَقد أن كلمة "دومينو" جاءت من الفرنسّية حيث ترمز إلى غطاء أبيض وأسود كان يرتديه الكهنة في فصل الشتاء.


اما لعبة الطاولة أو النَّرد أو الزهر فهي لعبة مشهورة جداً في الشرق الأوسط والبلاد العربية تتكون من رقعة خشبية أو صندوق خشبي يمكن أن يكون مزخرفاً ومطعماً بالصدف أو بقطع خشبية ثمينة، وعدد من الأقراص العاجية أو البلاستيكية أو الخشبية بلونين مختلفين عددها (15) من كل لون ونردين سداسيين ويرجع تاريخها إلى حوالى عام 3000 قبل الميلاد في مدينة اور التاريخية في بلاد ما بين النهرين.