"أخطبوط مدّ أذرعه ليتخطف الشباب": المخدرات تتسرّب إلى كركوك من طريقها العام

بغداد - IQ  

"أخطبوط يمدّ ذراعاً في كل وسط شبابي"، يقول الشاب عبد الله حسن، وهو يتحدث عن تفشي ورواج المخدرات في محافظة كركوك، وهو ما يؤكده مسؤول أمني يدير قسم ملاحقة تجارها ومتعاطيها.


ومثلّما تعدّ كركوك حلقة وصل تجارية مهمة، وتمّر عبرها البضائع القادمة من دول عدة نحو إقليم كردستان باتجاه وسط وجنوب العراق، فإن "المخدرات تعبر بالطريقة ذاتها وتتسرب في كركوك"، حسب معلومات الناشط المدني عبد الستار فاضل، الذي يقول إن المخدرات تمثل الآن إحدى أبرز اهتمامات الرأي العام في محافظته وهي تعطل الثروة الطبيعية والبشرية وأي جهود لتنمية المجتمع إيجاباً.


ومنذ بداية العام الجاري، اعتقلت القوات الأمنية 170 متهماً بترويج أو تعاطي المخدرات في هذه المحافظة المختلّف على هويتها القومية بين بغداد وأربيل.


"كركوك باتت واحدة من المدن التي تنتشر فيها المخدرات ونحن نسعى لاحتواء هذا الخطر.. وخلال 2021، ضبطنا 25 كيلوغراماً من الكريستال والحشيشة وكميات من حبوب الترامادول الممنوع تداولها دون وصفة صحية"، يكشف العميد هوما رؤوف البرزنجي، مسؤول قسم مكافحة المخدرات ضمن شرطة كركوك، مشيراً إلى "تفكيك واعتقال العديد من أعضاء شبكات المتاجرة بالمخدرات في المحافظة وزجهم في السجون".


"الإدمان في تزايد"

لكن جهود الشرطة لم تحل "دون تزايد نسبة الإدمان، التي ارتفعت معدلاتها بين الشباب في كركوك"، وفق ما يلاحظه الشاب حسن عبد الله، لافتاً إلى أن مجاميع وتجار المخدرات "يستغلون" أقرانه و"ينشرون هذه المواد السامة بينهم.. وهكذا تتدمر حياتهم".

هذه الملاحظة ذاتها، يؤكدها الطبيب المختص في معالجة المدمنين أنس عبد الجبار، قائلاً لموقع IQ NEWS إن "هناك زيادة كبيرة في أعداد المدمنين في كركوك وخاصة الشباب".

ويضع عبد الجبار برنامجاً يمتد لأشهر لتأهيل المدمن وإعادته إلى وضعه وحياته الطبيعية، مبيناً أن "نسبة الإدمان تختلف بين شخص وآخر وحسب الكميات التي اعتاد على تعاطيها، ونحن ندخله في برنامج من شقين، الأول عبر العلاج الطبي والآخر جسماني، وذلك بعد أن نعزله عن المحيط بشكل تام ونقدّم له أغذية مناسبة".

وكلّما انهمك الشخص في تعاطي المخدرات وكثرت نسبة تعاطيه، تأخرت فترة علاجه لدى الطبيب أنس عبد الجبار، الذي يأسف لـ"لشباب يختارون هذا الطريق فيكون مصيرهم المحتوم الموت أو السجن".


قبل عقود، كان العراق يمثل ترانزيت لعبور المخدرات من دول نحو أخرى، لكن بعد 2003، باتت تدخل إليه للاستهلاك المحلي، خاصة في مدن جنوب ووسط العراق، فضلاً عن بقية المدن، وترتفع النسب جراء البطالة والمشاكل الأمنية والاقتصادية التي تنعكس بدورها على تماسك المجتمع والعائلات، وفق تقارير رسمية وغير رسمية.

في أيار 2021، خلص تقرير أورده مجلس القضاء الأعلى، إلى أن نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب تصل إلى 50 بالمئة في عموم العراق.