"ضريبة الفنان في العراق"

التشكيلي تحسين الزيدي لـ IQ: ألجأ إلى الطفولة وألتفت إلى ما شوهته الحرب والسياسة

بغداد - IQ  

يتعمد إخفاء ملامح الوجوه، يقول إنها تشتت المتلقي عن جوهر العمل، يطارد الفطرة الانسانية التي يراها تشوهت عمدا، سيجعلها تسبح في فضاء الطاقة التي يبتدعها بأعماله، سيحدثنا عن ضرائب الفنان العراقي التي يجب عليه دفعها بفعل السياسة وفوضى السلاح والحرب، وسيضرب مثلا بلوحة تشرين، موقع IQ NEWS في حوار مع التشكيلي تحسين الزيدي.


ألوان وتقنيات


يقول تحسين الزيدي، إن ألوان الاكريليك أعطتني مساحة كبيرة للتجريب داخل العمل، وذلك لامتلاكها أهم خاصية، وهي سرعة الجفاف، هذة الخاصية تساعد الفنان على التجربة ووضع اللون بأكثر من طريقة على سطح الكانفاس، حتى يصل إلى التكنيك الذي يناسبه، ثم اختيار الفضاء المناسب للكتل اللونية التي يحتاجها، فضلا عن أن هذه الالوان تعطي سطوحا نقية، فتغني العمل.


وعن التقنيات المستخدمة داخل اللوحه، يقول الزيدي إنها تختلف من فنان إلى آخر حسب رؤيته وحسب طريقة اشتغاله، فقسم من الفنانين يكتفي باللون والفرشاة، وقسم آخر يلجأ للكولاج او استخدام مواد أخرى.


وأكمل أن تكنيك اللون الذي يستخدمه (الليرات او الطبقات)، وهذا التكنيك تكون اثناء العمل والتجريب بشكل تراكمي ولسنوات عديده حتى استقراره بالشكل الحالي، مبينا أن هذه الطبقات تتغير وتتلون من عمل إلى آخر حسب الحالة الانسانية التي اشتغل عليها. 


الليرات كونت داخل العمل المناخ الذي احتاجه لاخراج التعبير الذي ابغيه من الاشخاص الذين يجولون داخل هذا المناخ، وأضافت الليرات عمقا مكانيا تتحرك وتسبح داخله الشخوص بحرية وبتعبيريه غير مقيده بإيقاع معين، فضلا عن العمق الزمني او عامل الزمن الذي تضيفة هذة الطبقات على حالة الشخوص الموجودة.



الحرب والسياسة


يقول الزيدي إن التعبير من خلال الحركة الايقاعية داخل مناخ معين، هو المادة الاساسية التي اشتغل عليها، ولهذا اتعمد اخفاء ملامح الوجوه، لانها تبعد وتشتت المتلقي عن جوهر وهدف العمل، ثم أن الملامح تأخذ عين المتلقي بعيدا عن الموضوع.


وعن سبب لجوئه، إلى ذاكرة الطفولة الحرة والفطرية والتي يسميها الذاكرة الانسانية، يرى الزيدي أن تلك المعايير يتشارك بها أكثر الناس، ولذلك يرسم الطفولة كثيراً، مبينا أنها كونت وتكون وتشكل شخصيتنا.


أركز عليها في أعمالي كثيرا للفت النظر للفطرة الانسانية التي شوهت عمدا بفعل السياسة والحرب، لذلك اتعمد عدم وضع الشخوص بأطر وقيود، واجعلها تسبح بفضاء يظهر الطاقة الموجوده داخلها.

العمل الفني واللون 


يقول التشكيلي تحسين الزيدي، إن اللون من أهم الأدوات داخل العمل، وحينما يوضع بمكانه المناسب يعطي للحالة الانسانية داخل اللوحه تأثيرا قويا وملفتا، واحيانا نفس اللون حينما نضعه بمناخ آخر يعطي تأثيرا آخر مختلف، كما أن تأثير الألوان على بعضها مختلف ومتغير حسب الحالة التعبيرية الموجودة، كل هذه التضادات اللونية تضيف وتغني العمل كثيرا حين تستخدم بشكل مدروس.


وبحسب الزيدي، فأن العمل الفني له تاثير مباشر وسريع على المتلقي، كونه لغة بصرية يقع تأثيرها على الجميع بمختلف شرائحهم، ولذلك فهي خطاب موجه للمجتمع، وهذا الخطاب له أهدافه الانسانية والحسية، وهنا تأتي أهمية وظيفة الفنان.

لوحة تشرين


وتابع، أن وظيفة الفنان في مفاصل وأحداث كثيرة داخل الحياة، وتتجلى بعدة أوجه في بث طاقة مؤثره بشكل ايجابي على المجتمع، ولفت الانظار لحدث ما، وايضا من مهام الفن التشكيلي وكل الفنون والآداب الأخرى هي توثيق مرحلة تاريخية معينة، فمثلا لوحة تشرين وبث الحالة الايجابية، كانت ولازالت ضرورية.


وأكمل أن خطاب اللوحة بشكل عام موجه للمجتمع، وليس لاستهداف فئة معينة، لكوننا كلنا نعيش في عالم واحد، خاصة بعد الثورة التكنلوجية الكبيرة، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعي فرصة كبيره لكل فان بان يستثمرها لصالحه، ولكن يجب ان يعرف كيفية الاستخدام والتوظيف المناسب.

ضريبة العيش في العراق


وتحدث الفنان التشكيلي تحسين الزيدي، عن بيئة العيش في العراق، وفيما أكد أن الأوضاع المضطربة توثر على الفنان في العراق، أشار إلى الضرائب التي يجب دفعها في هذه البلاد.


ويقول الزيدي، إن البيئة أو مناخ العيش داخل العراق، له تأثير مباشر على طريقة تفكير الفنان، مؤكدا أن الفنان عليه ضريبة يجب دفعها ابتداء من الموضوع الذي يختاره إلى الطريقة المباشرة أو غير المباشرة التي يطرحه عبرها.


مهمة الفنان صعبة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، كون العراق يمر بمرحلة تعلو فيها لغة وصوت السلاح على صوت القانون، وتأثير هذه الفوضى يقع بشكل مختلف ومتفاوت من انسان وآخر.