وفاة وزير الثقافة بنظام صدام

أحرجه قباني بقصيدة ووصفه درويش بـ"وزير الشعراء".. ماذا تعرف عن لطيف نصيف جاسم؟

بغداد - IQ  


توفي اليوم الاثنين (30 آب 2021)، القيادي في حزب البعث المنحل، لطيف نصيف جاسم، الذي شغل عدة مناصب كبيرة في حكومة صدام حسين، منها وزير الثقافة، ووزير الإعلام العراقي.


وأعلن ذلك، نجله باسم لطيف نصيف جاسم، عبر منشور على منصة فيسبوك، قال إن "جاسم وافته المنية صباح اليوم، بعد صراع مع المرض".



وعرف لطيف نصيف جاسم، كسياسي وقيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، ولد سنة 1941، وانضم لحزب البعث سنة 1957، واعتقل لفترة قصيرة بعد حركة 18 تشرين الثاني 1963.


وتخرج جاسم، من كلية العلوم في جامعة بغداد سنة 1966، وعمل في الملحقية الثقافية العراقية في موسكو، عمل مديرا للإذاعة والتلفزيون سنة 1974، ثم شغل مناصب وزارية منذ عام 1977 حتى عام 1996، حيث عين وزيرا للزراعة والإصلاح الزراعي في 5 نيسان 1977 خلفا لحسن فهمي جمعة، وبقي في هذا المنصب حتى تولي صدام حسين منصب الرئاسة سنة 1979، فشغل منصب وزير الثقافة والإعلام حتى سنة 1991، بعدها شغل منصب مستشار لرئيس الجمهورية سنة 1991، ثم شغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أحمد حسين خضير سنة 1993 - 1994، وبقي في المنصب حتى سنة 1996.


وكان جاسم، عضوا في مجلس قيادة الثورة منذ سنة 1982 حتى سنة 1991، ثم منذ سنة 1994 حتى احتلال العراق سنة 2003، كذلك كان عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق للفترة من 1994 إلى 2003.


وكان اسم جاسم مدرجا في قائمة العراقيين المطلوبين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بتسلسل 18، وصورته على بطاقة "عشرة ماجة" في مجموعة أوراق اللعب لأهم المطلوبين العراقيين، وألقي القبض عليه في 9 حزيران 2003، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2009 في قضية أحداث صلاة الجمعة.


وفي عام 2017، أقر مجلس النواب العراقي، قانونا ينص على مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لكل من صدام حسين وزوجاته وأولاده وأحفاده وأقربائه حتى الدرجة الثانية ووكلائهم ومصادرة أموال قائمة من 52 من أركان النظام السابق، كان من بينهم لطيف نصيف جاسم.


جاسم والقباني ودرويش

وكان لجاسم حادثتين فريدتين مع شاعرين عربيين كبيرين، هما الشاعر نزار قباني، والشاعر محمود درويش، لكن الأول كان فيها ضد جاسم وحكومة صدام حيث أحرجهم في إحدى المهرجانات الشعرية، بينما كان لدرويش موقف مغاير حيث امتدح جاسم بلقب "وزير الشعراء".


والحادثة الأولى التي حدثت بين جاسم وقباني، كانت في عام 1985، حيث أقيم مهرجان المربد الخامس بمحافظة البصرة بحضور عدد كبير من الشعراء العراقيين والعرب بينهم نزار قباني، حيث قرأ قباني قصيدة احدثت ضجة كبيرة داخل الاوساط الادبية لجرأتها في حينها، وقد تم التعتيم والتشويش عليها، حتى انها منعت من النشر في الصحف العراقية وقنوات الاعلام.


وهذ المهرجان كان يرعاه ويحضره وزير الاعلام العراقي آنذاك لطيف نصيف جاسم، حيث استفزت القصيدة الوزير بعد ان القاها نزار، والذي كان ينتظر منه قصيدة يمدح بها صدام اسوة بالشعراء الذين سبقوه وكانوا قائمة طويلة من الشعراء العرب منهم الشاعرة الكويتية سعاد العبد الله الصباح.


فلم ترق القصيدة للطيف نصيف جاسم خاصة بعد أن خلقت وزارته لنزار قبل المهرجان هالة خاصة من التفخيم والترحيب دون باقي الشعراء، وكرست له الصحافة وقنوات الاعلام الشيء الكثير، وقد استفز نزار الوزير والمسؤولين عندما وصل المقطع:


في مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب


واشار بيديه الى كل الشعراء والمسؤولين الجالسين في الصف الامامي


ثم ليكمل هجومه حينما قال:


مسافرون نحن في سفينة الأحزان


قائدنا مرتزق


وشيخنا قرصان


وكانت مفاجئة مذهلة في ذلك الحين فمن يمتلك الجرأة لفعل ذلك؟! وبعد الانتهاء من القصيدة صفق المسؤولون لنزار ببرود وامتعاض، وأمر جاسم بالتعتيم على القصيدة في وسائل الاعلام.


أما في الحادثة الأخرى فحدثت حين كان محمود درويش حاضرا مهرجان المربد في عام 1986 أي بعد سنة من حادثة نزار قباني، حيث كتب درويش مديحا في جريدة الثورة بحق الوزير لطيف نصيف جاسم واصفا إياه بـ"وزير الشعراء".