"نتجاوز عقبات الحياة مثلها.. وللسقوط حلاوة"

"تانيا".. فارسة عراقية تطمح إلى العالمية: الخيل صديق وفي

بغداد - IQ  

"في زمن التكنولوجيا والهواتف النقالة واجهزة اللعب المختلفة تفتقد طفلتي، شّنو ذات التسعة اعوام لهواية أو إلى الشغف بشيء مفيد وكل همها جهازها الالكتروني، وهنا خطرت لي فكرة بعد ان قرأت عن مدربة خيول للأطفال في مدينتي أربيل"، تقول لمياء يادكار الأم المنفصلة عن والدة شّنو.


وفكرت السيدة لمياء في تعليمها طفلتها كيفية ركوب الخيل على يد مدرب متمرس، وهنا جاء دور "تانيا رسول" التي لم تعلم الطفلة ركوب الخيل فقط، و"إنما اعطتها ايضا دفعة شجاعة، ومقداراً كافياً من الثقة بالنفس".


وتقضي الشابة تانيا مصطفى رسول صاحبة الـ38 عاما، والحاصلة على شهادة الدبلوم، يوميا عدّة ساعات في ممارسة هواية ركوب الخيل، تقول في حديث لموقع IQ NEWS، "بدأت مسيرتي مع ركوب الخيل منذ نعومة اظافري احب هذه الحيوانات كما يحبها أخوتي أيضا، إذ اني الخامسة بين 14 اخ واخت، 11 بنت و4 اولاد، ونمتلك الشغف ذاته للخيول إلا انني الاكثر تعلقا بهذه الحيوانات والوحيدة التي اخترت تدريبها كمهنة".


ومنذ 9 أعوام، حوّلت "تانيا" هوايتها هذه إلى مصدر للعيش، وهكذا بدأت مسيرة جديدة في حياتها لتصبح متمرّسة ومدرّبة تعلم الأطفال وتحديداً الفتيات، ركوب الخيل.



"لنتجاوز العقبات كما تتجاوز الخيل الحواجز"


"هناك عقبات يجب على الفتيات تجاوزها، كما تتجاوز الخيول الحواجز، منها الأعراف والتقاليد الاجتماعية، التي تُقيد حرية المرأة، لا سيما فيما يتعلق بممارسة هواياتها وتطوير قدراتها، لذا انا اشجع على هذه الرياضة وعلى الفتيات تحديدا تعلمهتا كونها تزيد من ثقة المرأة بنفسها واعتمادها على ذاتها"، تقول مدربة الخيول الشابة.


وعادة ما تكون البدايات صعبة، لكن الممارسة تقود إلى الطريق الصحيح، كما توضح "تانيا"، مبينةً أن "الخيل صديقاً وفياً لا يؤذي أبداً إلإّ إذا بادرنا نحن بالأذية تجاهه.. هو أفضل رفيق خاصة للأطفال، وينعكس التوافق بين الخيل ومدربه على الصغار ويزيد هذا الأمر من الطاقة الإيجابية في المحيط".

وأيضاً، "ليس لكلمة مستحيل" وجود في قاموس "تانيا"، وهي تدرّب الأطفال شيئاً فشيء حتى يتمكنوا من السيطرة على الخيل والاستمتاع بهذه الرياضة النادرة في العراق، إذ توجد مراكز قليلة جداً في لتعليم ركوبها، ولا تتوافر سوى في بغداد وكردستان.


ويفضّل أن يكون الطفل يتجاوز 5 أعوام من العمر على الأقل ليكون قادراً على تعلم ركوب الخيل، كما توضح تانيا، و"كلما استمع إلى مدربه كلّما تعلّم أسرع، وهناك فئة منهم يفقدون القدرة على الاحتمال أو يكثرون الشكوى".

أن لم تقع مرة فلن تدرك حلاوة وخطورة الأمر


لا تغفل "تانيا" عن الأطفال "رمشة عين" أثناء ركوبهم الخيل خشيةً من سقوطهم عن ظهرها، وتصف حالات السقوط بأنها "أمر بسيط ولا يمكن وصفه بالخطر، كما أن الفارس المتمرّس يعلم جيداً أن لكل مهنة خطورتها وأنه قد يقع أحياناً عن خيله إن كان مهملاً أو غير منتبه"، وتضيف: "إن لم تقع مرة فلن تدرك حلاوة وخطورة الأمر".

 
شاركت "تانيا" في مسابقات محلية لسباق الخيل، وهي تطمح الآن للمشاركة في المسابقات الدولية، وهي تجيد جميع فنون هذه اللعبة التي تعدّ بالنسبة لفتاة مثلها بمدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، كما أنها تشارك كل عام في احتفالات عياد نوروز والمناسبات الوطنية باستعراضات مختلفة.