"تغير شكله الآن"

يربط المدينة ببقية أجزاء العراق.. رحلة إعمار جسر راوة بعد "التفجير المأساوي" (صور)

بغداد - IQ  

في 2014، استهدف تفجير موكب عرس كان يمر على جسر راوة في محافظة الأنبار، أطول الجسور المنصوبة على نهر الفرات، ما أودى بحياة عوائل كاملة سقطت في النهر.


وألحق التفجير أيضاً دماراً كبيراً بالجسر، المنفذ الوحيد لراوة باتجاه المناطق والأقضية الأخرى للأنبار، قبل أن يعاد بناءه مجدداً هذا العام.


وامتدت مراحل إعمار جسر راوة الكونكريتي منذ أواخر 2019 وحتى شباط 2021، وتولتها شركة "مدينة الابتكار" بإشراف من مديرية طرق وجسور الأنبار.


ويقول المهندس المقيم، ماهر يوسف العاني، لموقع IQ NEWS، إن التفجير الذي وقع على جسر راوة في 13 آذار 2014، دمر الفضاء رقم 15 بالكامل، وألحق دماراً جزئياً بالفضاء 16، وقامت مديرية طرق وجسور الأنبار حينها بنصب جسر حديدي كحل مؤقت، إذ أن هذا الجسر هو الرابطة الوحيدة بين راوة وبقية مناطق الأنبار.


وبعدما أحيل تأهيل الجسر، الذي يبلغ طوله 700 متر، إلى "شركة مدينة الابتكار" في أواخر 2019، يقول العاني إن تحديات كثيرة واجهت عمليات إعادة التأهيل، منها "ارتفاق بحيرة سد حديثة إلى مناسيب غير متوقعة تطلبت إنشاء سدة ترابية بطول ١٤٠ متراً".



إضافة إلى ذلك، فإن كون هذا الجسر هو الممر الوحيد الذي يربط قضاء راوة ببقية أقضية الأنبار، تطلب ضمان استمرارية الحركة عليه"، كما يوضح المهندس المقيم في دائرة طرق وجسور الأنبار، مبيناً ان هذا الأمر أثر على سير عمليات تأهيل الجسر.


وتابع أن "تفشي وباء كورونا وفرض حظر على التجوال، أثراً أيضاً على العمل، فضلاً عن اغلاق حدود العراق وقتها والتي أخرت وصول بعض المواد اللازمة لبناء الجسر والتي تم استيرادها من الخارج".



لكن "ورغم كل التحديات والضغوطات، أعيد تأهيل الجسر وبات مظهره يتلائم مع حملة الإعمار التي شهدتها ولا تزال محافظة الأنبار"، يؤكد المهندس يوسف العاني، متقدماً بالشكر إلى "المحافظ علي فرحان الدليمي ونائبه للشؤون الفنية وكادر مديرية طرق وجسور الأنبار والإدارة المحلية لقضاء رواة وقيادة عمليات الجزيرة والبادية لجهودهم في تذليل العقبات التي واجهت العمل".


"شريان راوة الوحيد"


من جانبه، يستعيد حسين محمد سميان، رئيس المهندسين، ومدير بلدية قضاء راوة، تاريخ الجسر الذي يعتبره "شريان الحياة لمدينة راوة".


ويقول في حديثه لموقع IQ NEWS، إن "هذا الجسر تم انشاؤه وافتتاحه عام 1990 ليكون بديلاً عن الجسر القديم العائم، وهو يربط قضاء راوة الواقع شرقي نهر الفرات من جهة بادية الجزيرة، مع الجهة الأخرى أي بادية الشامية حيث تقع مدن القائم وعانة وحديثة".


ويستذكر سميان "تعرض الجسر إلى تفجير إرهابي عام 2015 نفذه تنظيم داعش وراح ضحيته عوائل بأكملها بينهم أطفال ونساء كانوا يعبرون في موكب للاحتفال بعرس حيث تحول فرحهم إلى حزن وماسأة".


أما الآن، فيقول مدير بلدية قضاء راوة إن "مظهر الجسر بات جميلاً بعد إعادة تأهيله وتثبيت أعمدة إنارة حديثة له".